أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, فبراير 15, 2022 - 21:19
 

في لقاء مجلس الأساقفة العام حول الاستعداد لسينودوس 2023

  

نشكر الله أولاً أنه منحنا أوقاتًا ملأها الروح القدس بحضوره وفيها نعمة خاصة للسير معًا والتفكير في مسيرتنا الكنسية. وأشكر قداسة البابا فرنسيس لأنه رجل الروح الذي يلبّي دومًا هبات هذا الروح لتجديد الكنيسة، الكنيسة الجامعة المقدّسة الرسولية. وقد أعطانا عنوان السينودوس "شركة ومشاركة ورسالة".

إننا ككنيسة ملكية نتحضّر كسائر أخواتنا الكنائس لهذا الحدث السعيد، وفي داخلنا غبطة كبيرة بأن نسير معًا ونفكر معًا ونطمح ونقرر معًا ما هو للشركة والمشاركة والرسالة. وتعمل كنيستنا في سياق الهيكلية العامّة التي رسمها الكرسي الرسولي، عن طريق العمل المشترك مع باقي الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدّسة.

ما زلنا في مرحلة الاستعداد للسينودوس الذي تنتهي مرحلته الأولى في آخر شهر آب 2022، أي ما زلنا نتلقّى الوثائق الفاتيكانية، والوثائق من اللجنة التحضيرية في مجلس الأساقفة، وفريق عمل السينودوس في أبرشيتنا، لكي نوافيكم بكل جديد، فنقرأ بتمعّن ونتأمل بالروح في هذه الوثائق، لنحصل على النور الذي يقود خطواتنا نحو التجديد الرعوي والروحي.

لقد وصلتنا الوثيقة التحضيرية والدليل الرسمي للإصغاء والتمييز في الكنائس المحلية. وقمنا بتشكيل فريق عمل داخلي لتحضير فعاليات للعمل الرعوي على أرض الواقع، وقمنا ببلورة استبيان سنوزعه على المدارس والرعايا وبالإنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتوفرة لدينا، وفي موقع الأبرشية الرسمي.

هذه الوسائل ما هي إلا طرق نحاول من خلالها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المؤمنين، القريبين والبعيدين، من فرق العلمانيين والمجالس الرعوية والحركات والجمعيات والكشّافات والجماعات المصلّية والفاعلة داخل الأطر الكنسية.

تتميّز هذه المرحلة بالقراءة التأملية في فهم السينودس ومعانيه اللاهوتية والكنسية. وتكتمل بتلقّي ورقة العمل الأساسية للسينودوس، وفيها عدد من الأسئلة الموجّهة للجماعات المذكورة أعلاه، يعمل الفريق على تحضيرها لإبلاغها للمسؤولين في الأبرشية، ويصار بعدها إلى تلخيص التوجّهات العامّة لكافّة المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكية وإرسالها إلى الفاتيكان لتبويبها ضمن آلية استنتاجية خاصة.

 

ما يلفت انتباهنا أن الأزمة الصحية وتبعاتها من تحدّيات قد أرخت بظلّها على المؤمنين في كنيستنا الملكية وفي سائر الكنائس. هؤلاء المؤمنون يشاركوننا بحذر في مسيرة السينودوس، وهم لا يأبهون لما سيحمله السينودس، إلا من زاوية ما سيعود عليهم من حلول لأوضاعهم الصعبة وتحدّيات حياة المجتمع. فمسيرة السينودوس قد تبدو صعبة هنا على الصعيد العملي، لكن سرعان ما سيكتشف هؤلاء أن الشركة والمشاركة والرسالة هي أفضل آلية للخروج من المآزق إن على الصعيد النظري أو العملي على حدٍ سواء.

إن الشريحة الكبرى من مؤمني كنيستنا الملكية قد عبرّوا عن ارتياحهم لعنوان السينودوس إذ يشمل البيئة الواسعة التي نعيش فيها، ليس فقط مسيحيًا وكاثوليكيًا، بل مسكونيًا وحتى على صعيد لقاء الأديان. كل هذا بحاجة إلى تنشئة آنية وتنشئة مستمرّة فيما بعد.

ونحن في صدد تنظيم لقاءات لهذا الغرض عبر جولة تشمل كافة الرعايا والحركات والفعاليات الفاعلة في الرعية. ولعلّ المرحلة الأولى هي الأهم، وهي السير معًا داخل كل كنيسة أولاً بين العلمانيين والكهنة. يلي ذلك، كما رأى بعض مؤمنينا أن المشاركة قد تصل إلى الشركة أيضاً على الصعيد الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء، لا سيما أن الهوّة بين الفئتين قد ضعفَت بسبب الصراعات والأزمات المختلفة. أليست السينودوسية هي عمل المحبة بامتياز??

محبتي ودعائي لكم بكل الخير والتقدّم والنجاح في هذه المسيرة الكنسية الهامّة، وإلى النمو الفعلي في الايمان الذي هو نعمة من الله، أبي ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة سماوية. له المجد إلى الأبد. آمين.

 

                                                + المطران د. يوسف متى

                                                        مطران الجليل