أنت هنا

تاريخ النشر: 
الخميس, يناير 16, 2020 - 00:00
العنف وكيفية معالجته بين ابناء شعبنا - المطران يوسف متى
 
كلمة صاحب السيادة المطران يوسف متى ، حول العنف  وكيفية معالجته بين ابناء شعبنا
 
وجه سيادة المطران  يوسف متى الكي الوقار  كلمة تحريض روحي ضد العنف  المستشري في مجتمعنا مخاطبا ابناء شعبنا  بالتحلي بروح الحكمة والصبر وقبول الاخر واصلاح الذات  الذي يبني المجتمع وقد جاء في مستهل كلمته ما يلي:
 
أبناء شعبنا الكرام،
 
"اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَفزع؟" (مزمور 27)
 
نعيش في الأونة الأخيرة درب آلام قاسية عقب تفشي ظاهرة العنف التي تعصف بمجتمعنا العربي في هذه البلاد. وتحصد أرواح أبناء عزيزين على قلوبنا.
 
هل أصبح الشرّ والعنف والقتل مهنةً تدرّ على أصحابها أرباحاً مالية؟؟
 
وهل أصبح العنف وسيلة للسيطرة على حياة الناس وأرزاقهم التي جَنَوها بعرق جبينهم لسنين طوال؟
 
كنيستنا كجزء من هذا المجتمع تتألم معه جراء هذا التعدي السافر على حياة الناس وطمأنينتهم وحقوقهم في التمتع بعيش كريم ومستقر.
 
لا، ولن نقبل بأي شكل من الأشكال هدر الدماء والعنف أو التعدي على حريات الإنسان الفكرية والعقائدية والاجتماعية والاقتصادية. إن ظاهرة العنف المستشرية تهدر كل طاقاتنا وتُبعدنا عن أهم تحدياتنا وأهدافنا كأقلية عربية في هذه البلاد. لقد أهملنا تحدي التربية والتعليم ومستقبل أبناءنا، وحوّلنا وجهنا عن ظاهرة الفقر والبطالة وأزمة السكن لأولادنا وانشغلنا بكيفية الدفاع عن أهم حق للإنسان ألا وهو الحياة.
 
أوَنتهم السُلطة؟ نعم، لأنها ذات الصلاحية والتي تملك كل الإمكانيات والوسائل لردع الأشرار المأجورين وإيقافهم عن العبث بمصائر الناس والحفاظ على أمن العباد والبلاد.
 
وبالمُقابل يجب علينا، ألّا نتنصل من مسؤولياتنا ابتداءً من التربية البيتية التي هي أصل الأخلاق والمُعاملة الحسنة. انتقالاً إلى المدارس والمؤسسات التربوية التي تفتقر إلى الميزانيات والبرامج والكوادر التي تجعلها قادرة على مواجهة هذه الظاهرة. ونُشدد على مسؤولية السُلطات المحلية وبرامجها من أجل إيجاد الأطر المنُاسبة لاحتضان أبناءنا ضمن برامج وفعاليات ثقافية، اجتماعية، ترفيهية، وانسانية تُخفف من حدة التوتر والتفكير المنحرف والعنيف.
 
نستنكر، نشجب ونُدين جميع مظاهر العنف والجريمة ونناشد الجميع، أشخاصاً ومؤسسات، أفراداً وأصحاب سلطة، للتصدي لهذه الظاهرة، وأبارك كل المسيرات والتظاهرات والأعمال التي أقيمت وتُقام في بلادنا وخصوصاً في هذه الأيام، ونشدّ على أيدي رجال الدين ورجالات المجتمع بكافة أطيافه أن يرفعوا صوتهم وبدون تهاون، لنبذ هذه الظاهرة ومقاطعة كلَ مَن تسول له نفسه العبث بحياة الناس لكي نصل إلى غايتنا المنشودة وهي السلام والاستقرار والرفاه لجميع أبناء شعبنا.
 
نرفع صلاتنا إلى إله السلام أن يُبارك مقاصدنا إلى كل عمل صالح.