أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, يونيو 9, 2020 - 06:33

القائمة:

الفاتيكان نيوز 

كرامة الشخص البشري المغفرة وغنى الكنيسة: هذه هي بعض الأسئلة التي أجاب عليها قداسة البابا فرنسيس في التاسع والعشرين من شهر أيار المنصرم في استقباله في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان لوفد صغير من الجمعيّة الفرنسيّة "Lazare" في الذكرى السنويّة العاشرة على تأسيسها.
 

جماعة مميّزة ولدت عام ٢٠١١ بفضل "Étienne Villemain" ويتشارك أفرادها منذ سنوات بيوتهم مع المشرّدين. وبسبب حالة الطوارئ الصحية التي يسببها فيروس الكورونا شارك في اللقاء مع الأب الأقدس ثمانية أشخاص فقط لكن الآخرون تابعوا جلسة المقابلة عبر الفيديو، من خلال جهاز لوحي، وتمكنوا من التحدث إلى الحبر الأعظم لأكثر من ساعة.

وفي الإجابة على سؤال حول كرامة الشخص البشري ولاسيما الأشخاص الذين يعانون من إعاقة عقليّة قال البابا فرنسيس يمكنك أن تكون الرياضي الأفضل ويمكنك أن تتحلى بصحّة حديديّة ولكن إن لم يكن لديك كرامة فأنت لست بشيء لأن الكرامة هي الشرط الأساسي لكي يعيش الإنسان بطريقة جيّدة. غني أو فقير، مريض أو بكامل صحّتك الكرامة هي أسلوب العيش إزاء الله والآخرين بكل القوّة الداخلية التي تأتي من كوننا أبناء لله والتواضع لمعرفتك بأنّك لستَ أب الله.

وإذ سُئل حول القدرة على المغفرة سلّط قداسة البابا فرنسيس الضوء على واقع أنّه علينا أن نغفر لكي يغفر لنا مشبِّهًا ذلك بتذكرة سفر ذهابًا وإيابًا. وبما أن القدرة على المغفرة قد تتطلّب أحيانًا حياة بكاملها سلّط الأب الأقدس الضوء على أهميّة أن نسير دروب المغفرة بهدوء وصبر وتواضع إلى أن يُشفى قلبنا بالكامل. مشيرًا في هذا السياق إلى أن الحقد والاستياء هما غنى شريرًا لا يغنينا أبدًا. وأضاف يتعلّق الأمر إذًا بأن نعيش حاملين الإنجيل في يدنا وفي قلبنا وذكّر البابا في هذا السياق أنّه على حياة المسيحي أن تكون شهادة لأنّه وكما قال البابا بندكتس السادس العشر الكنيسة لا تنمو بالاقتناص وإنما من خلال الشهادة، وكمثال على ذلك ذكّر الحبر الأعظم بالطوباوي شارل دو فوكو الذي ستُعلَن قداسته عن قريب.

وفي جوابه على السؤال حول غنى الكنيسة: "لماذا الكنيسة غنيّة بهذا الشكل فيما أن العالم مليء بالفقراء؟" أجاب البابا فرنسيس شارحًا أن كلمة كنيسة هي كلمة عامة وواسعة؛ وكقاعدة عامة يمكننا أن نقول إنّه بقدر ما ينتمي الإنسان إلى الغنى والمال بقدر ما يبتعد عن الله لأن قلبه يكون هناك، وبالتالي بقدر ما يقترب من الله بقدر ما يصبح فقيرًا. وفي الوقت عينه هناك اشخاص أغنياء يديرون ثروتهم بحسب الإنجيل وبقلب فقير أما فيما يتعلّق بالعالم الكنسي قال الأب الأقدس عندما يكون الحبر الأعظم أو الأسقف أو الكاهن أو الشخص المكرّس غنيًّا يكون حجر عثرة للكنيسة، لأنّه على الذي دُعي لكي يتبع يسوع عن قرب أن يبتعد عن جميع أشكال الغنى ويتحلّى بقلب فقير. وإن طلب منه أن يدير المال فلا يجب لذلك أن يكون من أجل مصلحته الشخصيّة وإنما من أجل خدمة الآخرين، وفي هذا السياق ذكّر الأب الأقدس بقول القديس اغناطيوس دي لويولا الذي يقول إن الفقر هو أم الحياة لأّنه يولّد السخاء وبذل الذات في سبيل الآخرين.

وبالإجابة على سؤال حول إمكانية فتح مركز لجمعيّة "Lazare" في الفاتيكان شرح البابا فرنسيس قائلاً إن المكان موجود فعليًّا ولكن تنقص شجاعة الأب الاقدس للقيام بذلك، ولكنّه طلب من الحاضرين أن يصلّوا من أجل هذه النيّة. وفي ختام لقائه مع أعضاء الجمعيّة الفرنسيّة "Lazare" في الذكرى السنويّة العاشرة على تأسيسها ترك البابا فرنسيس للجميع سؤالاً للتأمل: "بأي طريقة نجيب على السخاء والمحبة اللذين نلناهما؟".