أنت هنا

 

 

نشرة الأحد

حسب الطقس البيزنطي في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

                                                                                                                                                    

            

 أحد زكا           17 كانون الثاني 2021

وتذكار أبينا البار اللابس الله أنطونيوس الكبير

 

نشيد القيامة \ باللحن الثامن

انحَدَرْتَ منَ العلاءِ أَيُّها المُتحنِّن، وقبِلتَ الدَّفنَ ثلاثةَ أَيام، لكي تُعتِقَنا منَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجدُ لك.

نشيد أبينا البار أنطونيوس\ باللحن الرابع

لقد ماثلتَ بسِيرتك إِيليَّا الغيور، وتبعت المعمدان في مناهجه القويمة، أيُّها الأبُ أنطونيوس. فعمَّرتَ القَفر وثبَّتَّ المسكونةَ بصلواتك. فاشفع إلى المسيحِ الإله في خلاصِ نفوسِنا

نشيد شفيع الكنيسة

 

قنداق الختام { دخول السيد إلى الهيكل} \ باللحن الأول:

أيُّها المسيحُ الإله، يا مَن بمَولِدِهِ قدَّسَ المُستَودَعَ البَتوليّ. وبارَكَ يَدَيْ سِمعانَ كما يَليق. لقد بادَرتَ الآنَ أَيضًا وخلَّصْتَنا. فاحفَظْ رعيَّتَكَ بسلامٍ في الحروب. وأيِّدِ المؤمنينَ الذينَ أَحبَبْتَهُم، أَيُّها المُحِبُّ البشرِ وحدَكَ.

مقدمة الرسالة: (الرسالة للبار عب ١٣: ١٧ – ٢١)

كريمٌ لدى الرَّبِّ مَوتُ صَفِيِّهِ

ستيخون: بماذا نُكافئُ الرَّبَّ عَن كلِّ ما أحسَنَ بهِ إلينا

فصلٌ من رسالةِ القدِّيسِ بولسَ الرَّسول الى العبرانيين

يا إخوَة، أطيعُوا مُدَبِّريكُم واخضَعوا لهُم، فإنَّهُم يَسهَرونَ على نُفوسِكُم سَهَرَ مَن سَيُؤَدِّي حِسابًا، حتى يَفعَلوا ذلكَ بسُرُورٍ لا بكَرْبٍ، لأنَّ هذا غيرُ نافِعٍ لكم* صَلُّوا مِن أجلِنا: فإنَّا واثِقونَ بأنَّ لنا ضَميرًا صالِحًا، إذ نَرغَبُ أن نُحسِنَ التَّصرُّفَ في كُلِّ شَيء* أطلُبُ إليكُم بأشَدِّ إلحاحٍ أن تَفعَلوا ذلك، حتى أُرَدَّ إليكُم عاجِلاً* وإلهُ السَّلام، الذي بَعَثَ مِن بَينِ الأمواتِ راعيَ الخِرافِ العَظيم، بدَمِ العَهدِ الأبَدِيّ، رَبَّنا يَسوع* يُكَمِّلُكُم في كُلِّ عَمَلٍ صالِح، حتى تَعمَلُوا بمَشِيئَتِهِ، عامِلاً فيكُم ما حسُنَ لَدَيهِ بيسوعَ المَسيح، الذي لهُ المجدُ إلى دَهرِ الدَّاهرين. آمين

هلِّلويا
طوبى للرَّجُلِ الذي يتَّقي الرَّبّ. ويَهوى وَصاياهُ جِدًّا

ستيخون: بِرُّهُ يَدومُ إلى أبَدِ الأبد

 

فصلٌ شريف من بشارة القديس لوقا البشير

(الأحد 15 ب ص أحد زكا - لو 19: 1-10)

في ذلكَ الزَّمان، كانَ يسوعُ يَجتازُ بأريحا، وإِذا برَجُلٍ اسمُهُ زكّا، كانَ رئيسًا على العشَّارينَ وكانَ غنيًّا. وكانَ يَطلُبُ أن يرى مَن هوَ يسوع، ولم يَستطِعْ بسبَبِ الجَمْعِ لأنّهُ كانَ قصيرَ القامَةِ. فتَقَدَّمَ مُسرِعًا وصَعِدَ إلى جُمَّيزَةٍ ليَنظُرَهُ، لإنّهُ كانَ مُزمِعًا أن يَجتازَ بِها. فلمَّا انتَهى يسوعُ إلى الموضِعِ، رفَعَ طَرْفَهُ فرآهُ. فقالَ لهُ: "يا زكّا. أسرِعِ انزل. فاليَومَ يَنبَغي لي أن أُقيمَ في بَيتِكَ". فأَسرَعَ ونزَلَ وقبِلَهُ فرِحًا. فلمَّا رأى الجميعُ ذلكَ تذَمَّروا قائلين: "إنّهُ دخَلَ ليَحِلَّ عندَ رجُلٍ خاطِئ". فوقَفَ زكّا وقالَ لِيسوع: "يا سيِّدي، هاءَنذا أُعطي المَساكينَ نِصفَ أموالي، وإن كنتُ قد غَبَنتُ أَحدًا في شَيءٍ، أرُدُّ اربعةَ أَضعاف". فقال لهُ يسوعُ: "اليَومَ قد حصَلَ الخلاصُ لهذا البَيت، لأنّه هو أيضًا ابنُ ابراهيم، فإنَّ ابنَ البَشَرِ قد أتى ليَطلُبَ ويُخلِّصَ ما قد هَلَك".

