أنت هنا

 


أحد مرفع اللحم    (الدينونة العامة) 

          

صلاة الأنديفونا

أيُّها المسيحُ إلهُنا، يا مَن أرسلَهُ اللهُ الآبُ، لا لِيَدينَ العالَمَ بل ليُخلِّصَ به العالَم، نسألُ حُنوَّكَ الذي لا قِياسَ لهُ أن تُساعِدَ ضُعْفَنا، وتَحُدَّ مِن أنانيَّتِنا، فنتعلَّمَ كيفَ نُطعِمُ الجياعَ ونَكسُو العراةَ ونَحنو على المتألمين، ونخدُمً الجميعَ بإخلاصٍ حبًّا لكَ، فنستحِقَّ أن نَسمعَ مِن فمِكَ الإلهيّ: تعالَوا يا مُبارَكِي أبي، رِثُوا المُلكَ المُعدَّ لكم منذُ إنشاءِ العالم.

لأنَّكَ أنتَ حياتُنا ورجاؤُنا، أيُّها المسيحُ الإله، وإليكَ نرفعُ المجدَ والشُّكرَ والسُّجود، وإلى أبيكَ الأزليِّ، وروحِكَ القُدُّوس الصَّالح والمُحيي، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهرِ الدَّاهرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن الثالث

لِتفرَحِ السَّماويَّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًا بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بِكْرَ الأموات. وأنقَذَنا مِن جَوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

نشيد شفيع الكنيسة:

 

قنداق مرفع اللحم\ اللحن الأول:

متى أتيتَ يا اللهُ على الأرضِ بمجدٍ، وارتعَدَ كلُّ شيء. وجرى نهرُ النَّارِ أمامَ المِنبَر. وفُتِحتِ الكُتُب، وأُعلِنَتِ الخفايا. حينئذٍ أنقِذني من النارِ التي لا تُطفأ. وأهِّلني للوقوفِ عن يمينِكَ، أيُّها القاضي العادِل.

مقدِّمة الرسالة{ 1 كورنثس 8: 8 إلى 9: 2 مرفع اللحم }

الازمة: الربُّ قُوَّتي وتَسبِيحي، لقد كانَ لي خَلاصًا

الآية: أدَّبَني الرَّبُّ تأديبًا وإلى المَوتِ لَم يُسلِمْني.

فصلٌ من رسالةِ القدِّيسِ بُولسَ الرَّسولِ الأولى إلى أَهلِ كورِنثُس

يا إخوَة، إنَّ الطَّعامَ لا يُقرِّبُنا إلى الله، لأنَّا إن أكَلْنا لَم نَزدَدْ، وإن لَم نأْكُلْ لَم نَنقُص * ولكِنِ  احذَروا أن يَكونَ سُلطانُكم هذا مَعثَرَةً للضُّعَفاء * فإنَّهُ إن رآكَ أحَدٌ أنتَ الذي لكَ العِلمُ مُتَّكِئًا في بَيتِ الأوثان، أفَلا يَتَقَوَّى ضَميرُه - إذْ هوَ ضَعيف - على أكلِ ذَبائِحِ الأوثان؟ * فيَهلِكَ بسَبَبِ عِلمِكَ، الأخُ الضَّعيفُ الذي ماتَ المسيحُ لأجلِه * وهكذا إذْ تَخطَأُونَ إلى الإخوَةِ وتَجرَحُونَ ضَميرَهُمُ الضَّعيف، إنّما تَخطَأُونَ إلى المسيح * فلذلكَ إنْ كانَ الطَّعامُ يًشَكِّكُ أخي، فلا آكُلِ اللَّحمَ إلى الأبَد، لئلاّ أُشَكِّكَ أخي * ألستُ رَسولاً؟ ألستُ حُرًّا؟ أما رأيتُ يَسوعَ المسيحَ ربَّنا؟ ألستم أنتم عَمَلي في الرَّبّ؟ إن لَم أكُنْ رسولاً إلى آخرينَ فإنّي رَسولٌ إليكم، لأنَّ خاتَمَ رِسالَتي هو أنتم في الرَّبّ.ً

هللويا

* ليَستجبْ لك الربُّ في يوم الضيق، لِيَعضُدْكَ اسمُ إلهِ يعقوب.

