أنت هنا

القائمة:

الأحد الخامس بعد العنصرة  

نشيد القيامة \ باللحن الرابع

إنَّ تلميذاتِ الرّبّ عَرفنَ منَ الملاكِ بُشرَى القيامةِ البهيجة. وإلغاءَ القضاءِ على الجَدَّين، فقلنَ للرُّسلِ مُفتخِراتٍ: لقد سُلِبَ الموت، ونهضَ المسيحُ الإله، واهبًا للعالمِ عظيمَ الرحمة.

نشيد شفيع الكنيسة:

 

نشيد الختام\ اللحن الثاني:

يا نصيرةَ المسيحيين التي لا تُخْزى، ووسيطتَهم الدائمةَ لدى الخالق. لا تُعْرضي عن أَصواتِ الخطأَةِ الطالبين إليكِ. بل بما انكِ صالحة، بادري إلى معونتِنا، نحن الصارخينَ إليكِ بإيمان: هَلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدةَ الإلهِ المحاميةَ دائماً عن مكرميكِ

  مقدمة الرسالة: { الأحد الخامس بعد العنصرة رومة 10: 1- 10 }

اللازمة: ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ، لقد صنعتَ جميعَها بحكمةٍ   

الآية: بارِكي يا نفسِيَ الرَّبّ، أَيُّها الربُّ إِلهي، لقد عَظُمْتَ جدًا

فصلٌ من رِسالةِ القِدِّيسِ بولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ رومَة

يا إخوَة، إنَّ مَيلَ قَلبي وابتِهالي إلى اللهِ هُما لأجلِ إِسرائيلَ لكي يَخلُصُوا* فإِنِّي أشهَدُ لهم أنَّ فيهِم غَيرَةٌ لِله، لكنَّها ليست عن مَعرِفَة* فإنَّهم إذ جَهِلوا بِرَّ اللهِ، وطَلَبُوا أن يُقيموا بِرَّهُمُ الخاصّ، لم يَخضَعوا لبِرِّ الله* لأنَّ غايَةَ النَّامُوسِ هيَ المسيحُ للبِرِّ لكلِّ مَن يُؤمِن* فإنَّ مُوسى يَصِفُ البِرَّ الذي منَ النَّاموس، بأنَّ الإنسانَ الذي يَعملُ هذِهِ الأشياءَ سَيَحيا فيها* وأمَّا البِرُّ الذي منَ الإيمانِ، فيقُولُ فيهِ هكذا: "لا تَقُل في قَلبِكَ مَنْ يَصعَدُ إلى السماءِ، أي ليُنزِلَ المسيح؟* أو مَن يَهبِطُ إلى الهاوِيَة، أي ليُصعِدَ المسيحَ مِن بَينِ الأموات؟"* لكن ماذا يَقول: "إنَّ الكلمةَ قريبَةٌ مِنكَ، في فِيكَ وفي قَلبِكَ، يَعني كَلِمَةَ الإيمانِ التي نُبَشِّرُ بِها* لأنَّكَ إنِ اعتَرَفتَ بفمِكَ بالربِّ يَسوع، وآمَنتَ في قلبِكَ أنَّ اللهَ قد أقامَهُ مِن بَينِ الأمواتِ ستَخلُصَ* لأنَّهُ بالقَلبِ يُؤمَن للبِرّ، وبالفَمِ يُعتَرَفُ للخَلاص.

هللويا:

   إستلَّ السَّيفَ وسِرْ إلى الأَمام، واملِكْ في سبيلِ الحقِّ والدِّعةِ والبِرّ، فتهدِيكَ يمينُكَ هديًا عجيبًا

   أَحبَبتَ البِرَّ وأَبغضتَ الإثم، لذلكَ مسحَكَ اللهُ بدُهنِ البَهجةِ أَفضلَ من شُرَكائِكَ

