أنت هنا

تاريخ النشر: 
الاثنين, يناير 3, 2022 - 19:31
 
ترأس سيادة المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، للملكيين الكاثوليك، القداس الالهي بمناسبة رأس السنة الجديدة 2022، وبعيد ختان المخلص. وذلك في كاتدرائية مار إلياس للملكيين الكاثوليك في حيفا وعاونه قدس الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى الرئيس الروحي لرعية مار إلياس في حيفا، وكاهن الرعية الأب رامي حجار والإيكونيموس إميل روحانا وبحضور الأب مكاريوس جريس.
وقال سيادة المطران متى في عظته: 
نعمةٌ لكم وسلامٌ من الله أبينا، والرَّبِّ يسوع المسيح. (1 كور: 1).
"الكلمةُ صار بشرًا وسكن بيننا، فرأينا مجدَه". إنه نشيدُ الميلاد، ونشيدُ السنةِ الجديدةِ، ونشيدُ الفصحِ المجيدِ المبارك. به نؤكدُ ايمانَنا بالمسيحِ المولودِ في مغارة، المولودِ تحتَ الناموس، لننالَ التبني بالقيامةِ، التي بها رفعَنا وأسكننَا من جديدٍ في صورةِ اللهِ التي أصلاً خلقَنا فيها، كبشرٍ، غيرِ متميزين، وغيرِ مختلفين، لأن اللهَ واحدٌ، أبٌ واحدٌ للجميع. 
وعيدُ رأسِ السنةِ، عيدُ ختانِ السيدِ المسيحِ بحسبِ الشريعةِ، هو ميلادُ الإنسانِ المؤمنِ باللهِ، لنكونَ على مثالِهِ في هذا العطاءِ والمحبةِ والمشاركةِ والعدلِ، كلٌ في موقعِهِ، وفي مسؤوليتِه، وذلك لأجلِ تحقيقِ السلامِ والأمانِ فينا وفي العالمِ أجمع. 
عيدُ رأسِ السنةِ، هو عيدُ السلامِ العالميّ. سلامِ اللهِ مع البشر، سلامِ الإنسانِ مع أخيه الانسانِ، أنه يومُ المصالحةِ العامةِ، فيه نراجعُ أنفسَنا، ونقفُ أمامَ مِرآة ضميرِنا، ونطلبُ.... نطلبُ السلامَ في حياتِنا وعائلاتِنا ومجتمعِنا وعالمِنا الذي يتخبطُ بين وباءٍ وأزماتٍ اقتصاديةٍ وبيئيةٍ صعبة. 
ومضى سيادته يقول: وإذ نحن في ميلادٍ جديدٍ وسنةٍ جديدةٍ في هذه الأبرشيةِ المحبوبةِ من الربِ، والتي تعملُ جاهدةً لخيرِ المؤمنِ في هذا الجليلِ المقدّس، نبدأُ هذه السنة بمشاريعَ متعددةٍ، مثلا: 
- تكريسُ مبانٍ للصلاةِ ومبانٍ للعملِ الرعويِ والتربويِ أيضًا في أكثرَ من عشرِ رعايا جليليةٍ وعددٍ من مدارسنا.
- نختمُ هذه السنةَ بوجوهٍ جديدةٍ من الإكليريكيين الذين يتحضّرون ليكونوا خدَمَةَ المسيحِ على مذابحِ هذه الأبرشيةِ الجليليةِ، من متزوجين وغير متزوجين.
- نبدأ هذه السنة بتدشين كنيسةٍ جديدةٍ وتكريس أخرى بعدَ ترميمها.
- نبدأ بابتكارِ مشاريعَ تعودُ بالعملِ والمنفعةِ على بعضِ عائلاتِ هذا الجليل. 
- ترتيبَ شبهِ كاملٍ للرعايا من حيث المجالسِ الرعويةِ الجديدةِ، على أن التغييرَ وإن كان صعبًا، فهو حاصلٌ لا محالة.
- بدأنا بضمّ راهباتٍ إلى الرعايا لخدمةِ الكنيسةِ والمؤمنين. وإن شاء الله إلى المزيد، والخير لقدام.
أما على صعيدِ الرعايةِ، فنحن اليوم في محطةٍ إيمانيةٍ قويةٍ في مسيرةِ السينودوس المقدّسِ، الذي أعلنَه قداسةُ البابا مشكورًا من أجل تجديدِ الكنيسةِ عامة، ليس فقط في أرضِنا المقدسةِ المتألمةِ، بل أيضًا في شرقِنا والعالمِ أجمع. 
