أنت هنا

 
 

                                                                                                                                                    

             الأحد الأول بعد الصليب          

نشيد القيامة \ باللحن الثامن

انحَدَرْتَ منَ العلاءِ أَيُّها المُتحنِّن، وقبِلتَ الدَّفنَ ثلاثةَ أَيام، لكي تُعتِقَنا منَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجدُ لك.

نشيد شفيع الكنيسة: 

قنداق الختام\ اللحن الثاني: 

يا نصيرةَ المسيحيِّينَ التي لا تُخْزى، ووسيطتَهُمُ الدَّائمةَ لدى الخالق.لا تُعْرضي عن أَصواتِ الخطأَةِ الطَّالبينَ إليكِ. بل بما أنكِ صالحة، بادري إلى معونتِنا، نحنُ الصَّارِخينَ إليكِ بإيمان: هَلمّي إلى الشَّفاعة، وأسرِعي إلى الابتهال، يا والدةَ الإله، المحاميةَ دائماً عن مكرِّميكِ.

مقدمة الرسالة: {الأحد 17 بعد العنصرة   2كو 6: 16-7: 1}

اللازمة: أُنذُرُوا وأَوفُوا الرَّبَّ إلهنا، كلُّ الذينَ حَولَهُ يَأْتُونَ بهدايا 

  الآية: أللهُ مَعرُوفٌ في يَهُوذا، واسمُهُ عَظيمٌ في إسرائيل

فصلٌ من رِسالةِ القِدِّيس بُولس الرَّسول الثانية إلى أهل كُورِنثُس

 يا إخوة، إنكم هَيكلُ اللهِ الحَيِّ، كما قالَ اللهُ: "إِني سأَسكُنُ فيهِم وأَسيرُ فيما بينَهم، وأَكونُ لهم إلهًا وهُم يكونونَ لي شَعبًا * فلِذلكَ أُخرُجوا من بينِهم واعتزِلوا، يقولُ الرَّبُّ، وَلا تَمَسُّوا نَجِسًا * فأَقبلَكُم وأَكونَ لكم أَبًا، وتكونوا أنتم لي بَنينَ وبَنات"، يقولُ الرَّبُّ القَديرُ على كلِّ شيء * وإِذ لنا هذِهِ المَواعِدُ أَيُّها الاحِبَّاء، فلنُطَهِّرْ أنفُسَنا من كلِّ دنَسٍ للجسَدِ والرُّوح، مُكمِّلينَ القداسةَ بمخافةِ الله *

هللويا: 

  • هَلُمُّوا نَبتَهجْ بالرَّبِّ، ونُهلِّلْ للهِ مخلِّصِنا

  • لنُبادِرْ إلى وَجهِهِ بالإعترافِ، وبالمزاميرِ نُهلِّلْ لهُ

فصل شريف من بشارة القديس لوقا البشير

 (الأحد الأول بعد الصليب لو 5: 1 – 11)

في ذلك الزمان، بينَما كَانَ يسوعُ وَاقِفًا عِنْدَ بُحَيرَةِ جَنِّيصارات، رأَى سَفينتَينِ واقفتَينِ عندَ البُحَيْرَة، وقدِ انحدَرَ مِنهُما الصَيَّادونَ لِيَغسِلوا الشِّباك. فرَكِبَ إِحدى السَّفينتَينِ التي كانتْ لِسمعان، وسأَلَهُ أَنْ يَتَباعدَ قليلاً عنِ البَرِّ، وجَلَسَ يُعَلِّمُ الجُموعَ مِنَ السَّفينة. فلمَّا أنجَزَ كلامَهُ قالَ لِسِمعانَ: "تَقَدَّمْ إِلى العُرْضِ وأَلقُوا شِباكَكُم لِلصَّيْد". فأَجابَ سِمعانُ وقالَ لهُ: " يا مُعلِّمُ، قَد تَعِبْنا اللَّيلَ كُلَّهُ ولم نُصِبْ شَيئًا. ولكِنْ بِكلِمَتِكَ أُلقي الشَّبَكَةَ". فلمَّا فعَلوا ذلكَ حازوا مِنَ السَّمكِ شَيئًا كَثيرًا، فأخذَت شبَكتُهُم تَتَخرَّق. فأَشارُوا إِلى شُرَكائِهِم الَّذين في السَّفينةِ الأُخرى أَنْ يَأْتُوا لِنَجدَتِهِم. فأَتَوا ومَلَأُوا السَّفينتَينِ حَتَّى كادَتا تَغرَقان. فلَمَّا رَأَى ذلك سِمعانُ بُطرُسُ خَرَّ عِندَ رُكبَتَي يَسوعَ قائلاً: "أُبعُد عنّي يا رَبُّ، فإنِّي رَجُلٌ خاطِئٌ". فإنّ الذُّهولَ قد اعتَراهُ هوَ وجميعَ الَّذينَ مَعَهُ بسببِ صَيدِ السَّمَكِ الَّذِي أَصابُوهُ. وكذلكَ يَعْقوبُ ويوحنَّا ابنا زَبَدى اللَّذانِ كَانَا شَريكَينِ لسِمعان. فقالَ يَسوعُ لسِمعانَ: "لاَ تَخَفْ! فإنّكَ مِنَ الآنَ تَكونُ صَيّادًا للنَّاسَ!" ولمَّا بلَغوا بِالسَّفينتَينِ إِلى البَرِّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيءٍ وَتَبِعُوهُ. 

