أنت هنا

القائمة:

الشماس صورة المسيح في الخدمة

 ناصر شقور 

   مقدمة:

 تكوَّنت الخدم الكنسية على مثال السيد المسيح، وتطورت بحسب حاجة الجماعات المسيحية. فرتبتا الأسقف والكاهن تكونتا على حسب صورة المسيح الكاهن المقدِّم الذبيحة في العشاء الأخير" خذو كلوا هذا هو جسدي.. خذوا اشربوا هذا هو دمي". وقد ورد هذا الحدث في الأناجيل الإزائية ( اناجيل متى ومرقس ولوقا)  أما رتبة الشماس فتكونت تجسيدا لصورة المسيح في الخدمة الذي غسل أرجل التلاميذ ( إنجيل يوحنا) . مَن أراد أن يكون أولا فليكن خادما

      لغويا، كلمة شماس هي كلمة سريانية ترجمة للكلمة اليونانية "دياكونات" الواردة في الأناجيل وأعمال الرسل ومعناها " خادم ". الشموسية كرتبة خدمة كنسيّة، وردت في أعمال الرسل باختيار الشمامسة السبعة بينهم استفانس أول الشهداء. كانت للشمامسة مهمتان، المهمة الأولى جمع الطعام والموارد التي أحضِرت إلى الكنيسة كتقادم. ثم توزيعها كأعمال رحمة من الجماعة كلها للمحتاجين الذين تدعمهم الكنيسة.  المهمة الثانية، كان تنظيم وقيادة الشعب في الاحتفالات الليترجية  ولقاءات المحبة "أغابي" .

الشماس في خدمة الموائد:

     في خدمة المحبة، يتجوّل الشماس بين الشعب ليعرفَ همومه واحتياجاته، ويرفع هذه الاحتياجات للأسقف ليعطيه حلاً لها. لذلك فالشماس يزور المرضى والمساجين ويهتم بالمحتاجين وهو المسؤول عن الأرامل واليتامى ويُعلِّم الموعوظين ويحضِّرهم للمعمودية المقدسة. ويوزِّع القرابين على مَن لا يستطيعون الوصول إلى الكنيسة.  وفي فترة الاضطهادات كان وسيطا بين المعتقلين وأهلهم، يشجعهم ليبقوا أقوياء ويشهدوا للمسيح بجُرأة. في كل هذه الأعمال الشمامسة هم ممثلون للأسقف. وهم تحت إشرافه في كل شيء، أي إنهم ليسوا مستقلين بل تابعين له مباشرة وعلى صلة قريبة مع الأسقف، لذلك لُقِّبوا "عيون وآذان الأسقف" . حبذا لو يتم إعادة توثيق هذه العُرى ثانية، فيدخل الشمامسة دار المطرانية كبيتهم الأول، ويقيمون مع المطران أقله يومًا في الأسبوع ليرعاهم ويوجههم.

   من فكرة خدمة الموائد شبِّه الشمامسة بالملائكة، فكما أن الملائكة يخدمون الله هكذا الشمامسة يخدمون المائدة الإلهية للكنيسة المقدسة. لذلك فإن ثياب الشمامسة تعكس دورهم فهم يُشبَّهون بالملائكة، لذلك فإن الزنار يشبه أجنحة الملائكة وكثيرًا ما يُزيين بكلمات "قدوس قدوس قدوس" وهي ترتيلة الملائكة أمام العرش. وهم أيضا على علاقته بالأسقف فاستيخارة الشماس هي ساكوس الأسقف ولكن أطول منها. والأبواب الشمالية والجنوبية للهيكل هي أبواب الخدام لذلك يوضع عليها عادة أيقونات القديس استفانس والملاكين جبرائيل وميخائيل في ثياب الشمامسة. 

