أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, أبريل 5, 2022 - 09:55

اعلام المطرانية
دعت الرئاسة الروحية لمطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في إسرائيل، إلى التّسامح ووقف العنف. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الروحية:
مع حلول فصل الرّبيع، حيث تتلاقى في هذا العام المميّز، مواعيد الاحتفالات بالأعياد الهامّة لدى أبناء كافّة الطّوائف والأديان في هذه البلاد يهودًا، مسلمين، دروزًا، مسيحيّين، أحمديّين وبهائيّين، نجِد أنفسنا مجدّدًا، وبمنتهى الأسف والألم، نواجه ممارسات العنف وشلالات الدماء والقتل على خلفيات متعددة.
ونحن، كرئيس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وبالتعاون الكامل مع الرئاسات الرّوحية لمختلف الطّوائف والأديان في البلاد، وفي هذه الساعة العصيبة، نقدّم تعازينا لعائلات الضحايا، ونتمنّى الشفاء لجميع المصابين والمرضى، ونضمّ صوتنا معًا مناشدين الجميع التّحلّي بضبط النّفس والتّسامح، والاحترام المتبادَل والسّلام والمصالحة.
إن هذه الأجواء المشحونة بالتوتّر، والتصعيد دون شكّ، تحتّم علينا جميعًا كسكّان ومواطني هذه الدّولة، أن نوحّد القوى من أجل العمل سويًّا، كلٌّ من موقعه ومسؤوليّته وتأثيره، من أجل حقن الدماء وتهدئة النفوس والقلوب. وندعو الجميع إلى الإصغاء لأصوات السلام والأُخوّة، ومحبّة الإنسان واحترام كرامته. وإننا نؤكد دعوتنا للحفاظ على كافّة الجماعات والفئات، على اختلافاتها، كما الحفاظ على الخصوصيّة والتّمايز الدّينيّ والثّقافيّ، وعدم الانجرار وراء مواقف معادية للآخَر، أو وراء أيّ شكل من أشكال العنف والقتل الّذي من شأنه أن يُلحق الضّرر بالآخر، بكرامته وحرّيّته وكينونته.
لا بدّ أن ندرك التّداعيات المقلقة والمترتّبة على كلّ فعل عنف، لما سيؤدّي إليه من تردّدات وموجات عنيفة من الجهة المقابلة، وعلينا أن نعي دورنا والمسؤولية التي تقع على كاهِل كلّ منّا في تحمّل النّتائج المؤلمة المتوقّعة، فالعنف والارهاب لا يميّزان بين إنسان وآخر، وبين ديانة وأخرى.
وإذ نستنكر ونشجب أعمال العنف بأشكالها وأساليبها المتعددة، نهيب بجميع القيادات والهيئات الرسمية والشعبية العاملة في البلاد، محليًّا وقطريًّا، للتعاضد معا، والتكاتف في وقفة واحدة وموحّدةٍ، علنية وصريحة ضدّ العنف والإرهاب بأنواعه وتسمياته، وأن نوقف التسارع في الانحدار نحو دائرة العنف التي لا تنتهي بل تقودنا نحو المخاطر والشرور. لأنّ اختيار طريق السّلام والتّفاهم وضبط النّفس هو الذي سيأتي بثمار الخير وحسن العيش مع الآخَر، وبالتالي يسود المجتمع بأكمله. ومن شأنه أن يعطينا الدافع لأن نبحث عن سبل العيش المشترك والمحافظة على النسيج الاجتماعي، مع تأكيدنا على أن تحقيق الهويّة الأصيلة لكلّ سكّان هذه البلاد مع اختلافاتهم، يتمّ عن طريق التّسامح والاحترام المتبادَل.
مع محبّتي،
المطران يوسف متّى
الرّئيس الرّوحيّ لطائفة الرّوم الكاثوليك في الجليل