"يا مُعلِّمُ، قَد تَعِبْنا اللَّيلَ كُلَّهُ ولم نُصِبْ شَيئًا.

ولكِنْ بِكلِمَتِكَ أُلقي الشَّبَكَةَ"

المقطع الأول من كلمات الرسل تعبر عن حالنا في زمن الكورونا، والمقطع الثاني يعبر عن رجائنا بأن يكون هذا رد فعلنا ككنيسة وافراد.

ان زمن الكورونا تحوّل الى زمن تباعد اجتماعي وللأسف، وليس الى تباعد فيزيائي. جرى الحجر الأول فكانت الكنائس والرعايا أول من أطاع أوامر وزارة الصحة. كنا كلنا غير مستعدين. لم نفكر يوما بنظرة استراتيجية بعيدة الأمد عما هو هدفنا ككنيسة او كرعية، وما هي التحديات التي تمنع او تعوق دون الوصول الى الهدف المنشود. فأُغلقت الكنائس وتوقفت الصلوات. وهناك رعايا لم ترجع بتاتا الى الصلاة الكاملة. وتوقفت زيارات المسنين، وزيارات المرضى. وصار المصابون بالكورونا كأنهم البرص في زمن المسيح. يستحون ان يعلنوا ما عندهم. والمرضى في المستشفيات لم يعد من يزورهم او يمسحهم بمسحة المرضى او تناول جسد الرب في ساعات موتهم. تعبنا الليل كله، كنا في ظلام ولم تكن لنا رؤيا. بالتالي تحول البعد الرعوي الى عبء. ولسان الحال يقول: كل ما ذكر ليس أساسيا وبالتالي يسهل تركه. والشباك لم تصد شيئا.

يستمر الليل، الكورونا لم تنتهِ. لكننا كشعب لم نرَ حيوانًا يأتي لينهشنا او يمزقنا. فقد رأينا المسؤولين غير ملتزمين بما يقولون، ورأينا التجمعات في الافراح والاتراح تعود. وصرنا نتلاعب على التباعد الفيزيائي. ونلعب لعبة القط والفأر تمامًا كتوم اند جيري. والمصابون بعيدون عن العين غير موجودين. لكن هذا كله أدى بنا الى الهاوية.   

اننا اليوم مام موقف شخصي فقد قال بطرس "ولكِنْ بِكلِمَتِكَ أُلقي الشَّبَكَةَ: لم يقل "نلقي شباكنا" كما قال في البداية بصيغة الجمع "تعبنا"، وكان هذا جوابًا على طلب يسوع "القوا شباككم"، أي ان يسوع توجه للجميع. وبطرس اخذ موقفًا شخصيا فأجاب بصيغة المفرد " بكلمتك ألقي الشبكة. نرى هنا تناسقا وانسجامًا رائعين، يتما اثناء الشدة بين يسوع والتلاميذ. وهذا هو درسنا اليوم.

لا يمكن ان نستسلم، بل علينا ان نجد البدائل "تقدم الى العرض" نحتاج أولا: الى راعٍ أسقف كان ام كاهن يرى الرؤيا الكاملة. وهنا في زمن الكورونا بحاجة لمواجهة صريحة وصادقة مع وزارة الصحة والمسؤولين. الهدف ليس الحجر وليس الكمامات وليس منع الصلوات. إنما هذه وسائل.  الهدف هو تقليل او وقف انتشار الكورونا. فلنسأل كيف يمكن جمح انتشار الكورونا مع المحافظة على الصلوات الاسرار؟ اذا كان هناك حاجة للبعد مترين او حتى مترين ونصف فليكن. فنسأل كيف نطبق ذلك في كنائسنا. واذا الجواب هو التجمع في الهواء الطلق وحتى مع كمامات، فليكن ولنبحث عن آلية لتطبيق ذلك. وهكذا بالنسبة لمرضى الكورونا في المستشفيات، فلنسأل كيف يمكن مسحهم او مناولتهم وبنفس الوقت المحافظة عل السلامة؟ فهل يمكن رفع سؤال ماذا يحتاج ثلاثة او أربعة كهنة يخصصون للدخول الى اقسام الكورونا مثل الطاقم الطبي. وهكذا تناقش جميع الأبعاد الرعوية وتتخذ القرارات المناسبة لظروف كنائسنا.

ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي توصيل للشعب ما تم الاتفاق عليه. " تقدم الى العرض" 

والمرحلة الثالثة، هي التعهد الشخصي "بكلمتك القي الشباك" وهكذا نحافظ على حياتنا في المسيح

لقد حصلت جائحة او وباء في القرن الثالث الميلادي. في تلك الجائحة توفي سدس سكان العالم ( الامراطورية الرومانية). يُقر المؤرخون ومحللو الأديان، ان هذه الجائحة هي الأساس في انتشار المسيحية. اذ اظهر المسيحيون محبتهم بتطبيقهم رسالة المسيح في الدينونة العامة: كنت جائعًا، كنت سجينًا، كنت حزينًا، كنت مريضًا.... لنا رجاء ان تكون هذه الجائحة وسيلة لنهضة كنيستنا. وما ليس مستطاع عند الناس مستطاع عند الله.

 

اعداد: ناصر شقور [email protected]