 

الشماس في الليترجيا:

     إن وظيفة الشماس في الليترجيا أن يجمع الشعب معاً ويوحدهم في الصلاة وفي دورهم كأعضاء في جسد المسيح. ففي الليترجيا يقف الشماس في وسط الشعب كقائد للاحتفال، فيصلي الطلبات من أجل سلام العالم واتحاد الجميع وباقي الطلبات. اليوم الطلبات ثابتة ولكن في الماضي، ألَّف الشماس طلبات تلقائية معبرة عن الحاجات المتغيرة للشعب، جالبا هذه الاحتياجات للكنيسة لنيل المساعدة والصلاة. فبما انه قريبٌ مع المؤمنين ويوزِّع المساعدات الكنسية، فهو يعرف شخصياً مَن هو مريض، ومَن رقد في الرب، ومَن سافر، ومَن هو عاطل عن العمل وحتى من هو في ضائقة مالية وكان يرفع هذه الحاجات في الطلبات أيضا. بهذه الطريقة بإعلانه " الأخبار اليومية والحاجات" فهو يعلن للمؤمنين من هو بحاجة لمساعدة ومن بحاجة لصلاة. مجسدا القول: إنْ تألم عضوٌ تألمت باقي الأعضاء، وهبت لمساعدته.  

     كما ويوَجِّه المؤمنين في الصلاة: فقبل الرسالة يطلب " فلنصغِ"، وعند قبلة السلام والمصالحة يطلب الشماس " لِنُحِبَّ بعضُنا بعضاً لكي نعترف بنية واحدة"، وعند قانون الإيمان يوجِّه " الأبواب الأبواب بحكمة فلنصغِ".  وعند التقدمة وكلام التقديس يطلب ويفسر ما وراء الطلب " لنقف حسناً ولنقف بتهيُّبٍ. فلنصغِ لنقدِّم بسلام القربان المقدس. وعند المناولة يُعلن: " بمخافة الله وإيمان ومحبة تقدموا"،  ثم بعد المناولة يطلب: " قفوا أيها الذين اشتركوا في اسرار المسيح..."

رسامة الشماس الإنجيلي:

 إن رتبة الشماس الإنجيلي اهي أول درجة من الدرجات الإكليريكية الكبرى: الأسقفية، الكهنوت والشماسية الإنجيلية

الرسامة:

تتم رسامة الشماس الإنجيلي بعد كلام التقديس وترنيمة العذراء وذكر الرؤساء الكنسيين ( دلالة على أن مهمته الأساسية ليست مرتبطة بتقديس القرابين)

 تبدأ الرسامة بالإعلان: " هذا هو العبدُ الذي دعاه الله، واختاره الروحُ القدس، الإيبوذياكون (فلان) يتقدّم لكي يرتسمَ شماسًا انجيليًّا لخدمة مذابح (ابرشية ..)

ثم التطواف حول المذبح ( إثنائه يتم ترتيل ترانيم العرس: أ- يا أشعيا اطرب فرحًا... ب- أيّها القديسون الشهداء... ج- المجد لك أيّها المسيح الإله...).

=ثم تتم تلاوة وثيقة الرسامة الشماسية (النعمةُ الإلهيةُ التي في كلِّ حينٍ للمرضى تشفي، وللناقصين تُكمِّل، هي تنتدب الايبوذياكون (فلان) الكليَ الورع للدرجة الشماسية..)،

ثم صلوات الرسامة الشماسية، ثم منح الملابس الشماسية (وعليها يتم الإعلان الثلاثي من قبل الأسقف ثم الكهنة ثم الشعب:  أكسيوس اي  مستحق)

المهام التي المناطة بالشماس الإنجيلي: المشاركة في إقامة الليتورجيا الإلهية وفقا لما ترسمه الكتب الطقسية، مثل تلاوة الطلبات، والتوجيه في الليترجيا "لنقف حسنا". لنرفع قلوبنا الى الرب، وقراءة الإنجيل في القداديس وصلاحية الوعظ اذا خوِّل بذلك، والتعليم وتوزيع القربان والتعميد عند الضرورة والتكليف، وأيضاً لدى الشماس الانجيلي امكانية شغل مهمة فارز الأصوات عند انتخاب البطريرك.