أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, يونيو 2, 2020 - 12:33
 
يوم غبطة وفرح روحيّ عميق أحد العنصرة ومرور السنة الأولى للسيامة الأسقفية
 
 
 
الاحتفال بأحد العنصرة ومرور السنة الأولى للسيامة الأسقفية لسيادة المطران يوسف متى.
 
احتفلت أبرشية الجليل للملكيين الكاثوليك بأحد العنصرة، المصادف مرور سنة على سيامة راعي الأبرشية المطران يوسف متى. وقد أقيم قداس إلهي في كاتدرائية مار إلياس للملكيين الكاثوليك في حيفا. ترأسه سيادة المطران يوسف متى، وعاونه الإيكونيموس إلياس العبد، النائب الأسقفي العام، والأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى.  
النائب الأسقفي قال في كلمة التهنئة: على بعد سنة من اعتلاء سيادتكم لكرسي أبرشية الجليل المبارك من الله، يطيب لي أن أتقدم منكم، بالأصالة عن نفسي، وباسم إخوتي الكهنة والشمامسة بخالص المحبة وأجمل التهاني والتمنيات، ضارعين للثالوث الأقدس، الآب الخالق والضابط الكل، والابن الفادي ومخلص العالم، والروح القدس الهادي والمالئ كل شيء، أن يصونكم من كل شر، ويمنحكم الصحة والعافية، ويكللكم بالحكمة والبنان، ويقدس كهنوتكم، مباركا عمل يديكم. 
وأضاف: إن يوم العنصرة هو يوم التجديد، وفيه ولدت الكنيسة، وقد خبرنا أن الكنيسة ولدت في الاضطرابات ونشأت من الصخب، ولكن للروح القدس كان شأن آخر، فقد أرساها في رسالة قوية تبدل الحياة، وتقلب الموازين، وتتغلب على الصعاب، وتخترق المستحيل. جعلها قابلة لأن تتأقلم مع جميع الثقافات والسياقات، واليوم نحن معكم عازمون على جعل هذه العنصرة مشابهة للعنصرة الأولى في الكنيسة. إن روح الله يرفع قلوبنا في صلواتنا، وينفخ فينا شجاعة وجرأة المواجهة والثبات. 
أجل سيدنا، مضى الإيكونيموس العبد يقول، لم يغب عن ناظركم إبّان فترة وباء كورونا، تجند الإخوة كهنة الأبرشية الأحباء، في عمل متواصل ودؤوب من أجل إيصال كلمة الحياة إلى المؤمنين، والجهاد في ترسيخ بنيان الملكوت، والقيام أحيانا في مغامرات ومخاطر في سبيل تثبيت حضور الكنيسة، ليس في الذاكرة ولا في النوستالجيا، بل على أرض الواقع وفي الحياة اليومية. لم يتراجعوا عن إقامة الصلوات والاحتفالات، وأعلنوا فرح القيامة، وحافظوا على الرجاء المتّقد، متحدّين كل العوائق والحواجز، من أجل إعلان بشارة الملكوت، فهنيئا لسيادتكم ولهذه الكنيسة، بهذه الكوكبة الملتزمة من جند الرب المباركين. 
صاحب السيادة، 
نعلم جيدا المسؤوليات الجسام التي يلقاها الأسقف في مطلع أسقفيته، من دراسة الوضع، التخطيط، البرمجة، مجاراة العقبات، الزمن والتزامن. لكن كلمة حق لا بد منها، بأننا في هذه السنة، قد اختبرنا بسيادتكم حسن الإصغاء، وقوة الاحتواء، وجزيل الاحترام، وميولكم للسلام والهدوء، والتمهل في اتخاذ القرار، فمع تقديرنا واحترامنا وولائنا، نود أن نرفع شكرا وحمدا على كل موهبة ونطلب لكم ولهذه الأبرشية المباركة، نعمة التقديس والثبات، في الأنجلة، والنمو في الإيمان والخلاص من كل ضيق وشدة، وأن يهب الروح القدس لهذه الكنيسة حسن دعائكم ودعاء الكهنة، أن يهبها رجاء وأملا ونورا حتى يسود ويكتمل فينا ملكوت الفرح والسلام.  
