أنت هنا

تاريخ النشر: 
الجمعة, يونيو 5, 2020 - 09:39
 

البابا يتحدث اليوم في عظته عن مرض شائع بين المسيحيين ويحذّر من خطورته ونتائجه الوخيمة

 

اليتيا

 
في عظته الصباحية، تحدث البابا فرنسيس  عن خطيئة شائعة بين المسيحيين، انطلاقا من انجيل اليوم..

 

قصة العليل في إنجيل يوحنا لها أبعاد ومعان تذهب أبعد من الشفاء بحد ذاته (يوحنا ١٦: ١-٥).

كان المرضى يتجمعون عن بركة ماء، ومن وقت الى آخر كان المياه فيها تفور، وبقال أن ملاكاً ينزل من السماء ليلمس المياه فتفور، ومن ينزل فيها يشفى.

 

“كثيرون كان هناك ينتظرون الشفاء. وكان هناك رجل عليل ينتظر عند البركة من ٣٨ سنة. ولكن  – قال البابا – من يريد الشفاء، فعلى الأقل عليه أن يطلب من احد ما أن يساعده”. “عندما رآه يسوع عرف أنه هناك منذ زمن فسأله إن أراد أن يشفى، فكان الجواب مثيراً للاهتمام. فبدلاً من القول نعم أريد الشفاء أجاب: “ليس لي من يغطّني في البركة عندما يفور الماء”، وبالتالي فبدلاً من الفرح للشفاء، بدأ يتذمّر من الآخرين.

 

وتابع البابا: ” هذا الرجل يصل دائماً متأخراً. قال له يسوع احمل فراشك وامش، فشفي للحال وقام ومضى. تصرّف هذا الرجل يجعلنا نفكر. ما هو مرضه؟ كان مريضاً في قلبه، في روحه، من اليأس ومن الحرن. أريد الشفاء ولكنه قابع هناك دون حركة”.

“هبة يسوع بالشفاء، بادلها العليل بالتذمر من الآخرين. وطبعا سمعنا ما قاله الفريسيون عن الشفاء يوم السبت”

  

“مثير للاهتمام – قال البابا – هو لقاء العليل للمرة الثانية مع يسوع في الهيكل. قال له يسوع: “لا تعد الى الخطيئة لئلا تصاب بأسوأ”. لم يكن هذا الرجل هناك لأنه اقترف خطيئة جمّة، ولكن خطيئته تكمن في التذمر من الآخرين، خطيئة الحزن والكسل الذي هو من ثمار الشيطان”.

 

“رجل ينظر الى حياة الآخرين فقط ليتذمّر. هو يذهبون قبلي الى المياه وأنا الضحية. هناك من يتنفّس التذمّر”.

وإذا ما قارنا هذا العليل بأعمى أريحا نرى كمّ الفرح الذي اعتر الأعمى لدى شفائه وكيف ذهب يناقش علماء الشريعة. أما هذا العليل فما من مبادرة.

 

وتابع قداسته: “هذا يجعلني أفكر بالكثير من المسيحيين الذي يعيشون هذه الحالة، غير قادرين على فعل شيء ويتذمرون من كل شيء. الكسل سم، هو غيمة تظلل الروح وتقتلها. هو مخدر متى اخذته يعجبك لتصبح مدمناً. مدمن على الحرن، مدمن على الكسل. إنها خطيئة شائعة بين المسيحيين.

 

ووجه البابا دعوة للمؤمنين لقراءة الفصل الخامس من إنجيل يوحنا “لنفهم أكثر هذا المرض”

لا يمكننا العيش فاترين، حياة “رمادية اللون” باهتة لا طعم لها، روح حزن شرير. لا يمكننا أن نكون “لا أسود ولا أبيض” ، إنها خطيئة يستعملها الشرير لقتل حياتنا الروحية. فليساعدنا الرب على فهم مدى خطورة هذا الشر.