أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الأحد, نوفمبر 29, 2020 - 11:44

القائمة:

 

عظة البابا فرنسيس معيِّنا 13 كاردينالا جديدا

 

 
فاتيكان نيوز 
 
طريق يسوع الذي علينا السير عليه دائما وعدم الخروج عنه، هذا هو محور عظة البابا فرنسيس في بازيليك القديس بطرس عصر السبت 28 تشرين الثاني نوفبر مترئسا كونسيستوارا عيَّن فيه 13 كاردينالا جديدا.
 

عقد قداسة البابا فرنسيس عصر اليوم السبت 28 تشرين الثاني نوفمبر، عشية الأحد الأول  من زمن المجيء، كونسيستوارا لتعيين 13 كاردينالا جديدا. وفي عظته في بازيليك القديس بطرس تحدث الأب الأقدس عن الطريق باعتباره المكان الذي يدور فيه ما يروي لنا إنجيل القديس مرقس، أي كيف نبَّأ يسوع تلاميذه بموته مرة ثالثة خلال صعودهم إلى أورشليم (مرقس 10، 32-45). وتابع البابا أن الطريق هو دائما المكان الذي تكون فيه مسيرة الكنيسة، طريق الحياة، التاريخ، والذي هو تاريخ خلاص، مسيرةٌ أورشليم فيها هي دائما أمامنا. فالصليب والقيامة ينتميان إلى تاريخنا، هما حاضرنا، ولكن أيضا وجهة مسيرتنا. وأضاف الأب الأقدس أن كلمة الإنجيل هذه غالبا ما رافقت الكونسيستوارات لتعيين كرادلة جدد، لكنها ليست مجرد "خلفية" بل هي توجيه للمسار، لنا نحن الذين نسير مع يسوع الذي يتقدمنا على الطريق، هو قوة ومعنى حياتنا وخدمتنا.

وعاد البابا فرنسيس إلى الإنجيل الذي يحدثنا فيه القديس مرقس عن التلاميذ وقد أخذهم الدهش (راجع 10، 32) وذلك لأنهم كانوا يعلمون بما ينتظرهم في أورشليم حيث كان يسوع قد حدثهم عن هذا بوضوح أكثر من مرة. وتابع البابا أن الرب كان يعلم بمشاعر مَن يتبعه ولا يقف غير مبالٍ. لا يترك الرب أصدقاءه أبدا ولا يتجاهلهم حتى وإن كان يبدو أنه يسير على طريقه إلى الأمام. إنه يفعل هذا دائما من أجلنا، كل ما يفعله هو من أجلنا، من أجل خلاصنا. وفي حالة التلاميذ الاثني عشر يفعل هذا ليُعدَّهم للاختبار، كي يكونوا معه الآن وفي المقام الأول فيما بعد، حين لن يصبح بينهم، كي يكونوا دائما معه على طريقه.

مضى يسوع بالتلاميذ "مرة أخرى"، واصل الأب الأقدس، لأنه يعلم بما في قلوبهم، و"أخذ ينبئهم بما سيحدث له" (32). أعلن للمرة الثالثة آلامه وموته وقيامته، قال البابا وتابع أن هذا هو طريق ابن الله، طريق خادم الرب. يتماهى يسوع في هذا الطريق حتى يصبح هو نفسه هذا الطريق "أنا الطريق" (يوحنا 14، 6)، هذا الطريق، لا طريق آخر. ودعا البابا فرنسيس بعد ذلك إلى التأمل فيما يحدث في هذه اللحظة والذي يجعل يسوع يكشف لا فقط ليعقوب ويوحنا بل للرسل جميعا، ولنا جميعا، ما ينتظرهم. فيسوع وبعد أن عرَّف مجددا بما سيحدث له في أورشليم يحدق في عيون الاثني عشر وكأنه يقول لهم "أهذا واضح؟"، ثم يواصل السير متقدما الجميع ليقترب منه اثنان، يعقوب ويوحنا، سائلَين إياه "امنحنا أن يجلس أحدنا عن يمينك والآخر عن شمالك في مجدك" (37). وتابع البابا أن هذا ليس طريق يسوع بل طريق آخر، طريق مَن، وربما بدون وعي، يستغل الرب ليرفع ذاته، أي ومثلما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي مَن "يسعى إلى ما يعود على نفسه، لا ما يعود على يسوع المسيح" (2، 21). وعن رد يسوع قال البابا فرنسيس إنه لم يغضب، فصبره لا ينتهي، حيث أجابهما: "إنكما لا تعلمان ما تسألان" (38). وقال البابا إن يسوع يسامحهما ولكن يدينهما في الوقت ذاته، أنتما لا تدركان أنكما خرجتما عن الطريق. وبالفعل سيكشف العشرة الآخرون برد فعلهم المستاء من يعقوب ويوحنا كيف يميلون جميعا إلى الخروج عن الطريق. وواصل البابا فرنسيس عظته مشيرا إلى أننا جميعا نحب يسوع ونريد أن نتبعه، ولكن علينا التحلي دائما باليقظة كي نبقى على طريقه، فيمكننا بالقدمين والجسد أن نكون معه بينما يمكن للقلب أن يكون بعيدا، أن يُخرجنا عن الطريق. وحذر قداسة البابا من خطر خروج الكرادلة أيضا عن الطريق إن تملكتهم مشاعر الزهو، فلا يعودون الرعاة القريبين من الشعب.

ثم عاد الأب الأقدس إلى إنجيل مرقس والذي يروي لنا التناقض البيِّن بين يسوع والتلاميذ حسب ما قال قداسته، وهو أمر يعلمه يسوع ويقبله ولكن التناقض يظل، فهو على الطريق وهم خارج الطريق. مساران لا يلتقيان، لكن الرب وحده هو القادر على أن يخلِّص الأصدقاء المتخبطين والمعرضين للضياع، يقدر على هذا فقط صليبه وقيامته. وتابع البابا أن الرب صعد إلى أورشليم وكسر جسده وسكب دمه من أجل التلاميذ ومن أجل الجميع، من أجلهم ومن أجل الجميع قام من بين الأموات وغفر لهم وحوَّلهم بعطية الروح القدس، وضعهم أخيرا على طريقه.

وفي ختام عظته مترئسا الكونسيستوار لتعيين 13 كاردينالا جديدا في بازيليك القديس بطرس عصر السبت 28 تشرين الثاني نوفمبر ذكر البابا فرنسيس أن مرقس، وأيضا متى ولوقا، قد روى هذا الحدث لأنه كلمة تخلِّص، كلمة ضرورية للكنيسة في كل الأزمنة، كلمة مفيدة لنا نحن أيضا اليوم. وختم مشددا أن علينا نحن أيضا، البابا والكرادلة، أن نرى أنفسنا دائما في كلمة الحق هذه، التي تؤلم كسيف حاد لكنها تشفينا، تحررنا وتجعلنا نرتد، وهذا هو الارتداد، من خارج الطريق إلى طريق الله.