أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, يونيو 7, 2023 - 08:53
كتاب الكرسي الرسولي والشرق، وضعه قدس الأرشمندريت الدكتور أغابيوس أبو سعدى، الرئيس الروحي لرعية مار إلياس للملكيين الكاثوليك في حيفا. وتم إشهاره برعاية سيادة المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، الذي افتتح الأمسية بالدعاء إلى الله تعالى كي يبارك أعمال الأرشمندريت أبو سعدى، ويثبت خطواته بكل عمل صالح في الأرض المقدسة لأجل خدمة الكنيسة.
ثم تحدثت الدكتورة حنين قرواني خوري عن قراءتها لهذا الكتاب فقالت: إن هذا الكتاب يؤكد الحفاظ على الوجود المسيحي في الأرض المقدسة والتفاعل مع جيرانهم في أرضهم ووطنهم. وأضافت، إن الكرسي الرسولي كان سباقا بتقديم الحل الأمثل والأنسب للقضية الفلسطينية، ومسألة عودة اللاجئين. وإن الكتاب هو إطلالة سياسية تاريخية وجغرافية لما قام به الكرسي الرسولي في الأرض المقدسة. لا سيما أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة تعاني من القلق وعدم الاستقرار. 
واستعرضت الدكتورة خوري أوضاع المسيحيين في القدس والمناطق الفلسطينية، إزاء القضايا الاقتصادية والمعيشية للمجتمع، وأن الأحداث الاستراتيجية التي عالجها الكرسي الرسولي اعتبرها متداخلة مع الفئات والشرائح السكانية الأخرى في هذا الشرق. كما دعا إلى الانفتاح على الآخر من الأديان والمعتقدات في الدول العربية. وإجراء الحوار بين الأديان والخروج لملاقاة الآخر. وإتمام المصالحة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية. ومعالجة الهجرة وحياة اللاجئين.
ثم تحدث السيد وديع أبو نصار القنصل الفخري لإسبانيا في الجليل، متطرقا إلى القضايا العديدة التي يلخصها الكتاب، والذي يقدم قراءة موضوعية لدور الكرسي الرسولي في معالجة قضايا الشرق الأوسط. والأحداث والمواقف التي تتعلق بالكرسي الرسولي في الأعوام الماضية. كما يتطرق إلى علاقات الكرسي الرسولي باليهود والمسلمين. وأشار السيد أبو نصار إلى الاتفاقيات التي أبرمت بين الكرسي الرسولي وإسرائيل، والتي لم توقع عليها إسرائيل كطرف بالتعاقد، ولم تنفذ التعهدات التي بادرت إليها الكنيسة من أجل الحفاظ على مكانة المسيحيين في الشرق. 
أما الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى فأشار إلى أهمية المبادرات التي قام بها البابوات في السنوات الأخيرة، والتي أحدثت نقلة نوعية في العلاقات بين الكنيسة والإسلام، وبين المسلمين السنة والشيعة أنفسهم. واستطاع البابا فرنسيس أن يوقع على معاهدة الأخوة الإنسانية والسلام العالمي مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إضافة إلى جمع أبناء الديانات على منصة واحدة في العراق أثناء زيارته إلى المدينة الأثرية أور. ووقوفه أمام الجدار العنصري وصلاته هناك ووضع يده عليه كي يزول كما زال جدار برلين.
وأكد الأرشمندريت أبو سعدى على أنه يبرز في كتابه قضية العودة إلى الجذور والأصول المسيحية العريقة، والتي ينفيها كثير من الفئات العنصرية والمتطرفة. ومضى يقول إن المواقف التي أعلنها الكرسي الرسولي على كافة الأصعدة تفوق أهمية مما أعلنته المجتمعات العربية كلها. ويظهر ذلك في إعلان الكرسي الرسولي لموقفه من الحركة الصهيونية التي أقامت دولة إسرائيل على حساب اقتلاع شعب آخر من وطنه، فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، وسواها من القضايا المحلية والدولية.