أنت هنا

فاتيكان نيوز

الكاردينال زيناري: الأوضاع الحياتية في سورية تزداد سوءا يوما بعد يوم (Vatican Media)

تاريخ النشر: 
الأحد, ديسمبر 6, 2020 - 12:03

القائمة:

 

الكاردينال زيناري: الأوضاع الحياتية في سورية تزداد سوءا يوما بعد يوم

 

فاتيكان نيوز 

استضافت جنيف خلال الأيام الماضية جولة من المحادثات بين السوريين ترمي إلى الاتفاق على مسودة جديدة لدستور البلاد، وتمهيد الطريق أمام انتخابات جديدة، لكن يبدو أن الخلافات ما تزال قائمة أكان على الصعيد الداخلي أم بين القوى الخارجية المتورطة في الحرب السورية. هذا فيما يستمر تدهور الأوضاع الحياتية للمواطنين إذ يعاني من الفقر أكثر من ثمانين بالمائة من السوريين، حسبما أكد السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زيناري.
 

وبالتزامن مع محادثات جنيف عقد مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سورية جويل رايبورن محادثات في أنقرة مع مسؤولين أتراك وتطرق معهم إلى آخر المستجدات الراهنة على الساحة السورية، لاسيما جهود الحد من التصعيد في محافظة إدلب، حيث تدور مواجهات بين القوات النظامية المدعومة من روسيا وميليشيات محلية تساندها تركيا.

إزاء هذه التطورات أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد Daniele De Luca أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في جامعة سالينتو الإيطالية والذي لفت إلى أنه من الصعب أن يتحقق تقارب في وجهات النظر بين أطراف النزاع بعد عشر سنوات من الحرب، مسلطاً الضوء على الدور المؤثر الذي لعبته كل من روسيا وإيران وتركيا، أمام تراجع النفوذ الأمريكي في البلاد في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما. وأضاف أن النقاش بين السوريين يجري الآن حول تعديل الدستور السوري، وتمهيد الطريق أمام انتخابات جديدة.

وأوضح السيد De Luca أن من بين المواضيع المطروحة اليوم على طاولة النقاش ملف النازحين السوريين والذي لم يُتناول كما يجب في الحوارات السابقة، مضيفا أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين وستمائة ألف نازح موجودون حاليا في تركيا، وأكثر من مليون آخرين في لبنان المجاور. وأشار أيضا إلى أن وجودَ هؤلاء النازحين في تركيا دفع هذا البلد إلى استخدام هذه الورقة للمقايضة مع الاتحاد الأوروبي.

هذا ثم اعتبر الأستاذ الجامعي الإيطالي أنه فيما يتعلق بعملية إحلال السلام في سورية يمكن أن تلعب واشنطن دورا في هذا المجال لاسيما بعد تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن الرئاسة في العشرين من كانون الثاني يناير المقبل، مع أنه لم يتحدث بصورة واضحة عن السياسة الخارجية التي ستنتهجها الولايات المتحدة على هذا الصعيد. وفي هذا السياق تطرق دي لوكا إلى ما يُعرف باتفاق ابراهيم الذي تم التوقيع عليه بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، قائلا: مع أنه إيجابي بالنسبة للمنطقة كلها، لكن من الصعب أن يحمل نتائج إيجابية على الساحة السورية، أقله في المستقبل القريب.

من جهته أعلن السفير البابوي في سورية الكاردينال ماريو زيناري أن هذا البلد يزداد فقرا ويأساً بعد مضي عشر سنوات تقريبا على بداية الصراع، ولفت في هذا السياق إلى الصفوف الطويلة من المواطنين الذين ينتظرون لشراء الخبز، هذا فضلا عن الأعداد الكبيرة من الجرحى والمعوقين بسبب القذائف والقنابل والتفجيرات، كما أن الحرب ألحقت أضرارا كبيرة بالبيئة. وتحدث نيافته أيضا عن الصمت الذي يلف هذه الأحداث، كما قال البابا فرنسيس في شهر كانون الثاني يناير من هذا العام، لافتا إلى أن هذا الصمت يغطي على معاناة المواطنين وآلامهم.

وأضاف الدبلوماسي الفاتيكاني أن أشخاصا كثيرين ماتوا في سورية ومن الصعب جدا أن يُعرف العدد الفعلي للقتلى والجرحى الذين ذهبوا ضحية حرب ضروس دمرت العديد من القرى وأحياء المدن. وقال نيافته: إننا نشهد اليوم موت الأمل، وقد فَقد الناسُ الرجاء إذ توقعوا أن يبدأ الانتعاش الاقتصادي بعد سكوت الأسلحة لكن هذا الأمر لم يتحقق على الإطلاق.

بعدها تطرق الكاردينال زيناري إلى مشروع "مستشفيات مفتوحة" الذي أطلقه لأربع سنوات خلت، بهدف ضمان العلاج المجاني للفقراء لاسيما في مدينتي حلب ودمشق، وذلك بالتعون مع مجلس أساقفة إيطاليا ومستشفى جيميلي بروما والدائرة الفاتيكانية لخدمة البشرية المتكاملة. وقال إن عدد الأشخاص الذين استفادوا من هذا المشروع الإنساني لغاية اليوم وصل إلى أربعين ألفاً، موضحا أن المشروع سيتسمر أيضا خلال العام 2021، آملا أن يصل هذا العدد إلى خمسين ألفا. ولفت نيافته إلى أن مشروع "مستشفيات مفتوحة" يسعى أيضا إلى ترميم النسيج الاجتماعي لكونه يقدم الخدمات الصحية لكل مريض محتاج بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي.

ختاما ذكر الكاردينال زيناري أن الإحصاءات الرسمية تحدثت في منتصف تشرين الأول أكتوبر عن وجود خمسة آلاف مصاب بفيروس كورونا المستجد، وقد ارتفع هذا العدد إلى سبعة آلاف وخمسمائة مصاب نهاية الشهر الفائت.