أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, أبريل 14, 2020 - 19:48

 

المسيح قام حقاً قام!

يسعدنا ان  نتوجه إليكم  احباءنا متابعي  الموقع الكرام برسالة فصحية نضمّنها بتحية المحبة والشركة معكم أجمعين، وأن ننقل إليكم أطيب التهاني القلبية في زمن القيامة "المسيح قام، حقا قام"  

لقد رجفت الأرض وهاج قلبها وقفزت أعماقها وأساساتها تهشّمت لأنّ سيّد السماء صعد من الجحيم بقيامته وبقدرة لاهوته وأمات الموت، فبقيامته قبضَ على الموت الذي كان يسود على بني البشر قبل صلبه وموته وقيامته، والأمر الذي كان مرعبًا لبني البشر أصبح بقيامته حياة ورجاء لكل المؤمنين باسمه.

بقيامة السيد المسيح نلنا حياة جديدة يوم أن أظلمت الخطيئة وسادت على حياة البشر، ففي اليوم الذي به قام الربّ من بين الأموات وهزم الموت بموته دخلنا في علاقة جديدة مع السماء، وأكثر بكثير من ذلك فالمرأة التي جُربّت تجربة مميتة مع إبليس، تمتّعت الآن مع كلام الملاك الجالس على اليمين ككونه معلمًا للإيمان واللابس حلة بيضاء أفاض عليها بشرى القيامة.   

أجل، توهّم الجميع بأن القبر ابتلع انسانا ميّتا، ولكن تبيّن بعد ذلك كبر هذا الوهم إذ أن المسيح غلب الموت، فتحوّل إلى قبر الخلاص، وأصبح موطنًا لإعطاء الحياة. ومنحنا بهاء يدلّ على جمال وعربون قيامتنا، لأن الذين يقومون في المسيح سوف يتغيَّرون إلى مجد المسيح.

أحبّاءنا  في الرب، لا يخفى عليكم أن العالم يواجه، في الزمن الحاضر، أزمة مرض الكورونا  الذي بات يعتبر وباء يتفشى وينتشر، وأصبح العالم قلقًا حيال هذه الأزمة، وفي هذه الفترة العصيبة لقد راودتني خاطرة روحية وهي أنّ هذه  الكلمة (أي كورونا) التي تعني "التاج" والتاج مرادف لكلمة الإكليل وهو الذي يوضع على رأس الملك، والمسيح هو الملك الذي وُضِع على رأسه إكليل من شوك والذي جعلنا أبناء له وملوكًا معه، وهذا  الفيروس في شكله يشبه إكليل الشوك يذكّرنا بالإكليل الذي وضع قديمًا على رأس السيد المسيح الذي وحده حمل الخطايا البشرية جمعاء، كي نختبر معنى الألم في درب القيامة التي هي فرح المسيحيين ورجاؤهم. 

دعونا نعيش  فرح الفصح ونهتف  نحو السيد قائلين يا ربنا  القائم من بين الموت الغالب على الخطيئة والشرّ، إجذبنا إليكَ وحوّل أيامنا نشيد سرور  وتراتيل سعادة على مذبحك المقدّس وفي بيوتنا .

  بل يشعر في كراهية للحياة والإحجام عن التواصل مع مَنْ فيها، لذلك أدعوه أن يعيش فرح قيامة الرب الذي يحمل لأرواحنا كل سلام وبركة وتجديد وسيجعلنا نعيش السلام الداخلي الذي بدوره سينقلنا لحالة تعطينا الاطمئنان النفسي رغم ما يحيط بنا من قلق وعدم الرضا.

وختاما، نصلي من اجلكم  وعائلاتكم في هذا الزمن الفصحي المبارك، وأتمنى لكم أجمعين كل سعادة وهناء، وكل عام وأنتم بألف خير. "المسيح قام، حقا قام".

عن ادراة الموقع  

الاب ميشيل طعمة