أنت هنا

تاريخ النشر: 
السبت, مايو 23, 2020 - 10:27
 
 
سياد المطران يوسف متى يحتفل بالصعود في كاتدرائية مار إلياس في حيفا
 
احتفل سيادة المطران يوسف متى رئيس أبرشية الملكيين الكاثوليك في الجليل، بقداس الصعود في كاتدرائية مار إلياس للملكيين الكاثوليك في حيفا، وعاونه قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى، والأب رامي حجار. 
وقال سيادة المطران متى في عظته: ينهي السيد المسيح هذه المسيرة الخلاصية، بصعوده إلى السماء تاركا هذا الفرح في قلوب تلاميذه، ولماذا هذا الفرح؟ أولا لأنه حقق هذا الوعد، وعد الخلاص بقيامته من بين الأموات، الوعد الذي كان لآدم وحواء، وها هو السيد المسيح يموت عن خطايانا ويلقي برئيس هذا العالم خارجا. وهذا الفرح لأن التلاميذ كانوا على ثقة بأن وعد الروح القدس سيتم. فقد قال السيد المسيح خير لكم أن أنطلق لأني إن لم أنطلق لن يأتيكم المعزي. هذه الثقة كانت عند التلاميذ لن السيد المسيح حقق كل ما وعد به. وعندما قال لهم لن أدعكم يتامى، سأرسل لكم معزّيا آخر، الروح القدس الذي من الآب. فصعود السيد المسيح إلى السماوات هو لكي يفتح مرحلة جديدة في حياتنا المسيحية الإيمانية، مرحلة تعطينا نحن أيضا المؤمنين بقيامته، ومبشرين بهذه القيامة، لأن روح الله الذي سينزل على التلاميذ وعلينا نحن أيضا، هو ذاك الروح الذي سيعلمنا ويرشدنا ويذكرنا بكل ما قاله يسوع. 
وأضاف سيادته، لذلك يرتبط عيد الصعود ارتباطا وثيقا بالقيامة. لأن هذا تأكيد قيامته إذ وقف في وسطهم، وأراهم يديه وجنبه، أراهم آثار الخلاص الذي تم بواسطة الصليب والآلام. ولكي يؤكد مرة أخرى قال، أعطوني لآكل، فهو نفسه، الذي تجسد عاش، تألم مات، وهو نفسه الذي قام من بين الأموات. لأنه قال لهم إنه سيتألم ويصلب ولكنه يقوم من بين الأموات. 
فصعود السيد المسيح هو تأكيد على هويته وأنه هو المخلص وابن الله، وكلمة الله المتجسد، ولكن هو أكثر من ذلك هو الله نفسُه، الذي لأجل محبته صار إنسانا، هو نفس الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، هو نفس الله الذي أخذ صورة عبد صائرا شبه البشر. هذا الصعود هو طريق وبداية مسيرة كل إنسان، وبالتالي يفتح لنا السيد المسيح من جديد باب الخلاص وباب السماء. لكي نعود نحن أيضا إلى تلك الحياة التي كانت لآدم قبل وقوعه في الخطيئة. 
السيد المسيح الذي هو آدم الجديد يصعد كإله وكإنسان في آن معا، ويجلس على عرش المجد مع الله والروح القدس. كيف يمكن لطبيعة إنسانية أن تكون موجودة في السماء؟ نعم، هذا هو مفتاح الإيمان الذي يعطينا إياه يسوع عندما يقول لتلاميذه: أنا ذاهب لأعد لكم مكانا، من خلال طبيعته البشرية التي أخذها من مريم العذراء وصعد بها إلى السماء. هذا هو الإله الكامل والإنسان الكامل. 
ومضى سيادة المطران متى يقول، هذا الروح الذي سيحلّ على التلاميذ، حصل عليه كل واحد منا بالمعمودية باسم يسوع المسيح. حتى وإن صعد يسوع إلى السماء فهو حاضر في سر الجسد. يسوع حاضر معنا بالروح القدس الذي وهبه لتلاميذه عندما نفخ فيهم من روحه، وهو حاضر معنا ولن يدعنا يتامى، لأنه قال أنا معكم حتى انقضاء الدهر.