أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, يناير 21, 2020 - 00:00

عظة سيادة المطران يوسف متى الكلي الوقار 

بالسيامة الكهنوتية للشماس باسيليوس بواردي

السبت 7 ديسمبر 2019 بالناصرة

 

"افتحْ فمك، وكُلْ ما أناولك"

أنه جسد المسيح. هذه هي الوديعة التي تؤتمن عليها اليوم، لتحمل المسيح الى نفوس أودعها الله بين يديك. هذه هي الكلمة التي اعلنها الله للنبي حزقيال، فأودعة كلمة الحياة لأجل خلاص النفوس. 

جئتَ يا "أسعد" باسيليوس إلى هذه الكنيسة اليوم لتُصبح كلمة وحكاية الله مع الناس. لأنك على مثال المُختارين قبلاً، ستكون حاملاً لرسالة الله إلى بني شعبك وتُكلمهم وتقول لهم: " هكذا قال السيد الرب". فأنت لأجلهم تُقدس ذاتك، على مثال المسيح في خطابه الوداعي في انجيل يوحنا، بعد أن أسس خدمة العشاء الأخير الذي نُقيمه اليوم في احتفال سيامتك الكهنوتية المُقدسة. 

وماذا يعني أن تُكرّسْ ذاتك للخدمة؟ أي أن تعتني بالنفوس في كل احتياجاتها الروحية والمعنوية والمادية، وبالتعليم وبالصلاة، ليروا من خلالك المسيح. وليس سواه آخر. فليس كائن أقرب إلينا منه، فهو ملجأك ونورك وقائدك في هذه الخدمة، لأنه قال:" تَعلمّوا مني".

لقد كرّس نفسه لأجلنا. فلْنتكرسْ له بالحق، في النور والمعرفة الصحيحة، في المُعاملة الحسنة وفي صفات الأخلاق الحميدة التي في المسيح يسوع. لأننا على طريقه نقدر أن نسير، "لأنني أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يُقويني". (فيلبي 4/31)

أيها الحبيب، في زمن الميلاد هذا. تقف أمام الله كخادم جديد لمذبحه المقدس على مثال الرسل القديسين. الذين سألوا الرب وقالوا:" ها قد تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يكون لنا؟" وأنت اليوم، تسأل الرب، فيُجيبك قائلاً: " اصطفاك الرب في وقت التجديد هذا، في الأبرشية، لتكون ميلاداً جديداً في الكنيسة. 

 

وليكن الرب الإله وحده إلهاً لك ولغيرك من الإخوة الكهنة الذين يُشاركونك اليوم في هذا الكهنوت. ومنكم يأتي الأمل الجديد لنا جميعاً.

هو الرب الذي يُكلمك بالفهم، لأن الفهم هو النار التي من الروح القدس الذي سيَحل عليك اليوم بوضع يدي أنا الخادم الأول للمسيح.

ولن يُلهمك الروح القدس ما لم تتكلل بالتواضع، لأنه محرقة الخطايا. واتصف بلطف الكلمة على مثال السيد المسيح الوديع والمتواضع القلب لتجد راحة لنفسك.

ولا تخفْ، حتى إن كان جسدك مُلقى في هذا العالم بين الأرقام والحساب وأمور الدُنيا، لكنك لست من العالم، لأنك تحمل المسيح في يديك. فانتبه، لكي لا تجعل بيت أبي مغارة لصوص، بل بيت صلاة. فاعكف على عملك كحبك للترنيم والصلاة. لأن في الصلاة القوّة والثبات في المسيح، فأنت مدعو منه لتكون على مثاله. لازم بساطته كل يوم، والتصق بوداعته في مُعاملاتك، وكن حذراً من اختياراتك، لئلا تزلْ قدمك.

كُن دائماً في الحق والحقيقة. فالحقيقة ليست وقفاً على أحد، والفهم ليس حكراً لأحد، وقد أقمناك في وسط الهيكل سيْداً، وأباً، ومُعلماً ، فقولك مُطاع بالمحبة. ونحن قطيع يصرخ حاجته إلى كهنةٍ، قلب كل منهم كقلب الله، فاسكن في قلب الله لتكون في قلب الكنيسة والرعية خادماً  حقيقياً، لأن الرعية تشتهي القداسة ودخول الملكوت، وأنت مُدخلهم ومُخرجهم إذا فهمت قوله:"كهنوتهم يكون لهم ميراثاً وأنا ميراثهم يقول الرب".

