أنت هنا

 

نشرة الأحد

حسب الطقس البيزنطي في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

                                                                                                                                                    

أحد مرفع الجبن        27 شباط 2022

صلاة الأنديفونا

أيُّها الإلهُ المُبدِع، لمَّا جبلت آدم من تُراب الأرض، نفختَ فيه نسمةَ حياة، وسلَّطتَه على هذا الكون. لكنَّه سقط بغِوايةِ الحيَّة، لمَّا عصى أمرَك، وتناوَلَ من الثَّمرةِ المحرَّمة. فنفيته من الفردوس. ولمَّا تجسَّد مسيحُك واحتملَ الآلام لأجلِنا، أعادنا إلى جنّةِ عدن التي خسرناها بآدم. فنضرَعُ إليك، ونحنُ على عتَبةِ الصَّومِ الأربعينيّ المقدَّس، أن تُؤهِّلنا للتوبةِ الصادقة، فنمتَنِعَ عن كلِّ شبهِ شرّ، ونصومَ عن اللّذات لنحظى بكَ، أنتَ نهرَ النَّعيم المُروي نفوسَنا الظمأى، وإذا ما سلكنا سُبُلَ وصاياك، نبلغُ إلى التمتُّع بأمجادِ قيامةِ المسيحِ إلهِنا ومخلِّصِنا

لأنكَ أنت الطويلُ الأناة، الكثيرُ الرحمة والداعي الجميع إلى الخلاص، ولك ينبغي كلُّ مجدٍ وإكرامٍ وسجود، أيُّها الآب والإبن والرُّوح القُدُس، الآن وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الداهرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن السابع:

لاشيتَ بصليبِكَ الموت، وفتحْتَ لِلِّصِّ الفردوس، وأبطلتَ نَوحَ حامِلاتِ الطّيب، وأمرْتَ رُسُلَكَ أن يَكرِزوا مُبَشِّرين بأنَّكَ قد قمتَ، أيُّها المسيحُ الإله، مانِحًا العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

نشيد شفيع الكنيسة

قنداق مرفع الجبن\ باللحن السادس

 أَيُّها الهادي إلى الحكمة، وواهبُ الفِطْنة، ومُثَقِّفُ الجُهَّال، ومُجيرُ المساكين. شدِّدْ قلبي وامنحْهُ فهْمًا، أَيها السَّيِّد. وأَعْطِني كلامًا، يا كلمةَ الآب. فها أَنا ذا لن أُمْسِكَ شفتيَّ عن الصُّراخِ إِليكَ: يا رحيمُ، ارحَمْني أَنا الواقع.

مقدمة الرسلة

اللازمة: رَنِّموا لإلهِنا رَنِّموا. رَنِّموا لِمَلِكِنا رَنِّموا

الآية: يا جميعَ الأُمَمِ صفِّقوا بالأيدي. هلِّلوا للهِ بصوتِ الابتِهاج

فصلُ من رِسالةِ القديسِ بولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ رومة

 { رومة 13: 11 إلى 14 :  4 مرفع الجبن}

يا إخوَة، إنَّ الخَلاصَ أَقرَبُ إِلَينا الآنَ مِمَّا كانَ حينَ آمَنَّا * قد تَناهى اللَيلُ واقتَرَبَ النَّهار. فَلنَخلَعْ إِذَن أَعمالَ الظَّلمة، ونَلبَسْ أَسلِحَةَ النُّور * لِنَسْلُكَنَّ سُلوكًا لائِقًا كما في النَّهار، لا بالقُصُوفِ والسُّكر، ولا بالمَضاجِعِ والعَهَر، ولا بالخِصامِ والحَسَد * بَلِ البَسوا الرَّبَّ يَسوعَ المَسيح، ولا تَهتَمُّوا بالجَسدِ لقَضاءِ شَهَواتِه * مَن كانَ ضَعيفًا في الإِيمانِ فاقْبَلوهُ بغَيرِ مُباحَثَةٍ في الآراء * مِنَ النَّاسِ مَن يَعتَقِدُ أَنَّ لَهُ أَن يأكُلَ كلَّ شَيء، أَمَّا الضَّعيفُ فيَأْكُلُ بُقولاً * فلا يَزدَرِ الذي يأْكُلُ مَن لا يأْكُل؛ ولا يَدِنِ الذي لا  يأكُلُ مَن يأكُل، لأَنَّ اللهَ قَد قَبِلَه * أَنتَ مَن أَنتَ يا مَن يَدِينُ عَبدَ غَيرِه؟ إِنَّهُ لِمَولاهُ يَثبُتُ أَو يَسقُط. لكِنَّهُ سيُثَبَّتُ لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَن يُثبِّتَه.