ففي هذه المسيرةِ الإيمانيةِ نقفُ أمامَكم ونلتقي بكم لنسمعَ صوتَكم ونعملَ معًا ليصلَ هذا الصوتُ الى رأسِ الكنيسةِ. نريدُ أن نسمعَ ما تقولون عن الكنيسةِ وخِدمتِها. عن رِعايتها ورُعاتِها. نريدُ أن نسمعَ عمّا يسكُنُ قلوبَكم وأفكارَكم من أجل البنيانِ والتغييرِ للأفضل. 
ومن هنا، فإننا في هذا المضمارِ سنلتقي معًا مرّاتٍ عديدةٍ في رعاياكم، في كنائسِكم بكافةِ الجماعاتِ المسيحيةِ في رعايانا المباركة. ولننفتح أمام بعضِنا بعضًا بالمحبةِ والمشاركةِ الأخويةِ، ونتبادلَ معكم ومع جميع أطيافِ هذه الأبرشيةِ المباركةِ، من أفرادٍ ومؤسساتٍ دينية، رعويةٍ ومدنيةٍ لكي نقول لكم: إننا هنا منكم، ومعكم، ولأجل الجميع. 
وأضاف سيادة المطران متى قوله: تألّمنا كلنا في السنة الماضية والتي سبقتها، بسبب هذه الجائحة التي غيّرت العديد من أولوياتنا وسلوكياتنا، كما غيّرت بعضَ مفاهيمِ حياتِنا. فأتمنى أننا تعلمنا واستفدنا من هذه التجربةِ المؤلمةِ، والتي كانت درسًا قاسيًا لنا. نكررُ ونشدّدُ مرةً أخرى على الحفاظ على الحياةِ من خلال الالتزامِ بالتعليماتِ الصحّيةِ ذات المصدر الموثوقِ فقط، لأننا مسؤولون ومجنّدون جميعًا للحفاظ على صحتِنا وصحةِ أعزائِنا.
زاد ألمُنا عندما كنا نصلي في كنيسةٍ فارغةٍ. عندما فارقَنا أخٌ عزيزٌ علينا ولم نستطع أن نودّعه. تألمنا عندما فقدنا شبابًا واعدين من جرّاءِ آفةٍ بغيضةٍ من أعمالِ العنفِ والقتلِ والانتقامِ، التي سلبَت منا العديد من أحبائنا. ولكن....
نحن اليوم، ومع بدايةِ هذه السنةِ، ننظرُ الأملَ الجديدَ بالمسيحِ الذي قال: لا تخافوا أنا معكم. ننظر معكم الانفراج في الحياةِ اليوميةِ التي نريدُها آمنةً للجميعِ وعلى كافةِ الأصعدةِ. 
هذه الرِّسالةُ المُذاعةُ اليومَ، عبرَ أثيرِ راديو مكان وسائرِ وسائلِ الإعلامِ، مشكورين سلفًا، هي فرصةٌ فريدة سعيدة، أخاطبكم فيها من جديد، وفي المقدمةِ أنتم أخوتي، أبناءُ الأبرشيةِ العكاوية. أنتم أبناءُ الجليلِ المقدّسِ، أبناءُ ومواطنو هذه الدولة. ومن خلالِكم أخاطبُ كلَ أصدقائِنا، في الداخلِ والخارجِ.
أتوجه أولا لأخوتي الكهنة، والمشاركين معي في رعايةِ هذه الأبرشيةِ. تربطني بهم علاقةٌ أبویَّةٌ وأخوية، فأنا واحدٌ منهم، أُفكِّر بهم، وبعملهِم وبرسالتهِم. إننا نحاول معًا الوصولَ إلى أفضلِ طريقٍ للعملِ معًا والخدمةِ التي لا تعرفُ الحدود، شاكرًا إياهم على الخدمةِ التي لا زالوا يقدمونَها، خصوصًا أنهم في خط العمل الأول. 
وأعودُ من جديدٍ لأشدد على أني أحملُكم دومًا أخوتي الكهنة، في قلبي وفكري وصلاتي، خاصَّةً في كل احتفالٍ ليترجي أقدّمُهُ لأجلِ مجدِ الله، لأن الأمانةَ للمسيحِ هي قوةُ الكاهنِ. وسنعملُ معًا جاهدين لكي نعيدَ الكرامةَ للكاهنِ في خدمتِهِ الرعويةِ، وهي الأهمُّ، ومن ثَمّ احتياجاتُه الحياتية واليومية. ونعلّي شأنَ أبرشيتِنا من جديدٍ لتبقى منارةً تقودُنا إلى برِّ الأمانِ في المسيح.