* خلِّصْ يا ربُّ شعبَكَ وبارِكْ مِيراثَك.

فصلٌ شريف من بشارة القديس متى البشير

{ متّى 25: 31- 46 مرفع اللحم}

قالَ الربّ: متى جاءَ ابنُ الإنسانِ في مَجدِهِ، وجميعُ الملائكةِ القدِّيسِينَ معَهُ، حينئذٍ يَجلِسُ على عَرشِ مَجدِهِ* وتُجمَعُ لدَيهِ كلُّ الأمَم، فيُميِّزُ بَعضَهُم مِن بَعضٍ كما يُمَيِّزُ الرَّاعي الخِرافَ مِنَ الجِداء* ويُقيمُ الخِرافَ عَن يَمينِهِ والجِداءَ عن يَسارِهِ* حينئذٍ يَقولُ المَلِكُ للَّذينَ عن يَمينِهِ: "تَعالَوا يا مُبارَكي أبي، رِثوا المُلْكَ المُعَدَّ لكُم مُنذُ إنشاءِ العالَم* لأنّي جُعتُ فأطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسقَيتُموني، كنتُ غَريبًا فآوَيتُموني* وعُرْيانًا فكَسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وكُنتُ مَحبوسًا  فأتَيتُم إليَّ"* حينئذٍ يُجيبُهُ الصِّدِّيقونَ قائِلِين: "يا ربُّ. متى رأيناكَ جائعًا فأطعَمْناك، أو عَطشانَ فسَقَيناك، ومتى رأيناكَ غَريبًا فآوَيناك، أو عُريانًا فكَسَوناك* ومتى رأيناكَ مَريضًا أو مَحبوسًا فأتَينا إلَيك؟"* فيُجيبُ المَلِكُ ويقولُ لهم: "الحقَّ أقولُ لكم، إنَّكُم كُلَّما فعَلتُم ذلكَ بأحَدِ إخوَتي هؤلاءِ الصِّغارِ فبي فعَلتُموه"*

 حينئذٍ يقولُ أيضًا للَّذينَ عن يَسارِه: "اذهَبوا عَنِّي يا مَلاعينُ إلى النَّارِ الأبديَّةِ، المُعَدَّةِ لإبليسَ وملائكَتِهِ. لأنّي جُعتُ فلم تُطعِمُوني، وعَطِشْتُ فلَم تَسقُوني، وكنتُ غَريبًا فلم تُؤْوُوني، وعُريانًا فلَم تَكسُوني، ومَريضًا ومَحبوسًا فلم تَزُورُوني". حينئذٍ يُجيبونَهُ هم أيضًا ويَقولون: "يا ربُّ، متى رأيناكَ جائعًا أو عَطشانًا أو غريبًا أو عُريانًا أو مَريضًا أو مَحبوسًا ولم نَخدُمْك؟"* حينئذٍ يُجيبُ ويَقولُ لهم: "الحقَّ أقولُ لكُم، كلَّما لَم تَفعَلوا ذلك بأحَدِ هؤُلاءِ الصِّغارِ فبي لم تَفعَلوه". فيَذهَبُ هؤُلاءِ إلى عِقابٍ أبَديّ، والصِّدِّيقونَ إلى الحياةِ الأبديّة*

 

الدينونة الخيرة: أحد مرفع اللحم   الاب الكسندر شميمان

يسمى  هذا الأحد "أحد مرفع اللحم" لأن بعده يبدأ صوم محدود هو الامتناع عن أكل اللحم. وهذا المنع الذي وضعته الكنيسة يجب أن يُفهم في ضوء ما قلناه سابقًا حول معنى التهيئة. لقد بدأت الكنيسة تعدّنا للجهد الكبير الذي تنتظره منا بعد سبعة أيام. إنها تدخلنا تدريجيًا إلى هذا المجهود مدركة ضعفنا وهزالنا الروحي.

