أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الاثنين, ديسمبر 13, 2021 - 18:04

القائمة:

 
فاتيكان نيوز

الكاردينال ماورو بياتشينزا رئيس محكمة التوبة الرسوليّة يوجّه رسالة إلى جميع المُعرِّفين يحثهم فيها على أن يكونوا شهودًا على ثورة محبة المسيح، في الرحمة والعزاء

 

في زمن الوباء، ووسط "صرخة العالم الحائر"، يُدعى "لقاء الاعتراف"، مع الحفاظ على هويته الخاصة، لكي يسلِّط الضوء بشكل أكبر على "جوانب الشفاء التي تشكل جوهره الاساسي". هذا ما كتبه الكاردينال ماورو بياتشينزا رئيس محكمة التوبة الرسوليّة، في رسالة وجّهها إلى جميع المعرّفين في البازيليكات البابوية في روما وإلى جميع المعرِّفين بمناسبة عيد الميلاد لعام ٢٠٢١.

يحث الكاردينال بياتشينزا في رسالته المُعرِّفين على أن ينظروا إلى يوحنا المعمدان ويتشبّهوا به، ويكرّروا للعالم: "هذا هو حمل الله". ويشرح رئيس محكمة التوبة الرسوليّة أنَّ المُعرِّف، بممارسته المتواضعة والأمينة لخدمته هو يشير للعالم أن الرب حاضر: إنه حاضر كعناق رحيم، وكمحبة وعدالة، كحقيقة ونعمة، وكتعزية وحنان. حضور ضروريٌّ أكثر من أي وقت مضى في حالة الحيرة والارتباك التي يعيشها العالم المعاصر، والتي تولِّد وحدة وجودية، ومأساوية في بعض الأحيان.

ويتابع رئيس محكمة التوبة الرسوليّة إن الله ليس "إلهًا غريبًا" ولا "إلهًا بعيدًا"، ولكنه إله يختار أن يدخل التاريخ. إن فرادة المسيح الخلاصيّة، التي تدمج الحق والخير، هي شرط إمكانية وحقيقة الخلاص: إذا لم يكن يسوع الناصري المخلص الوحيد، فلن يكون هناك خلاص. وفي هذا السياق يشدّد الكاردينال ماورو بياتشينزا على أنه في عالم مشتت الانتباه ينمو في البشر العطش إلى الحقيقة والعدالة، والعطش إلى الحرية الحقيقية والتحرر. وبالتالي فبالإضافة إلى الشهادة لحضور يسوع، يُدعى المُعرِّف مدعو إلى أن يتشبّه بيسوع ويتابع رسالته في الكنيسة ومعها: بأن يصالح مصالحة البشر في الله، في العدال والحقيقة، اللتان تُدعيان في الآب رحمة؛ وهذه مهمة ملحة على الدوام. كذلك يؤكد الكاردينال بياتشينزا على أنّه في خفاء ممارسة هذه الخدمة الثمينة، والتي يتجاهلها ويهاجمها عالم مُعَلمَن لم يعد يفهم طبيعتها ومتطلباتها الأساسية، يعرف المُعرِّفُ جيدًا أنه يشارك في الثورة الحقيقية الوحيدة: ثورة الرحمة والخير، والحقيقة والعدالة، "ثورة المحبة" التي بدأها يسوع المسيح الذي كشف لنا أن الله نفسه هو محبة.

وبالتالي أضاف الكاردينال ماورو بياتشينزا يقول إنَّ المحبة والارتداد إلى المسيح، "الشرط الضروري الوحيد ا لكل ارتداد ممكن آخر، كنسي واجتماعي"، وإنما أيضًا راعوي، يبنيان الكنيسة والعالم. ومن هنا جاءت الدعوة إلى المعرِّفين، في هذا الزمن المقدس، إلى الغيرة "للإصغاء اليقظ والأبوي لإخوتنا، مدركين أنه في هذه المرحلة الطويلة، والخاصة سيتعين علينا أن نمارس "خدمة التعزية"، التي ليست إلا مجرّد تسمية أخرى للرحمة. وخلص رئيس محكمة التوبة الرسوليّة رسالته مؤكِّدًا أنَّ الحضور سيكون تشجيعًا لجميع الذين سيقتربون من سر المصالحة. لأن المرء يتحرّك ويرتدُّ فقط من أجل حضور وليس من أجل غياب أبدًا. في الختام، توجّه الكاردينال ماورو بياتشينزا إلى المعرِّفين بأطيب التمنيات بعيد الميلاد مُعبِّرًا عن امتنانه العميق لهم على "الخدمة السرية التي يقومون بها للمسيح والكنيسة ولنفوس المؤمنين والمجتمع بأسره".