أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, أبريل 26, 2020 - 21:03
 

اللقاء الرابع لسيادة المطران يوسف متى في راديو مريم الناصرة

تأملات روحية في زمن الخمسين

 
 
 تابع سيادة المطران يوسف متى مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل حديثه في راديو مريم الناصرة، مع الزميل نبيل أبو نقولا. 
وقال سيادته ما يتعلق بأحد حاملات الطيب، وهو الأحد الثالث بعد الفصح، نذكر فيه النسوة اللواتي جئن باكرا إلى قبر السيد المسيح، وهؤلاء لهن علاقة مباشرة مع يسوع من خلال خدمة الكلمة والموائد. وفي الوقت نفسه نذكر يوسف الذي من الرامة أو الرام في القدس، ونيقوديموس، الذي أتى إلى يسوع ليلا ليسأله عن الولادة الجديدة. فهذه الشخصيات اتسمت بالخدمة ليسوع، والمجاهرة بإيمانها بالسيد المسيح، بغض النظر للظروف الصعبة والمخاوف التي يمكن أن تواجهها نتيجة مجاهرتها بالإيمان. ويوسف دخل على بيلاطس بجرأة وشجاعة وطلب جسد المسيح، وهو كان خارج الجماعة اليهودية، وربما كان سيتعرض للخروج من المجمع.
وجاءت هذه الجرأة من اقتناعه بالسيد المسيح، فقد كان رجلا مشيرا أي ذا مكانة ومن المعلمين الكبار، هو ونيقوديموس، وذلك لكي يعطي الإكرام الواجب لجسد يسوع.
ونعرف أن الجماعة اليهودية كانت تستغل كل مناسبة كي تواجه هذه البشارة والثورة الجديدة. والخطوة التي اتخذها يوسف شكّلت خطورة على حياته أو بالأقل على مكانته، ولكن تجرأ وجاهر بإيمانه، وكان مثال الأمانة والمحبة ليسوع، وهي عبرة لنا، ونحن مطالبين بها اليوم. 
وكما كانت حاملات الطيب ويوسف ونيقوديموس يتحركون بنعمة الله والروح القدس، رغم أن العنصرة لم يحلّ على التلاميذ بعد. وكلمة يسوع هي التي قادتهم إلى الجرأة والمجاهرة، وتفاعلت الكلمة بداخلهم فتغيروا إلى الأفضل، ولذا فإن حلول الروح القدس هو استكمال لحضور الله ويسوع في حياتنا. 
ومضى سيادة المطران متى يقول، هذا الزمن الخمسين الذي نعيشه هو زمن لمراجعة ذواتنا، ومحاولة اختبار حضور الله في حياتنا، والتغيير الحاصل. ونحن لا نزال نختبر هذه الحقيقة في حياتنا، ونحاول أن نأخذ الأمثلة من الكتاب المقدس لننظر إلى أنفسنا أين نحن منها. وهو زمن الرجوع إلى الذات.
وفي الأحد الخامس، أحد المرأة السامرية، يربط الإنجيل بين العهد القديم والعهد الجديد، ويعيدنا إلى ذواتنا لنتغير نحو الأفضل. والروح القدس هو القوة التي نستمدها من يسوع، وهو الماء الحي كما في بئر يعقوب، مع السامرية، إن يسوع هو مصدر الماء الحي. بدا يسوع بالأمور المادية، بالماء مع السامرية، وكما أن الماء هو روح الحياة، ومع يسوع أصبح الماء رمزا للتطهير والحياة الجديدة. ثم انتقل معها إلى العبادة، من هو المسيح، وأظهر لها خطيئتها وضعفها. 
وقد يأخذنا ضعفنا لنعيش الماديات ونبتعد عن الروحانيات، والسامرية بعدما رأت يسوع وسمعت توجيهاته، أصبحت مستعدة لاستقبال نعمة التغيير. وعرفت ضعفها وبشّرت بما جرى لها. والناس الذين دعتهم كي يروا المسيح، جاؤوا وآمنوا وقالوا قد عاينا، ولذا آمنا. فسمعوا، واختبروا بحياتهم وآمنوا. وهكذا من يعترف بيسوع يمكنه التبشير من خلال عمله وتصرفاته، ويرى الناس حضورَ المسيح في حياة المؤمن. 
ولذا ينبغي أن ننتبه إلى أن البشرية كلها من آدم، ومن الله خالق الجميع، وقبل أن نصبح أبناء ديانات مختلفة، ينبغي أن نرى ونعيش الله في إنسانيتنا.