في صباح االسبت (سبت مرفع اللحم) تدعونا الكنيسة للذكرى العامة لجميع الذين "رقدوا على رجاء القيامة والحياة الأبدية". إنه بالواقع يوم الكنيسة العظيم للصلاة من أجل أعضائها الراقدين. كي نفهم معنى هذا الربط بين الصوم والصلاة من أجل الراقدين، علينا أن نتذكر أن المسيحية هي ديانة المحبة. فالمسيح لم يترك لتلاميذه عقيدة خلاص فردي ولكن وصية جديدة "أن يحبوا بعضهم بعضًا"، وقد أضاف "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعض لبعض". وهكذا فالمحبة هي الأساس، الحياة الجوهرية للكنيسة التي هي حسب القديس أغناطيوس الأنطاكي "وحدة الإيمان والمحبة". والخطيئة هي دائمًا غياب المحبة وبالتالي انفصال وانعزال. والحياة الجديدة التي أعطانا إياها المسيح والتي أوصلتها الكنيسة لنا، هي قبل كل شيء حياة مصالحة، "الجمع إلى واحد جميع المشتتين"، وإعادة المحبة التي حطّمتها الخطيئة. فكيف نستطيع أن نعود إلى الله ونبدأ مصالحتنا معه إذا كنا لم نعد، في أنفسنا، إلى وصية المحبة الفريدة؟ فالصلاة من أجل الراقدين هي تعبير جوهري عن الكنيسة كمحبة. إننا نطلب من الله أن يذكر الذين نذكرهم، ونحن نذكرهم لأننا نحبهم. وإذ نصلي من أجلهم فنحن نلقاهم في المسيح الذي هو محبة، والذي بما أنه محبة يغلب الموت الذي هو ذروة الانفصال واللامحبة. في المسيح لا فرق بين الأحياء والأموات لأن الجميع هم أحياء فيه. إنه الحياة وهذه الحياة هي نور الإنسان. وإذ نحب المسيح، نحب جميع الذين فيه، وإذ نحب الذين فيه فنحن نحب المسيح. هذا هو قانون الكنيسة وهذا هو الأساس المنطقي الواضح لصلاتهم من أجل الراقدين. لأنه بالحقيقة حبنّا للمسيح الذي يبقيهم أحياء ولأنه يحفظهم في المسيح.

        المحبة أيضًا هي موضوع أحد مرفع اللحم، وإنجيل هذا الأحد هو مثل المسيح عن الدينونة الأخيرة (متى 25: 31-46). عندما يأتي المسيح ليديننا ما هو مقياس دينونته؟ الإنجيل يجيب: المحبة –ليس محض اهتمام إنساني بعدالة مجردة و"فقير" مجهول، بل محبة شخصية وملموسة لأشخاص حقيقيين، أي لأشخاص يضعهم الله في طريقي. وهذا التمييز مهم جدًا في أيامنا لأنه يتكاثر عدد المسيحيين الذين يميلون لمطابقة المحبة المسيحية مع الاهتمامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبكلمة أخرى أنهم ينتقلون من الشخص الفريد ومصيره الشخصي الفريد لمقولات بلا هوية مثل الطبقة والجنس و... هذا لا يعني أن هذه الاهتمامات خاطئة. إنه لواضح أن المسيحيين كمواطنين مدعووين للاهتمام بأقصى طاقاتهم بإقامة مجتمع عادل تسوده الإخوة والمساواة. كل هذا ينبع من المسيحية وقد توحيه المحبة المسيحية. ولكن المحبّة المسيحية بحدّ ذاتها هي شيء مختلف. ويجب علينا أن نفهم هذا الاختلاف وأن نبقيه إذا أردنا أن نحافظ على الكنيسة وعلى فرادة رسالتها وليس أن تصبح مجردة مؤسسة إجتماعية، الأمر الذي يخالف الكلية بالجوهر.

ناصر شقور                      nasershakour@gmail .com