ودعا سيادته المؤمنين إلى المشاركة بمزيد من العمل بقوله: من موقعِ مسؤوليتنا ندعوكم، أنتم أيها العَلمانيون، إلى مشاركتِنا بمزيدٍ من العملِ والخدمةِ لأجلِ خلاصِ النفوسِ في الرعايا، وفي أماكنِ عملِكم لتظهرَ صورةُ المسيحِ في رسالتِكم الدينيةِ والدنيوية. لذلك نريدكم معاونين غيورين، تحملون مع الكهنة وبإرشادهم، أعباءَ رسالةِ البشارةِ، والتنظيمِ والإدارة، ومختلف الخدماتِ التي تحتاجها الرعية. 
وأكّد سيادة راعي الأبرشية على أننا اليوم بأمسِّ الحاجةِ إليكم أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى. بحاجة إلى قديسين يعملون معنا جنبًا إلى جنب: من عَلمانيين أمناءَ نشطاءَ، ذوي كفاءاتٍ عالية، رجالِ أعمالٍ، رجالِ سياسةٍ، أساتذةٍ جامعيين، موظفين وعاملين، كلِّ ذي نفوذٍ في المجتمع، وذي فطنةٍ ودرايةٍ وحكمة، لننهض كلنا كجنودٍ أمامَ تحدياتِ هذا العصرِ، ونُحرزَ قَصبَ السَبقِ في معاركِ بقائنا ووجودنا هنا. فلنتعاون كلُنا في رفعِ شأنِ أبرشيتِنا ومجتمَعِنا كلِه. 
نحن بحاجةٍ إلى الشَّبابِ، وإلى كل من يتحلّى بشبابٍ دائم في محبَّةِ المسيح، وإعلان تعاليمه المقدَّسةِ وإظهارِ محبَّته للبشر ومجدِه السماوي. فالشباب ليسوا مستقبلَ الكنيسةِ فحسْب!! بل إنهم حاضرُها ومستقبلُها واستمرارُها من خلالِ عملِ الروحِ القدسِ في النفوسِ. وبالرغم من المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه اليوم، فإن التقنيات الحديثة ألهت كثيرًا منا، وخصوصًا الشباب فأبعدَتهم عن الروحانياتِ والصلواتِ والتعبّد، نشدّدُ ونقول: "إننا بحاجة إلى هذه القدراتِ الشبابيةِ في كنائسِنا". وما أجملَها من مواقف، عشتُها شخصيًا مع الشبابِ في فترةِ الأعيادِ المجيدةِ، ورأيتُ فيهم مسيحًا آخر يشرقُ في وجوههم ويولدُ في عملِهم في بيوتِ اللهِ، وظهرَت ثمارُ روحِهِ في النفوس. هؤلاء بالتزامِهم برعاياهم مع كاهنِهم وعائلاتِهم، هم استمرارُ الإيمانِ الموروثِ عبرَ السنين، ليجعلوهُ حيًا مُعاشًا في حياتِهم أولا، ثم مع الآخرين. نعم إنهم يجددون فينا روحَ الشباب ويبعثون فينا همّة الرجال. إننا نفكر بكم، وفي التنشئةِ اللازمةِ الملقاةِ على عاتقِ مسؤولِ الشبيبةِ الجديد، لتُصبحوا رُسلَ العهدِ الجديدِ في هذه الأرضِ المقدّسةِ. وإنني أرى في الشبيبةِ الجامعيةِ غَيرةَ بولسَ على كنيستِهِ وعلى تقليدِ الآباءِ، فأدعوكم لمرافقتي في هذه المسيرةِ السينودوسيةِ كقادةٍ في كنيستكم، جامعتِكم، رعيتِكم.
نحن بحاجة الى جعلِ عائلاتنا كنيسةً صغيرةً يُزرَعُ فيها الإيمانُ. فالعائلةُ هي النواةُ التي فيها تنشأُ الدعوةُ أيضًا، هي الرحمُ الذي يتغذى فيه الطفلُ من إيمانِ والديه، لينموَ في محبةِ وشخصِ المسيحِ. فالأعيادُ هي فرحُ اللقاءِ العائلي حولَ السيدِ المسيحِ. هي اللمّةُ حولَ مائدةِ المحبةِ، بعدَ تعبِ العملِ الشاقِّ وعناءِ السفرِ الطويل.