هللويا

عليكَ يا ربُّ توكَّلتُ فلا أَخزَ إلى الأبد، بعَدلِكَ نَجِّني وانتشِلْني

كُنْ لي إلهًا مُحاميًا، وبَيتَ مَلجَاءٍ لخلاصي

فصل شريف من بشارة القديس متى البشير

{  متى 6 : 14 -21 مرفع الجبن}

قالَ الرب: "إِنْ غَفرتُمْ لِلنَّاسِ زلاَّتِهِم، يَغفِرْ لكم أَيضًا أَبوكُمُ السَّماويُّ زَلاَّتِكُم. وإِنْ لَم تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاَّتِهِم، فأبوكمُ أَيضًا لا يَغفِرُ لكُم زلاَّتِكُم. وإِذا صُمتُم فلاَ تَكونوا مُعبِّسينَ كالمُرائِين، فإنَّهُم يُنَكِّرون وُجوهَهُم لِيَظهَروا لِلنَّاسِ صائِمين. أَلحقَّ أَقولُ لكُم، إِنَّهم قَد نالُوا أجرَهُم. أَمَّا أَنتَ، فَإذا صُمتَ، فادهُنْ رأْسَكَ واغسِلْ وَجهَكَ، لئلَّا تَظهَرَ لِلنَّاسِ صائمًا بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفيَة. وأَبوكَ الذي يَنظُرُ في الخُفيَةِ، هو يُجازيكَ عَلانيًة. لا تَكنِزُوا لكُم كُنوزًا على الأَرض، حَيثُ يُفسِدُ السُّوسُ والصَّدَأُ، وحيثُ يَنقُبُ السَّارِقونَ ويَسرِقُونَ. لكنِ اكنِزُوا لَكم كُنوزًا في السَّماء، حيثُ لا يُفسِدُ سوسٌ ولا صَدَأ، ولا يَنقُبُ السَّارقونَ ولا يَسرِقون. فإنَّهُ حيثُ يَكونُ كَنزُكُم، هناكَ يَكُونُ قَلبُكُم أَيضًا.

تأمل فيما هو مرضي للرب في الصيام

        اليوم تنتهي فترة الاستعداد للصيام، وغدًا نبدأ المسيرة الصياميّة نحو القيامة. الكنيسة لا تستطيع ولا تريد أن تجبرنا على صوم. إنها تشجعنا وتحثنا على الصيام الجسدي والصيام الروحي أي مسيرة العودة للآب. والذين لا يريدون أن يسيروا هذه المسيرة، فإنهم سوف لا يسيرونها. الكنيسة ستركز في الفترة القادمة على مساعدتنا وعلى خلق جو ملائم للمسيرة. تضع أمامنا صلاة يا رب القوات، وقداس الأقداس السابق تقديسها ومدائح امنا العذراء، إنها صلوات نعشقها لجمالها وتتغلغل في أعماقنا فترفعنا نحو السماء.

لجذبنا أكثر تغيير الكنيسة القداس، من قداس فم الذهب الى ليترجيا القديس باسيليوس. التي تتميّز بجمال لغتها، وبعمقها اللاهوتي، وغناها من الكتاب المقدّس وقوّة الفكر فيها ووحدته. إنها لاهوت عميق لتاريخ الخلاص، يُظهر غنى أعمال الله من أجلنا، من البدء الى السقوط الى مسيرة الخلاص والفداء. فيذكر الكاهن الأسباب التي من أجلها نشكر الله، فنتعلم ان نشكر الله في كل حين على كل شيء. تقودنا الكنيسة في ليترجيا القديس باسيليوس على طول الطريق من خلق الإنسان إلى ذبيحة يسوع المسيح الفادية، في قصيدة لاهوتية رائعة.