 

التهيئة للصوم: ا الرغبة: أحد زكا     الأب ألكسندر شميمان

قبل بدء الصيام الفعلي بفترة طويلة، تعلن الكنيسة قدومه وتدعونا للدخول في فترة التهيئة السابقة للصوم. ومن الملامح المميزة لتقليدنا أن كل عيد كبير أو موسم - الفصح، الميلاد ، الصوم الخ - يعلن ويهأ مسبقًا .لماذا ؟ بسبب إدراك الكنيسة العميق للطبيعة البشرية. إنها تعرف الضعف في تركيزنا والدنيوية "الرهيبة" لحياتنا ولذا تدرك عدم قدرتنا على التغيير السريع، على الانتقال فجأة من حالة روحية أو عقلية إلى حالة اخرى. ولذا قبل فترة بعيدة من بدء الصوم الفعلي تلفت الكنيسة انتباهنا لجديته وتدعونا للتأمل في معناه. قبل أن نمارس الصوم تعطينا معناه. وتشمل هذه التهيئة خمسة آحاد متتالية تسبق الصوم، خصص كل منها - بسبب الانجيل الذي يتلى فيه – لواحد من مظاهر التوبة الأساسية

الاعلان الاول للصوم تذيعه الكنيسة في هذا الأحد الذي نقرأ فيه قصة زكا (لوقا 19: 1- 10). انها قصة انسان قصير القامة لم يستطع، بسبب ذلك، أن يرى يسوع ولكنه كان يرغب كثيرًا رؤيته حتى إنه تسلّق شجرة. ويسوع أجاب رغبته وذهب إلى بيته. وهكذا موضوع الاعلان الأول هو الرغبة. الإنسان يتبع رغباته. حتى أنه بمقدور المرء أن يقول إن الانسان هو رغبة، وهذه الحقيقة النفسية الأساسية حول الطبيعة الانسانية يُقرها الانجيل: "حيثما يكون كنزك، يقول الرب، هناك يكون قلبك". والرغبة القوية تغلب حدود الإنسان الطبيعية. عندما يرغب المرء في شيء ما بعنف يعمل أشياء هو، عادة، عاجز عن فعلها. وإذا كان "قصيرًا"، يتغلب على نفسه ويتجاوزها. والسؤال الوحيد اذًا هو هل نرغب في الاشياء الصحيحة وهل قوة الرغبة التي فينا تتجه الوجهة الصحيحة أو أن الانسان، كما يقول الفيلسوف الوجودي والملحد جان بول سارتر، «رغبة غير نافعة»؟

لقد رغب زكا في "الشيء الصحيح". لقد أراد أن يرى يسوع ويقترب إليه. إنه النمودج الأول للتوبة، اذ ان التوبة تبدأ عندما يكتشف الانسان الأساس العميق لكل رغبة: الرغبة لله وبرّه، الرغبة للحياة الحقيقية. كان
زکا «قصيرًا"، حقيرًا خاطئًا ومحدودًا، ولكن رغبته تغلبت على كل هذا. جذبت انتباه السيد وجلبته إلى منزل زکا. هذا هو الاعلان الأول، الدعوة الأولى: رغبتنا الحقيقية والعميقة ان نقرّ بهذا الجوع والعطش للمطلق الذي فينا عرفناه أم لم نعرفه، هذا المطلق الذي اذ ننحرف عنه ونبعد رغبتنا عنه، نصبح بالواقع "رغبة غير نافعة". وإذا كنا نرغب بعمق وبقوة فالرب يستجيب لرغبتنا

القديس انطونيوس الكبير

اليوم نحتفل بتذكار القديس أنطونيوس. إنه مثال لنا في أنه "ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات"، بل من يحوِّل القول الى حياة معاشة. لقد دخل انطونيوس ذات يوم الكنيسة وسمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته. فقام ببيع ماله، واستقر القديس في البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة.

هو مؤسس نظام الرهبنة، وحياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية:

أولًا: خرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي، وكانت حركته شعبية لا كهنوتية، لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي

ثانيًا: حبه الشديد للوحدة لم يغلق قلبه نحو الجماعة المقدسة، بل كان في عزلته يؤمن بعضويته الكنسية. عندما استدعى الأمر نزل إلى البابا أثناسيوس الرسولي وبدخوله الإسكندرية ارتجت المدينة، وخرج الكل متهللين لأن رجل الله قادم، وبالفعل عاد كثير من الأريوسيين إلى الكنيسة. مرة أخرى نزل إلى الإسكندرية يسند المعترفين في السجون ويرافقهم حتى ساحة الاستشهاد.

ثالثًا: عزلته لم تكن ضيقًا وتبرمًا، لذا كان الكل يدهش لبشاشته وتهليله الداخلي

 

ناصر شقور [email protected]