وفي عظته في القداس قال سيادة المطران متى بهذه المناسبة: يتزامن عيد العنصرة المجيد هذا مع الذكرى السنوية الأولى لسيامتي الأسقفية. وها أنا ذا أقف بينكم اليوم مصليا معكم لأجل أن يجدد الرب الإله شعلة الروح القدس فينا، ويقدّس كهنوتنا الذي فرزه مكملا إيانا بالمحبة والفهم والمعرفة، ويساندنا جميعا لنستكمل مسيرة الرعاية في هذه الكنيسة المقدسة وهذه الأبرشية المباركة.
ومضى سيادته يقول: إن عيد العنصرة الذي يختتم الزمن الفصحي هو عيد ميلاد الكنيسة، في القدس، أم الكنائس كلها. إنه العيد الذي يكمّل مسيرة المجد من القيامة إلى الصعود الإلهي، ومن ثم حلول الروح القدس ونشأة الكنيسة. هذا التزامن أشعر به منذ اختياري راعيا لهذه الأبرشية الحبيبة التي افتقدها الله. زمن كنت مصغيا فيه للجميع، ومحترِمًا ظروف الجميع، تعلمت أن أرى الأمور بعين الإيجابية وبهدوء الروح رغم صعوبة المواقف التي لا تخفى عليكم، واضعا نصب عينيّ مستقبل هذه الأبرشية ومجدها، ومسيرة التجديد فيها وإعلان الأمل لمستقبل زاهر جديد، بعيدا عن التقاليد المائتة والمظاهر الخداعة، وتحديات كثيرة لأبنائنا وشعبنا. 
وتابع سيادة المطران متى قائلا: إن الروح القدس في الكنيسة كان دائما وهو كائن وسيكون، وهو مرشدنا في الخدمة الرعوية، في هذه الأبرشية المحبوبة من الجميع. والمليئة بالمواهب لأجل بنيانها بالشكل الصحيح. فالكنيسة في نظامها الجديد وبنائها وجمالها، لا شيء، ما لم نكن واقفين أمام الله. فلا إله في الكنيسة إلا هو الله، ولا مال ولا سلطة ولا كرسي ولا شيء مثل ذلك، بل المسيح الذي يملأ كل شيء بروحه القدوس. 
وأشار سيادته إلى ضرورة العيش بسلام، وقال: تتمثل مأساتنا في هذه الأيام أننا بالرغم من عيشنا العنصرة، نعيش بلبلة لا توصف على كل الأصعدة. فلا بدّ لنا من نهضة عظيمة لنفصل بين الماضي والحاضر، بين النور والظلام، بين أعمال الجسد وأعمال الروح، لأن مولود الجسد هو من الأرض، ومولود الروح هو من الله. فلتكن هذه العنصرة اليوم، من خصائص كنيستنا الجليلية، وأن يسعى كل منا للامتلاء ن الروح لنصل إلى الوحدة الكهنوتية، ونشاهد معا وجه الله ونعكسه للناس. ونحن لا نسارع لاقتناص النفوس، وكأننا في سباق مع الزمن. فالرعاية الحقيقية هي بوجودنا اليومي بين مؤمنينا. هي في لقائنا معهم عبر القداس والأسرار واللقاءات الروحية. وبهذا فقط نكون رعاة صالحين، على مثال الراعي الأول، الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه.
وأكد سيادة المطران متى أننا لم ولن نبني سورًا بيننا وبين إخوة لنا في الإيمان الواحد والشركة الواحدة، كما لم ولن نفاوض أبدا على هويتنا ولا على تاريخنا، ولا عراقة هذا الكرسي العكاوي الذي دافع وما زال يدافع عن حقوق أبنائه على مدى التاريخ. فالرعاية تتطلب منا مجهودا وتحدّيا لكل ما يعارض روح المسيح، وروح الكنيسة وروح المسكونية. هذه كانت رايتنا وما زالت مرفوعة للتعاون مع كل المؤسسات الدينية والمدنية هنا وفي العالم. 