بالإضافة إلى اللقاءاتِ الموسمّيةِ في السينودوس نجتمعُ بكم في الأبرشيةِ، من خلالِ نشاطِ لجنةِ العائلةِ الجديدةِ التي جدّدت نشاطَها بعد هذه الجائحة، لنكّونَ معّا عائلةَ المسيحِ الحقيقيةِ، فنبلغَ المحبةَ القصوى، التي نعيشُ فيها مع الله، والله يعيشُ فينا، لأن اللهَ محبةٌ. 
وتطرّق سيادة المطران إلى العملية التربوية في مدارس الأبرشية بالقول: من هنا، فالتربيةُ في العائلةِ تكتملُ بوجودِ رؤيةٍ واضحةٍ للتربيةِ على الأخلاقِ المسيحيةِ والتربيةِ الإنسانيةِ في مدارسِنا، هذه المدارس هي لؤلؤةُ أبرشيتِنا. فواجبٌ علينا أن نعيدَ إليها لمعانَها البرّاقِ، ليعُمَّ نورُها الأبرشيةَ قاطبةً، عن طريقِ برنامجِ عملٍ واضحٍ مرتكزٍ على خبرةِ لجنةِ اختصاصيين. فكم من أبناء هذا المجتمع يعتزّون بأنهم تخرجوا من مدارسِنا. واليوم في هذه النهضةِ العمرانيةِ والتربويةِ الحاصلةِ في مدارسِنا، نؤكدُ أهميةَ المدرسةِ ودورِها في تربيةِ النشءِ الجديدٍ، بتعاونِنا مع كافةِ المؤسساتِ لتعودَ الفائدةُ على مدارسِنا وطلابِنا في كل المجالات، ونرفعُ صوتَنا مطالبين بحقِنا في الميزانياتِ والمساعداتِ والمنحِ لتطبيقِ البرامجِ التعليميةِ أسوةً بباقي المؤسسات الأخرى في البلاد. 
ولفت سيادته إلى أن كنيستَنا لن تتراجعَ عن دورِها الاجتماعيّ والديني، فأبوابُ القيمِ، والتسامحِ والتعاملِ مفتوحةٌ على مصراعَيها، وقد اثبتْنا ذلك باللقاءاتِ المتبادَلةِ التي جرت بجوٍ من التآلفِ والتآخي مع العديدِ من أبناءِ الدياناتِ الأخرى الموحِدَة، وحتى مع مسؤولي الوزاراتِ المختلفة. وسنبقَى أوفياءَ لتاريخِنا العريقِ الذي يجمعنا بهم. وسنعملُ معًا على رفعِ شأنِ الانسانِ، أيًا كان، فهو خليقةُ اللهِ الحسنةِ جدًّا. 
لا نستطيعُ أن نغيّبَ كنيسةَ الجليلِ العربيةِ الأنطاكيةِ التي انتمتْ وتنتمي للشعبِ العربيّ هنا في هذه البلاد. فهي مستمرةٌ في المطالبةِ بإرساءِ العدلِ والسلامِ والاستقرارِ لكل أبناء هذا الشعب، في الداخلِ والخارجِ. وإننا نشدُّ على أيدي رجال السلامِ وذوي الإرادةِ الصالحةِ في هذه البلادِ، من أجلِ تقريبِ القلوبِ واحقاقِ العدالةِ للجميع. ونرفعُ الدعاءَ إلى اللهِ، لكي ينعمَ كلُ إنسانٍ بالعيشِ الكريمِ في حريةٍ وكرامةٍ أسوةً بباقي الشعوب الحرّة في العالمِ.
علينا أيها الأخوة، أن نتكاتفَ جميعُنا، في التصدّي لكلِ الآفاتِ والفتنِ التي تعترضنا، وسوفَ تقفُ كنيستُنا جنبًا إلى جنبٍ مع إخوتِها الكنائسِ، وأبناءِ الدياناتِ الأخرى، ومع مؤسساتِ هذه الدولة، للتعاون المشترك الفاعل، من أجل تجاوز العقبات والمصاعب لما فيه خيرُ كلِ المواطنين في هذه البلاد الحبيبة. 
واختتم بالدعاء إلى اللهِ بصلواتِ أمِّ النورِ وجميعِ القديسين، أن تنشأ علاقاتٌ أساسُها المسيح.. فقط المسيح، وليس أي شخصٍ آخر. علاقات سويةٌ بين الأسقفِ والكاهنِ، بين الكاهنِ وأخيهِ الكاهنِ، بين الكاهنِ وجميع أبناءِ وبناتِ الرَّعية. ولتكن العلاقةُ مستوحاةً أيضا، من التَّحية في القداسِ الإلهي، إذ نعلنُ قائلين: "المسيح فيما بيننا، كائنٌ وسيكون".
