أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, نوفمبر 28, 2021 - 17:57
 
ترأس سيادة المطران يوسف متّى الجزيل الاحترام، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك القداس الإلهي بمناسبة عيد القديس أندراوس شفيع كاتدرائية عكا. وعاونه كل من قدس الآباء إلياس العبد النائب الأسقفي العام، أثناسيوس حداد وأندراوس بحوث كاهن رعية عكا والمزرعة. وقال سيادته في عظته إن هذه الرعية، رغم قلة عدد أبنائها، فإنها تدل على عراقة الكنيسة وصمود أهلها المتشفعين بالقديس أندراوس الرسول. لأن هذا القديس هو المدعو أولا بين الرسل، فتبع يسوع وقال لأخيه سمعان بطرس قد وجدنا المسيح. 
وحثّ سيادة المطران متّى المؤمنين على اتخاذ القديس أندراوس مثالا لهم والبحث الدائم عن يسوع والسير في خطاه. 
وقد خدمت الليتورجيا الإلهية جوقة القديس أندراوس بقيادة الأستاذ هاني بحوث.
 
 

المسيحية في عكا وكنيسة القديس أندراوس

نحتفل بعد غد 30 تشرين الثاني بتذكار القديس اندراوس الرسول المدعو أولاً

المسيحية الأولى في عكا: ورد في سفر أعمال الرسل 21 :7 "ومِن صورَ وصَلْنا في نِهايَةِ الرِّحلَةِ إلى بَتولَمايِسَ، فسَلَّمنا على الإخوةِ هُناكَ وأقَمنا عِندَهُم يومًا واحدًا". بَتُولِمَايِس هي عكا. "نون الجمع" أي القديس لوقا والقديس بولس الرسول. هذا يدل على وجود كنيسة مسيحية في عكا، وقد استقبلت القديس بولس وهو في طريقه الى أورشليم، أثناء رحلته التبشيرية الثالثة حوالي سنة 58م.

عكا حافظة الإيمان: كان لأساقفة عكا دور مهم في توضيح العقيدة. ففي سنة 190م شارك المطران كلاروس في مجمع لرؤساء الكنائس المسيحية. كذلك شارك مطران عكا أنياس في المجمع المسكوني الأول، الذي عقد في نيقيا سنة 325م. كما وشارك المطران نكتابوس في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية، سنة 381م. وفي سنة 570 يصل سائح من مدينة فياتسينسا بإيطالية الى عكا ويذكر أنه كان فيها الكثير من الأديرة الكبيرة.

 اضطهاد مسيحيي عكا: كان أورليانس والياً لعكا من سنة 271 م حتى 275م، وقد جرى في عهده اضطهاد للمسيحيين. من القديسين الذين استشهدوا في عكا الشهداء كودراتوس وأكسيوس وسطرطونيوس. بين السنوات 614-628 غزا الفرس البلاد، وقد ساعد اليهود الفرس بهذا الغزو. وقد احتلت عكا سنة 616م، فقام اليهود بأعمال عنف واضطهاد ضد المسيحيين والكنائس. وأجبروا الكاهن ليونتوس أن يعتنق اليهودية. ووفقا لقصة، من سنة 634، رواها يعقوب الذي انتقل من اليهودية الى المسيحية، فإنه يذكر كيف شارك مع اليهود في حرق الكنيسة والكتب المقدسة.

الخلفية التارخية لكنيسة القديس اندراوس: تقع الكنيسة في حي الفاخوره إلى الشمال من الفنار. بُنيت على أثار كنيسة صليبية ربما كانت مكرسة للقديسة حنة التي تظهر في خريطة قصر فرسان الهيكل، في الجنوب الغربي للمدينة حسب خريطة مارينو سانوتو. فنجد على الجدار الخارجي للكنيسة الحالية تمثالا حجريًا على شكل رأس إنسان ذي لحية، شبيه بيوحنا المعمدان، يعود إلى إحدى الكنائس الصليبية. كما وهنالك في المستوى الأسفل من الكنيسة الحالية حائط لكنيسة قديمة وآثار لربما تعود إلى الفترة البيزنطية. 

بناء الكنيسة: كاتدرائية عكا هي أول كنيسة للروم الملكيين الكاثوليك في البلاد. بنيت الكنيسة عام 1760م أي عشر سنوات بعد استقرار الشيخ ظاهر العمر في عكا، وذلك بمبادرة وتمويل الطبيب إبراهيم الصبّاح، الذي كان وزير المالية لدى ظاهر العمر. وقد اعتبرت أجمل كنيسة في عكا، فلقبت "نوتردام عكا".  بعد فترة قصيرة من بناء الكنيسة (سنة 1775) بدأ حكم الجزار فنُهِبت الكنيسة وأحرِقت. ولم يُبدأ بترميمها وببنائها من جديد حتى سنة 1802.

الإيقونسطاس: رسم الإيقونسطاس سنة 1830 بالأسلوب الملكي الجامع بين التعبير البيزنطي مع إضافات للبيئة التركية ورموز كاثوليكية.

انتقال دار المطرانية الى حيفا: كانت عكا هي المقر الأسقفي، فيها الكاتدرائية ودار المطرانية. ودُعيت أبرشية الجليل "بالأبرشية العكاوية". استمر هذا الوضع حتى سنة 1928، عندما نقل المطران الحجار مقرّه الى حيفا. إذ بنى دار المطرانية في شارع النبي، المبنى في الفترة الأخيرة مدرسة مار الياس الأسقفية. بعد ذلك قام المطران جوارجيوس حكيم ببناء دار المطرانية الحالي في شارع هجيفن

نتوجه الى رعية عكا بالتهاني، كما ونتوجه لقدس الأب اندراوس بحوث بالمعايدة بعيد شفيعه

ملاحظة طقسية: ابتداءً من يوم 26 تشرين الثاني وحتى 24 كانون الأول نختم الأناشيد بقنداق تقدمة الميلاد : " اليوم العذراء تأتي الى المغارة..."

اعداد ناصر شقور