أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الثلاثاء, فبراير 9, 2021 - 15:10

القائمة:

 

مقابلة مع مؤلف كتاب "من أجل أخوة إنسانية. مسيحيون ومسلمون متحدون في التنوّع"

 

في الذكرى السنوية الثانية للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر، شيخ الأزهر أحمد الطيب صدر كتاب جديد عن المؤلّفَين Antonio Cuciniello وPaolo Branca، يسلط الضوء على هذه الوثيقة الهامة والانجازات التي تحققت على صعيد الحوار واللقاء بين الكاثوليك والمسلمين خلال الأشهر الأربعة والعشرين الماضية.
 

يحمل المجلّد عنوان "من أجل أخوة إنسانية. مسيحيون ومسلمون متحدون في التنوّع"، ويقترح على قرّائه أن يطّلعوا على الوثيقة في ضوء العلاقات التي أقامتها الكنيسة الكاثوليكية مع المسلمين، لاسيما منذ بداية حبرية البابا فرنسيس. وقد تم تقديم الكتاب خلال مؤتمر صحفي نُقلت وقائعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشارك فيه صاحبا العمل بحضور الإمام Yahya Pallavicini رئيس الجاليات المسلمة في إيطاليا. وكُتبت مقدمة الكتاب بقلم المونسينيور خالد عكشة، من المجلس البابوي للحوار بين الأديان.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أحد المؤلّفَين وهو البروفيسور Antonio Cuciniello، أستاذُ الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، الذي اعتبر أن "إعلان أبو ظبي" يقترح نفسه كمسار يهدف إلى جعل كل الكائنات البشرية أخوة. وأكد أن الخطوات التي أُنجزت على صعيد العلاقات بين المسلمين والمسيحيين كانت كثيرة وبالغة الأهمية. ولفت إلى أنه في التاسع عشر من شهر آب أغسطس من العام 2019، أي بعد أشهر قليلة على التوقيع على الوثيقة، أبصرت النورَ اللجنةُ العليا للأخوة الإنسانية والمعنية بتطبيق ما جاء في هذه الوثيقة، وتضم اللجنة أعضاء كاثوليك ومسلمين.

وذكّر البروفيسور Cuciniello بعدها بأن اللجنة عقدت اجتماعها الأول في بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان، في تاريخ رمزي هو الحادي عشر من أيلول سبتمبر من العام نفسه. وبدأت العمل على تطوير وتحفيز سلسلة من النشاطات والأحداث، تساهم في تطبيق ما جاء في الوثيقة، كي لا تبقى حبراً على ورق. وأشار إلى أن هذا التطبيق ينبغي أن يتم على الصعيدين الدولي والإقليمي من خلال تنظيم لقاءات بين القادة الدينيين والمنظمات الدولية، كي يحظى هذا النشاط بقدر أكبر من المشاركة، بطريقة تتماشى مع عمل اللجنة العليا.

وأوضح أن الأولوية تتمثل في العمل من أجل السلام العالمي وضمان مناخ من الاحترام المتبادل والتعايش، تتنعم به الأجيال المستقبلية. وذكّر في هذا السياق بالرسالة التي وجهتها اللجنة إلى العالم كله وبثلاث عشرة لغة مختلفة، في خضم جائحة كورونا وخلال شهر رمضان، داعية جميع الناس إلى المشاركة في يوم الصوم والصلاة، الذي نُظم في الرابع عشر من أيار مايو المنصرم.

في رد على سؤال بشأن الرسالة العامة الأخيرة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti ومدى مساهمتها في فهم إعلان أبو ظبي بصورة أوضح، قال الأستاذ الجامعي الإيطالي إن البابا فرنسيس ومنذ بداية حبريته أولى اهتماماً كبيراً بالمسائل المرتبطة بالأخوة والصداقة الاجتماعية، كما شاء أن يؤكد في الرسالة العامة المذكورة. من هذا المنطلق تتضمن الوثيقةُ العديد من مداخلات البابا حول هذه المواضيع، والتي أُدرجت بالطبع في سياق أوسع من التفكير والتعمق. وأراد فرنسيس أن يذكّر بأن ما حصل في أبو ظبي بينه وبين الإمام الطيب لم يكن لقاء دبلوماسياً، بل كان عبارة عن تأمل مشترك معاش قام به الزعيمان الدينيان وجماعتاهما في إطار الحوار والالتزام المشترك.

في معرض حديثه عن الكتاب الذي أعده بالتعاون مع Paolo Branca أوضح البروفيسور Cuciniello أنه خصص فصلا كاملاً ليؤكد أن وثيقة أبو ظبي طبعت بداية نمط جديد للحوار. لكن بما أن الحوار وحده ليس كافياً – مضى يقول – لا بد من البحث عن أهداف أسمى نصبو إليها: أهداف الوحدة والشركة والأخوة التي يشدد عليها النص بدءا من عنوانه. وختم حديثه لموقع فاتيكان نيوز مؤكدا أن أهمية هذه الوثيقة تتمثل أيضا في تناولها مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والدينية التي ينبغي العمل فيها من أجل تحقيق الأخوة الإنسانية، بشكل يساهم في تعزيز اللقاءات والحوار والتعاون لصالح الخير المشترك.