باسيليوس، هذا الكاهن الأمين على خدمة الكلمة والأسرار، هو شفيعك، فاتخذه قدوة ومثالاً لك، نوراً يُضيء لك في الظلمات لتَعبُر مع المسيح إلى برّ الأمان. 

 

من هو الشماس الإنجيلي أسعد باسيليوس بواردي. 

ولد الشماس أسعد باسيليوس في الناصرة العاشر من كانون الأول عام ١٩٨٢، من سلالة الخوري باسيليوس بواردي كاهن رعية حرفيش.

أنهى دراستة الثانوية في الناصرة، ثم دخل إكليريكية القديس أثناسيوس في روما الثاني عشر من آب ٢٠٠١، وأنهيت كل دراساتي عام ٢٠١١، وحصل على اللقب الأول في الفلسفة واللاهوت في جامعة "الانجيليكوم" لدى الآباء الدومينيكان، روما، ثم حصل على اللقب الثاني في اللاهوت الشرقي في المعهد الشرقي لدى الآباء اليسوعيين، في روما.

خلال هذه الأعوام، حصل على "دبلومة" في اللغة اليونانية الحديثة، وايضًا "دبلومة" في الموسيقى البيزنطية في تسالونيكي وأثينا. 

خدم الدير في روما، وكان رئيس جوقة الإكليريكية في روما لمدة ٤ سنوات. وتعلم هنالك فن كتابة الأيقونات البيزنطية لمدة ٨ سنوات.

لدى عودته الى البلاد عمل في هذا المجال أيضاً، ومنذ ٣ سنوات يقوم بترميم أيقونسطاس كنيسة معليا. ويعمل على تزيين بعض الكنائس بالايقونات المقدّسة (هنا على سبيل المثال).

حصل على شهادة التدريس في حيفا، ومنذ ٧ سنوات يدرس مادة الدين المسيحي في ٣ مدارس في الناصرة. 

سِيمَ شماسًا إنجيليًا في الخامس عشر من ايلول ٢٠١٨ في الناصرة، خدم في الناصرة، وفي الفترة الأخيرة في عدة رعايا أيضاً. حبّه للموسيقى البيزنطية جعله يعمل على تدريب بعض الجوقات في الأبرشية. 

أيها الشماس المُزمع أن يرتسم اليوم على مذابح الأبرشية العكاوية العزيزة. أنت تستهل خدمتك في وقت نحن بحاجة فيه للأمل. إنه زمن جديد، نعم متوتر، ولكنه حامل الأمل لكل هذا الجيل ولهذا الجليل المقدّس، والحق أن زمان الكنيسة كان وما زال متوتراً أبداً، ولكن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. 

فلاحظ نفسك والتعليم، لأن كل انسان يعرف مضرّة قلبه، والعاصف يُعصف فيك وفي العالم. ولكن لا تخفْ لأن قائدك في السفينة لا ينام، وسيَعبر بك وبالسفينة وبالأبرشية إلى ميناء الأمان، فتحلّى بالصبر، فالصبر مفتاح الفرج. فاذهب، اذهب والتمس وجه المسيح في كل وجه، لأن المسيح الكلمة والانسان هو في كل انسان، اذهب فالعالم رعيتك. 

 

وللزوجة الغالية شيرين. عندما وضعت ثقتك بالكنيسة وأبديت موافقتك أمامها ليكون زوجة كاهنًا على مذابح الأبرشية، أصبحت أنت أيضاً في هذه النعمة المقدسة التي فيها خدمة النفوس، لتكوني على مثال النسوة القديسات اللواتي تبعن يسوع في الجليل وخدمنّ معه، فأصبحن مبشرات لهذه المحبة ولهذا العطاء. أرفع صلاتي لأجلك ليعطيك الرب الإله هذه الحكمة والنور فتكوني على مثال النسوة وأولهنَّ العذراء مريم التي ضحّت وسهرت وخدمت دون كللٍ ولا ملل. 

وأقول للأهل الأحباء ولهذا الحضور المبارك، أفرحوا اليوم معي "لأن الله افتقد شعبه" بأمل جديد نرجوه خيرًا لكم ولهذه الابرشية العزيزة، فيكون هذا الكاهن الماثل أمامكم وأمام الله، رساله محبة وسلام وعطاء على مثال من دعاه، المسيح له المجد، آمين. 

ألف ألف مبروك

 

+ يوسف

رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل

للروم الملكيين الكاثوليك