وتابع سيادة المطران متى يقول: أتهلل مع صاحب المزامير ومعكم، وأعايدكم بهذا العيد المبارك، عيد العنصرة، عيد الكنيسة المرسلة للعالم، وأشكر الله معكم على كل النعم التي جاد بها علينا هذه الفترة العصيبة التي مررنا بها. أشكر كل من أخذ على نفسه مسؤولية الالتزام بالتعليمات لضمان صحة الجميع، وتصرف بمحبة وحكمة.
أما اليوم، ومع انطلاقة الكنيسة في هذا العيد المبارك، وتجديد انطلاقة البشارة في أرض الجليل، فقد عدنا وبشكل تدريجي إلى مزاولة حياتنا الطبيعية بعد العديد من التسهيلات في أغلب المرافق، ومنها الكنائس. وعليه فإننا نعود بفرح إلى لقاءاتنا الدينية في رعايانا، واحتفالاتنا بالقداديس والأسرار وبرامجنا الرعوية، مع التزامنا بشكل واضح بالتعليمات، آملين بمستقبل آمن للجميع.
نعود مع الأمل بعبور قريب لهذه الجائحة التي اجتاحت العالم كله، ونتمنى أن تكون حياتنا مع أنفسنا ومع الله، وترتيب سلم أولوياتنا وأن نستخلص العبر من هذا الوضع، ونختار ما هو الأفضل لحياتنا ومجتمعنا.
وختم سيادة المطران متى عظته بالتوجه إلى مريم أم الكنيسة التي رافقت السيد المسيح وعبرت معه نحو المجد الإلهي، ترافق اليوم مسيرة الكنيسة، وهذه الأبرشية في مسيرتها الجديدة وأولوياتها. وذلا يطيب لنا أن ننتهي رسالتنا إلى كهنتنا وأبنائنا الأحباء بذكر مريم العطر، أم الكهنة، ومربية نفوس القديسين. ونقول لها: السلام عليك با فخرا أثيلا للكهنة الورعين. السلام عليك يا برج الكنيسة الذي لا يتزعزع. 
عنصرة مجيدة وكل عام وأنتم بألف خير.    
ونشير بهذا الصدد أن سيادة المطران يوسف عامر متى ولد في مدينة الناصرة في 3 كانون الأول عام 1968، والتحق بمعهد الهندسة التطبيقية في حيفا، لدراسة علوم الحاسوب، ثم تلقى علومه الكهنوتية في المعهد الإكليريكي التابع للبطريركية اللاتينية في بيت جالا في الأعوام 1992 – 1998. سيم كاهنا في حزيران 1999 في كنائس الروم الكاثوليك في الجليل.
كما أشغل الأب متّى منصب سكرتير للمطران بطرس المعلم حتى 2003، حين سافر إلى روما لإتمام دراسته اللاهوتية في المعهد البابوي الشرقي في الفترة ما بين 2004 - 2007 وأحرز لقب الدكتوراه في القانون الكنسي الشرقي. وفي الأعوام 2008/9 أشغل منصب سكرتير للمطران إلياس شقور، وفي السنوات 2011 - 2013 كان كاهنا لرعية القديس جوارجيوس في عبلين، ثم انتقل لخدمة رعية البشارة في الناصرة. وفي 2 حزيران 2019 سيم أسقفا في حفل أقيم في كنيسة القديس يوسف في الناصرة، وتولى رعاية الأبرشية العكاوية في الجليل. 
وحضر هذا القداس عدد من كهنة أبرشية الجليل، وخدم القداس جوق الترنيم الكنسي في الكاتدرائية. ونقله الإعلامي نايف خوري، عضو المركز الأبرشي للإعلام، عبر شاشة نور سات تيلي لوميير، وكذلك في القناة التلفزيونية إحنا تي في، وفي مواقع التواصل الاجتماعي.