أنت هنا

 

الأسبوع العظيم المقدس، مسيرة آلام المسيح وموته وقيامته.

السبت قيامة لعازر: إنّها مقدمة المسيرة. يُمثّل لعازر، الصديق الذي تقتله وتفنيه سلطة الموت، كل واحد منّا. يبكي يسوع علينا عند قبرنا- حيث نحن موجودون. لكن محبة المسيح الّتي تبكي عند القبر قادرة على إحيائنا. إنها المحبة التي تفتدي وتجدد الخليقة كلها.

أحد الشعانين: فيه نحيّي الملك المتواضع بسعف النخل والهتاف: هوشعنا. فنجدد ولاءنا لملكنا، ونعترف بأن ملكوته هو غاية حياتنا. بهذا الدخول تنتهي النبوءات والانتظار، فملكوت الله قد بدأ.

صلاة الختن: الأيام الثلاثة الأولى تحضّرنا، لفهم أوسع لمعنى اكتمال تاريخ الخلاص، في شخص المسيح بطاعته وآلامه وتضحيته بنفسه. إنّها تحثنا على الاستعداد والتوبة (مثل يوسف الصديق، والعذارى الحكيمات، والمرأة التي سكبت طيباً ثميناً على يسوع). فالآخرة والدينونة قريبتان "كونوا إذن أنتم أيضاً، مستعدين".

الخميس العظيم يتميز بحدثين: العشاء الأخير مع التلاميذ، وخيانة يهوذا. هذان الحدثان وجهان مختلفان للمحبة. فالعشاء الأخير هو كشف لمحبة الله التي افتدت الإنسان لتحقق له الخلاص. فيه يُقدّم المسيح نفسه غذاءً حقيقياً "خذوا فكلوا... ". أما خيانة يهوذا، فهي محبة مشوهة؛ محبة الخطيئة والموت. فحب يهوذا للمال يرمز إلى كل حب فاسد ومنحرف يقود إلى خيانة الله ونهايته الموت.عدم الثقة برحمة الله تلقيه في الظلمة البرّانيّة.  يهوذا يغادر النور في الليل "وكان ليلاً" (يو 13/30)

وفي الخميس العظيم صباحاً تقام صلاة تقديس زيت التائبين، التي هي مسحة المرضى لأن كلاً منا مريضٌ، وبحاجة لمسحة الزيت لشفاء النفس والجسد. غسل المسيح أرجل تلاميذه ليشير إلى أمرين: أولاً أنه يجب علينا أن ندعه يطهَّرنا من خطاياناوثانياً أن المحبة والتواضع هما أساس الحياة في الكنيسة وعليهما أن تكونا أساساً لكل علاقاتنا.

الجمعة العظيمة، يوم آلام المسيح وموته ودفنه. ويسمى أيضاً: "فصح الصليب"، أي أن مسيرة الفصح تبدأ هنا، ومنها نصل إلى بهجة يوم القيامة عبر هدوء سبت النور.

السبت العظيم المقدس: يوم سبت النور هو يوم الانجاز التام. يوم الراحة الذي فيه استراح ابن الله من كل أعماله. فهو يُنهي ويُتم حكاية الخلاص، ويكون الفصل الأخير فيها الانتصار على الموت. فنصلي بصلاة فيض النور. " قم يا الله واحكم في الأرض فانك تدين كل الأمم"، ونعلن أيضاً بشرى القيامة. "إنه ليس ههنا لقد قام كما قال"

  اعداد الاخ :ناصر شقور