نصلي من أجل حاجات الكنيسة ومن أجل كل شخص منا وحاجاتنا. وما أجمل هذه الصلاة اذ نذوب حنانا لسماع هذه القطع. يمكننا أن نقوي صيامنا بتأملنا واجتهادنا في تحقيق إرادة الله فينا وفي كل الخليقة.  يمكن أن نجعل من المقطع التالي، من ليترجيا القديس باسيليوس، جزءًا من صلاتنا اليومية في الصيام:

"أذكر يا رب الشعب الحاضر، والغائبين منهم لأسباب صوابية، وارحمهم وارحمنا بكثرة رحمتك. أملأ خزائنهم من كل خير. إحفظْ زَواجهم في سلام ووئام، رب الأطفال. هذِّب الأحداث. شدد الشيوخ. عزِّ صغيري النفوس. إجمع شمل المشتتين، إهدِ الضَّالین، وضمهم إلى كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية. أعتق المعذبين بالأرواح النجسة. رافق المسافرين بحرًا وبرًا وجوًّا صُنِ الأرامل. إحم اليتامى. أنقذ المسبيين. إشفِ المرضى.

واذكر اللهم الذين في المحاكم، والمناجم، والمنافي، والعبودية المرة، والذين في أي ضيق وشدة وعُسر، وجميع المفتقرين إلى حنانِكَ العظيم، ومحبينا، ومبغضينا، والذين أوصونا نحن غير المستحقين أن نصلي لأجلهم.

والذين لم نذكرهم نحن، عن جهلٍ أو عن نسيان أو لكثرة الأسماء، فاذكرهم أنت، أللهم، العالِمَ بسنِّ كل واحدٍ واسمه، والعارف كُلَّ واحدٍ من جوف أمِّه. لأنكَ يا رب عَون المَخذولين، ورجاء اليائسين ومخلِّصُ مَن تكدَّهم الأنواء. فكن أنت كلًّا للكل، يا عالمًا بكلِّ انسانٍ وبغيته، وكل بيتٍ وحاجته"

كيف نصوم؟ وعلى ماذا نقطع؟ ان الامتناع عن الطعام ليس الهدف، بل الهدف هو ضبط النفس. إن كياننا المادي والروحي مرتبطان. فإذا سيطرتُ على رغباتي في الأكل، يكون أسهل أن أسيطر على رغباتي الأخرى. كم أصوم وعن ماذا؟   الجواب بسيط، الله لا يريد أن نحصل على المكان الأول في شدة امتناعنا عن الطعام، إنما يريد جهدنا وسعينا في العودة اليه. لذا بما أننا قد فحصنا أنفسنا في فترة الاستعداد للصوم، وعرفنا أين نحن، وما هي العقبات التي تمنعنا من مواصلة المسيرة نحو فرح القيامة، يمكننا الآن أن نقوم ونتقدم خطوة أو أثنتين من مكاننا نحو الهدف. فالذي لم يصم أبدًا، يمكنه أن يصوم في الأسبوع الأول من الصوم، والاسبوع الأخير. وفي السنة التالية يتقدم، بالإضافة لما صامه من قبل، يمكن أن يصوم أيام الأربعاء والجمعة أيضًا. ويشارك في الأقداس السابق تقديسها مثلا ومن يبدأ الصوم من هذه النقطة، يمكنه أن يضيف صلوات يا رب القوات في السنة التي تليها.  وفي السنة التي بعدها يصوم كل الصيام ويضيف باقي الصلوات. هنالك أيضا الكثير من الرغبات وجوانب الحياة التي تسيطر علينا، المطلوب أن نتحرر منها، فالذي يحب الحلو فليضبط نفسه ويمتنع عنه جزئيًا ثم كليا. ومن هو مغرم في المسلسلات او البرامج، فليقلل منها ثم يوقفها. ومن هو مولع في التواصل عبر الهواتف الذكية فليقلل من استعمالها، ليرى أن حوله أناس هو بحاجة لهم وهم بحاجة إليه.

المهم أن نواظب على التغيير بعد الصيام، فلا نقول في نهاية الصيام غدًا الأكل فتنعمي يا نفسي، غدًا العودة التلفزيون والبرامج، غدًا اتوقف عن الصلوات غدًا أرجع لطبيعتي الأولى. الهدف من الأربعين يومًا هو الفترة الطويلة المطلوبة لتحويل ما قمت به بجهدٍ، ليصبح عادة جديدة، أو خطوة ثابتة أتقدم منها نحو خطوة إضافية السنة التي تليها. فصيام مبارك ومقبول

إعداد : ناصر شقور           nasershakour@gmail .com