نشدّ على أيدي مؤمنينا، وندعوهم على تلبية نداءَ يسوع، وأن یلتزموا في الخدمةِ والتَّطوُّعِ. نقولُ لهم أن هذه الأبرشيةَ بحاجةٍ إليكم. كنيستكم اليومَ بحاجةٍ إليكم وتدعوكُم لتكونوا وأسقفكم، لنسير معًا نحو الولادةِ الجديدةِ لهذه الأبرشيةِ، ونتممَ عملَ الخلاصِ الذي بدأه المسيحُ المولودُ في مغارةِ بيتَ لحم لأجلِنا جميعًا.
وقبلَ البركةِ الختاميةِ، نهنئ بالأعيادِ المجيدةِ ورأسِ السنةِ جميع الذين نشتركُ معهم في النِّعمةِ العظيمة، نعمةِ الكهنوت المقدَّسِ: أولاً، قداسةَ الحبرِ الأعظمِ، البابا فرنسيس، وغبطةَ أبينا البطريرك يوسف، وإخوتَنا البطاركةَ والأساقفةَ الذين نرتبطُ بهم بالشركةِ الكنسيةِ، هنا وفي العالم أجمع..
نتقدمُ بخالصِ الأمنياتِ لأبنائِنا وأخوتِنا، الكهنة والشمامسةِ، لكي يتّخذَ الكاهنُ هذه السنة مرتبةً "أعظمَ من الملائكة"، نُقدِّم التَّهاني إلى زوجاتِ الكهنة والشمامسةِ، وخاصةً الآباءَ والأمَّهات منهم الذين قدَّموا ويقدمون اولادهم لخدمةِ الكهنوت المقدّسِ. وليكن هذا العامُ مناسبةً لكي نتقدَّسَ كما تدعونا صلواتُنا: تقدَّسوا یا حاملي آنية الرَّبّ، "كونوا قدِّيسين لأنِّي أنا قدُّوس". (1 بطرس 16:1). 
لا بدّ من أن أشكرَ اللهَ أولاً على أنه جمعَنا بكم في المحبةِ مع بدايةِ هذه السنةِ الجديدةِ، عساها تكونُ محمّلةً بالخيرِ والأمنِ والأمانِ للجميعِ.
أشكرُ هذه الرعيةَ وهذا الحضورَ، والمستمعين إخوتَنا جميعًا، هنا في الجليلِ والقدسِ وفلسطين، وفي الدول المجاورة لنا.
أشكر هذا المِنبرَ الذي أتاحَ لنا هذه المعايدةَ، راديو مكان، والقيمين عليه والعاملين فيه. والمرافق لنا دومًا عبر الأثير نايف خوري.
أشكر كل المؤسساتِ العاملةِ في الأبرشيةِ، من مدارسَ ومجالسَ رعويةٍ وكشافاتٍ وجوقاتٍ ومجموعاتِ صلاةٍ، رهبانٍ وراهباتٍ ومكرسين. أشكر أخوتي ممثلي الكنائس الحاضرين، ومن خلالهم أعايدُ جميعَ البطاركةِ والأساقفةِ الموقرين، وجميعَ الأخوةِ من كلِ الكنائسِ والجماعاتِ المسيحيةِ الأخرى هنا في الأرضِ المقدّسةِ وفي العالم. أشكر كلَ المواقعِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعي الحاضرةِ معنا، والتي ساهمت في الايامِ الأخيرةِ ببثِ فرحِ الميلادِ لنا وللعالم. أشكركم جميعًا، واعذروني إن نسيتُ أحدًا. 
وإذ نستوحي هذه التحيةَ الختاميةَ من أسلافِنا، فإنه وبحسبِ تقليدنا الشَّرقي لا يمكننا أن ننهي صلاةً أو نشيدا، إلاّ ويكون لمريم العذراءِ ذكـرٌ وطلبُ شفاعةٍ وبركة. هي أمُّ الكهنة، أمُ المؤمنين، أمُ الكنيسة، مربّية نفوسِ القدِّيسين. فالسَّلامُ عليك یا من أظهرت المسيح الرَّبَّ المحبَّ البشر. 
مع محبتي ودعائي للجميع. وكل عام وأنتم بخير.
ثم تقبّل سيادة المطران متى التهاني بالعيد من المؤمنين الذين حضروا القداس.