أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, مايو 10, 2022 - 21:30
 
عقد اليوم في حيفا مؤتمر دعت إليه وزارة الشؤون الدينية ووزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الخارجية في قاعة المؤتمرات التابعة للمركز البهائي العالمي. وكان تحت عنوان "العنف ليس في ديني"، وقد حضر هذا المؤتمر وزيرة الداخلية ورئيسة بلدية حيفا، ورؤساء الأديان من كل الطوائف، اليهودية، المسيحية، الإسلامية، الدرزية، الأحمدية والبهائية، ورجال دين من الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، ورؤساء سلطات محلية من مناطق البلاد.
وألقى المؤتمرون عدة كلمات حول دور الأديان في التأثير على المجتمع، بغية التخفيف من حدة العنف، واحترام كرامة الإنسان. وأساليب المنع والوقاية من العنف والطرق للتعامل معه. ثم استعرض المؤتمرون الأفكار والاقتراحات وملخص ما آل إليه النقاش في كل من الحلقات.
وكان من بين المشاركين سيادة المطران يوسف متى الجزيل الاحترام رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل الذي ألقى كلمة قال فيها:   
تتوقع الدولة تصعيد موجة العنف في السلوك العام والخاص بحدّة شديدة في الفترة القادمة، الأمر الذي أودى بحياة الناس وألحق الأذى بالعديد من المواطنين. إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة والعامة. وأن الخطر لا يزال يحوم ويهدد استقرار وأمن المواطنين في كافة المجالات والمناطق في الدولة. وقد فاجأتنا المواجهات الجديدة بمستوى العنف الحاد والمستشري، كما أدهشتنا موافقة كثير من الناس على ما يحدث.  
وأضاف: بحكم واجبنا وإيماننا ومسؤوليتنا، فإننا ندعو جميع المواطنين إلى التحلي بالصبر والإيقاف الفوري لجميع أشكال العنف والاعتداء، لأن هذا سيصل بنا إلى طريق مسدود ويكلفنا ثمنًا باهظًا من الدم والدمار. لأن العنف لا يأتي إلا بالدمار الذي يستخدم كوسيلة لتحقيق الأهداف السائدة وهذا سيقابل بالعنف والدمار. فالانتقام هو أصعب من العنف نفسه وأشد قسوة وضراوة. 
ومضى يقول: إننا نهيب بكم للسعي من أجل السلام والعودة إلى طريق الحوار واللقاء والمصالحة. لأن اللقاء والتواصل بشجاعة هما السبيل إلى السلام والوئام بيننا. وبدون صداقات مشتركة، لن نتمكن من تحقيق مستقبل أفضل لأجيال قادمة. 
وأكّد سيادته على أننا نتعهد بالعمل مع القادة الروحيين، وكل ذوي النوايا الحسنة من أجل توحيد الجهود وإعطاء فرصة جديدة للسلام والاستقرار، وغرس الثقة والسلام في نفوس المواطنين. ونحن على يقين من أن الانتصار الناجم عن العنف ما هو إلا هزيمة سريعة.
وتطرّق سيادة المطران متى إلى دور الدولة في حفظ الأمن والأمان وقال: ندعو رجال الدولة والقادة وأفراد الأمن إلى التخلي عن حلول القتل والحرب العسكرية، وضرورة إعطاء الأولوية لقداسة الإنسان، واعتماد الحوار على أساس دائم، دون تنازل من أجل تحقيق النتائج القائمة في مجالات السلام والثقافة والإنسانية. فالتسامح هو فضيلة القوي، وجزء لا يتجزأ من العدالة. كما أن الشجعان فقط لا يترددون في التسامح من أجل السلام.
ونوّه سيادته إلى ظواهر استخدام السلاح غير المرخص والابتزاز والرشوات والخاوة التي تفرضها العصابات على السكان والتجار، الأمر الذي يقود إلى العنف لا محالة، وإلى الهجرة من البلاد أو الانتقال للسكن في أماكن أخرى، أو إغلاق باب الرزق خشية على الأرواح من العصابات. 
وأشار سيادته إلى العيش المشترك وقال: في هذا البلد مستقبل ومصير مشترك وآمال مشتركة، وكلنا نتشارك الحياة على نفس الأرض ونعيش في شراكة في المدن والأحياء باحترام وحسن جوار لعقود. فلا مجال للغضب وفرض السيطرة على أحد، ولا ننسى أننا في اليوم التالي سنستيقظ جميعًا على نفس الواقع الذي لن يتغير إلا إذا كنا نحترم بعضنا ونحب بعضنا البعض.
وختاما ندين كل مظاهر العنف والاعتداء، ونؤكد على تعاطفنا ومشاعرنا إلى جانب كل الجرحى. الرحمة والتعزية لجميع الضحايا وذويهم.