فصل شريف من بشارة القديس متى البشير

{الأحد الخامس بعد العنصرة. متى8: 28الى9: 1 }

فِي ذلكَ الزمان، أَتى يسوعُ إِلى بُقعَةِ الجِرْجِسِيِّين، ﻓﭑستَقْبَلَهُ رجُلانِ بِهِما شياطينُ، خارجانِ مِنَ القُبورِ شَرِسانِ جِدًّا. بحيثُ لَمْ يَقوَ أَحَدٌ على أَنْ يَجتازَ مِنْ تلكَ الطريق * وإِذا بِهِما يَصيحانِ قائلَين. ما لَنا ولكَ يا يسوعُ ٱبـنَ الله؟ أَجِئتَ إِلى ههُنا قَبْلَ الزمانِ لتُعَذِّبَنا؟ * وكانَ على بُعدٍ مِنهُما قطيعُ خنازِيرَ كثيرةٍ تَرعى * فأَخذَ الشياطينُ يتضرَّعون إِليهِ قائلِين: "إِنْ كُنتَ تُخرِجُنا ﻓﭑئْذَنْ لنا أَن نَذهَب إِلى قَطيعِ الخَنازير" * فقالَ لَهُمُ: "اذهَبوا". فخرَجوا وذهَبُوا إِلى قَطيعِ الخَنازير. فإِذا بقطيعِ الخنازيرِ كلِّهِ قد وَثَبَ عَنِ الجُرُفِ إِلى البَحرِ ومـاتَ في المِياه * أَمَّا الرُّعاةُ فهَرَبوا ومضَوا إلى المدينة، وأَخبروا بِكُلِّ شيء وبأمرِ المُعترين* وإذا بالمدينة كلُّها قد خَرَجت لِلقاء يسوع. فلَمَّا أبصروهُ طلبوا أن يتحوَّلَ عن تُخومِهم* فرَكِبَ السفينةَ وعبَرَ وأتى إلى مدينتِهِ.

تأمل في الانجيل

انجيل اليوم يبرهن لنا على أن يسوع يبحث عن الناس في كل مكان. إنه يريد أن يخلص كل البشر، حتى أولئك الأكثر وحشية. يريد أن يعرف الجميع أنه خرج ليخلص الجميع حتى أسوأ الناس. لذلك، بادر في إنقاذ رجلين ممسوسين بالشياطين. قد نتجنب الأشد وحشية ولا نهتم بأولئك الذين يعيشون في ظروف سيئة، لكن المسيح يتوق لإنقاذهم. الانجيل يرينا

1. ذهاب يسوع إلى حيث لا يذهب أي رجل آخر

2. أنقاذ يسوع أولئك الذين لم يستطع أي رجل آخر الوصول إليهم

3. رفض رجال المدينة الطماعون ليسوع

1.  ذهب يسوع إلى حيث لا يذهب أي رجل آخر:

      ذهب يسوع بين الأشرار الممسوسين. كان هذان الرجلان ممسوسين بالشر، لقد كانا مسكونين. وتصرفا بجنون لدرجة أنه لم يجرؤ أحد على مد يد المساعدة. في الواقع، لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهما. ومع ذلك، فإن الله يهتم بالجميع وبنفس القدر، ويريد من شعبه أيضًا أن يهتموا وأن يصلُّوا من أجل الجميع مهما كانت حالتهم سيئة. أراد المسيح أن يُظهر مثل هذه الرعاية لجميع الأجيال اللاحقة، لذلك ذهب حيث لم يجرؤ أحد على الذهاب.

ذهب يسوع بين الأموات: عاش هذان الرجلان بين القبور وفي ساحة المقبرة. إنهما يمثلان الموتى الأحياء – يمثلان مَن هم بدون المسيح أي "أموات في خطاياهم". الفرق بين الرجلين الممسوسين والآخرين هو أنهما كانا صورة لأبشع الأموات. إنهما يظهران إلى أي مدى يمكن للبعض أن يبتعدوا عن الله وعن عائلاتهم وأصدقائهم. يمكن أن يمتلكوا الشر لدرجة أنهم ينقطعون تمامًا عن كل من الله والإنسان، ويعيشون كما لو كانوا بين الأموات. لهذا قال الأب في مثل الابن الضال " كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ" (لوقا 15:32).

إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يذهب في تسليم نفسه للشر أو الشياطين؟: يمكن للإنسان أن يفسد حياته حرفيًّا. نعلم جميعًا بعض الذين سلموا أنفسهم للشر لدرجة أنهم وقعوا في الحفر. لقد أصبحوا معزولين عن الآخرين لدرجة أنهم يعيشون "بين الأموات". ذهب يسوع بين بعض الرجال الخطيرين. لقد تم تسليمهم للشر، حتى أنهم يشكلون تهديدًا على الجميع. كان الرجلان "شرسين للغاية". هددوا كل من يمر.

لماذا كان الرجلان الممسوسان عنيفين؟ لماذا يصبح الإنسان شرسًا وخطيرًا؟ يسلم الانسان نفسه للشر تدريجيًّا خطوة بعد خطوة. فيزداد شرًا أكثر فأكثر. يتمادى كثيرًا في الكبرياء والحسد والأنانية والشهوة، حتى يتمرد، فيتفاعل بحقد وينتقم من أي شخص يرغب في معاملة متساوية. يركز انتباهه وفقًا لمصلحته. حتى يصبح مهووسًا، يتفاعل بغضب ضد أي موقف أو علاقة لا تلبي رغباته. يصبح البعض أنانيًا وأنانيًا للغاية مسوسا بالشياطين، ويتمادى كثيرا في ذلك، بحيث يتفاعل بعنف إذا لم يتلق الاهتمام والتقدير الذي يرغب فيه أو يحصل على ما يريد. وإذا أعرب أي شخص عن موقف مختلف لرأيه، يرى في ذلك تهديدًا مباشرًا له، حتى إنه يتصرف بعنف تجاه أهل بيته. وأحيانا قد يتم تجاهل البعض وإهمالهم ورفضهم وإساءة معاملتهم لدرجة أنهم ينسحبون، ويصبحون عرضة للاستحواذ على ردود الفعل السلبية للشر كالحقد، والمرارة.

 ذهب يسوع بين الناس الذين يتمردون على الله. لقد احتجا على حضور يسوع: "صرخا" متحدين حضوره. كم منا يحتج على الله وأحيانًا لا نريد حضوره؟  لقد عرفاه على أنه ابن الله. أقرّا بيوم دينونة. لكن ليست معرفة وجود الله هو ما يجعل الإنسان أبنًا لله. انما المحبة تفعل ذلك: محبة الله ومحبة القريب

الخلاص بالمسيح: جاء يسوع وكلمهما. نتيجة كلمته. تم إنقاذ الرجلين وطردت الأرواح الشريرة منهما. المسيح لديه القدرة على أن يخلِّص. كل ما عليه أن يفعله هو أن يقول: "اذهب"، ومهما حل الشر في الإنسان فقد يذهب وينقذ الإنسان.

موقف الأصحاء المزيفون أهل المدينة: خرجت المدينة كلها لملاقاته، وكان رد فعلها ضد خسارة الثروة. لم يتم الاعتراف بأي شيء من الخير الذي قام به يسوع. لم يروا الخير في الخلاص العظيم الذي قد حدث. شُفي رجلان ميؤوسًا من شفائهما. اهتموا فقط بالمال بالخنازير التي فقدوها. "لما رأوه" ، رأوا فقط رجلاً واقفًا هناك دمر ممتلكاتهم. كانوا عُميان عن العمل المجيد وخلاص الرجلين الممسوسين. لم يكن الخلاص في ذهنهم. كانت أفكارهم غارقة في خسارتهم المادية، وليس في مكسب السماء بخلاص إنسانين. لم يشعروا بأي شيء مشترك مع المسيح وفكره ورأفته على البشر. وبالتالي طردوا المسيح. " فمَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟"

    دعوتنا اليوم ان لا نقسي قلوبنا أمام جروح أخينا الانسان. ولنحذر من أن نظن أنفسنا افضل من غيرنا، وأنهم لا شيء. فنصبح عميان بالروح ونرفض المسيح ونطرده بكبريائنا وطمعنا. لكن فليكن لنا فكر المسيح وحضوره ومحبته

ناصر شقور                   nasershakour@gmail .com