أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, يناير 27, 2021 - 08:45

القائمة:

 
الفاتيكان نيوز
في مداخلة ألقاها أثناء دورة تنشئة حول العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية نظمتها مؤسسة "السنة المائة" توقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، رئيس الأساقفة ريتشارد غالاغر، عند أهمية الحوار البنّاء بين الإيمان والقيم البيئية، مذكراً بالتزام الفاتيكان من أجل وقف انبعاث الغازات المضرة بالبيئة قبل حلول العام 2050.
 

أكد سيادته أن نوعية العلاقة القائمة بين التعليم الاجتماعي للكنيسة، التي تدعم نشاطاً مدافعاً عن البيئة يحترم الإنسان، وما يُعرف بالاتفاقات الخضراء الجديدة تعتمد على أوجه الانسجام بين الطرفين. وشدد في هذا السياق على ضرورة قيام حوار بنّاء بين الكنيسة والبيئة يشكل مصدر إلهام للبرامج الإيكولوجية والاجتماعية على المستويين الوطني والدولي. وقال إن القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها الكنيسة في هذا المجال تتمثل في نظرتها المسيحية. وذكّر بالإرشاد الرسولي ما بعد السينودس Querida Amazonia الذي يشدد على أن تحرير الناس من العبودية يتطلب الاعتناء بالبيئة وحمايتها، ومساعدة قلب الإنسان على الانفتاح بثقة على الله الذي خلق كل ما هو موجود ووهب لنا ذاته في شخص يسوع المسيح.

بعدها توقف الدبلوماسي الفاتيكاني عند الكلمة التي ألقاها البابا فرنسيس خلال القمة البيئية التي عُقدت بصورة افتراضية في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر الماضي، وأكد فيها التزام الكرسي الرسولي في تبني إستراتيجية للحياد المناخي. ولذا تلتزم دولة حاضرة الفاتيكان في وقف انبعاث الغازات المضرة بالبيئة قبل حلول العام 2050، ما يتطلب استخداما مسؤولا للموارد شأن المياه والطاقة، هذا فضلا عن التزام الكرسي الرسولي في التربية على الإيكولوجيا المتكاملة. ولفت سيادته إلى أنه من الصعب جداً اليوم، لا بل من المستحيل، أن يعود العالم إلى ما كان عليه قبل الثورة الصناعية، لكننا ندرك أن الانجازات العلمية والتكنولوجية يمكنها أن تساعدنا في مواجهة المشاكل الكبرى المحدقة بالبيئة.

لم تخلُ مداخلة رئيس الأساقفة غالاغر من الإشارة إلى جائحة كوفيد 19 التي يشهدها العالم اليوم، وقال إنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهها المجتمعات بسبب الأزمة الصحية لا بد من التأكيد على الأهمية التي يكتسبها الاتفاق الأخضر الجديد. وأوضح أن هذه الفكرة أبصرت النور في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الكساد عام 2007 من أجل تحديد برنامج بيئي يرمي إلى تحرير الاقتصاد الوطني من الاعتماد على النفط، من خلال استخدام الطاقات البديلة. وسرعان ما أخذت المبادرة بعداً دولياً، بعد أن تبنى الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة مبادرات مشابهة. وأشار إلى الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال الذي تبنى استراتيجية "الاتفاق الأخضر الأوروبي" والتي أعلنت عنها رئيسة المفوضية Ursula von der Leyen.

هذا ثم أشار سيادته إلى أن هذه الاتفاقات الجديدة الخضراء، التي ما تزال طور النمو، تعبّر عن الأمل في حدوث تحوّلٍ تاريخي من أجل مستقبل العالم. واعتبر أن جزءا من الخطاب الاجتماعي – السياسي اليوم بشأن العولمة يؤدي إلى وقف الحوار عوضا عن الترويج له، ما يقود في نهاية المطاف إلى الانقسام لا الوحدة، وهذا أمر حذر منه البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti.

في ختام مداخلته أثناء دورة التنشئة حول العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، تحدث رئيس الأساقفة غالاغر عن المخاطر التي تترتب على الخطاب السياسي الذي يروج لمنطق الربح، وأكد أن الاقتصاد المعولم الذي يرتكز إلى المنطق التجاري لا يمت بصلة إلى الدعوة الكونية للكنيسة، كما أنه يتعارض مع الأمنية في إرساء أسس الأخوّة وتحقيق السلام العالمي.