أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, فبراير 12, 2023 - 22:59
عقد في حيفا مؤتمر الحوار بين الأديان بمبادرة المعهد العربي اليهودي بيت بيرل، وتحت رعاية ومشاركة عدد من رؤساء الأديان في البلاد، المسيحية والإسلامية والدرزية واليهودية، إيناس دميري، سفيرة كوسوفو في إسرائيل، وبمشاركة مدير المحاكم الشرعية القاضي الدكتور إياد زحالقة، الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الحاخام إيتاي مور يوسف، رئيس قسم التدريس في الكلية الأكاديمية حمدت، الأمير محمد شريف عودة رئيس الطائفة الإسلامية الأحمدية في إسرائيل، سيادة المطران يوسف متى، رئيس طائفة الروم الكاثوليك في إسرائيل الذي قال:
اجتمعنا اليوم، كرؤساء ديانات وقادة روحيين، وكذلك قادة من جميع مناحي المجتمع
الإسرائيلي، لنصرخ من القلب، ضد كل ما يحدث حتى يومنا هذا في بلادنا. ويعرف الجميع عما نتحدث: موضوع العنف، التصعيد في حوادث الانتحار والحمائية، أو الخاوة، والكراهية غير المبررة، والتحريض بين الشعبين، وبين أبناء ذات البلاد، كأننا على وشك حرب أهلية. 
وأضاف: إن هذا الشيء يكلف الناس حياتها ويؤذي المواطنين بغض النظر عن هويتهم وانتمائهم. لذا، وبصفتي رئيس أكبر كنيسة في البلاد، لا يمكنني رؤية أبنائنا يغادرون إلى المهجر بسبب هذا الوضع الصعب والمتدهور سواء كان ذلك أمنيًا، اقتصاديا أو كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية. ولم يعد يمكننا الصمت إزاء صراخ وآلام أولادنا.
وأشار سيادته إلى أننا نعيش اليوم جميعًا في أوقات أصبحت فيها الحياة والقيم المشتركة أكثر هشاشة من أي وقت مضى. ولا يزال الخطر يحوم ويهدد استقرار وأمن المواطنين في جميع الفئات والمناطق في البلاد. 
وخلص إلى القول: عملا بمنطلق واجبنا وإيماننا وبدافع المسؤولية، كقادة روحيين وسياسيين، ينبغي أن يهمنا هذا الأمر، يجب أن نهتم، بالحياة وبالقيم الدينية. بالألم الذي يعصف داخل القلوب، بعد ذلك، يجب أن نبدأ في إصلاح علاقتنا. معا، كل واحد بحسب إمكانياته.
وإننا ندعو الجميع، ختم سيادة المطران متى، إلى التحلي بالصبر والتصدي فورا لجميع أنواع العنف والتحريض والاعتداء، الذي يسلبنا الأمل. فالانتقام والعنف الوجودي، من جميع الجهات، يعتبر أكثر صعوبة من العنف نفسه.
فنناشدكم، جميع الموجودين هنا وكل ذي ضمير أن نسعى من أجل السلام، لنعود إلى طريق الحوار واللقاء بين الأشقاء. ودون علاقات صداقة معًا، لن يتحقق مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة. لأننا بشر على صورة الخالق تبارك وتمجد.
وأجمع المشاركون على أهمية تنظيم مثل هذه الحوارات، التي من شانها رفع مستويات التقارب والتفاهم بين بني البشر على اختلاف انتماءاتهم الدينية. ففي نهاية المطاف كل دين في جذوره وأصوله يدعو إلى محبة الاخر، إلى التسامح، ونبذ الكراهية، فكل ابناء هذه الديانات المختلفة هم أبناء الله، الله الذي خلق البشرية وما حولها.
ثم عقدت حوارات حول طاولة مستديرة، تم فيها النقاش حول آليات وسبل التفاهم وتعميق الحوار، لأن لغة الحوار، المباشر وغير المباشر، واللقاءات الحميمة، وإن كثرت وتعممت فمن شأنها أن تغير الواقع المر الذي نعيشه. والتأكيد على حاجة المجتمع إلى تغيير جذري في الأفكار والاتجاهات بل والأعمال.