أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, مايو 27, 2020 - 15:07
 
أحد الآباء القديسين وهو الأحد السابع للقيامة
 
 
تحدث سيادة المطران يوسف متى عن أحد الآباء القديسين وهو الأحد السابع للقيامة
 
تابع سيادة المطران يوسف متّى مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل أحاديثه في راديو مريم الناصرة مع الاخ  نبيل أبو نقولا، متطرقا إلى الأحد السابع وهو أحد الآباء، أو أحد جميع القديسين، والذي يضع فيه الطريق الجديدة التي يرسمها يسوع نحو القداسة. لأن يسوع أعطانا هذه القداسة بقوله كونوا قديسين، كما أن أباكم السماوي هو قدوس. وحياة الإيمان هي مشروع قداسة ندخل فيه من لحظة قبولنا لسرّ العماد والإيمان بيسوع، ونستمر بهذه المسيرة إلى أن نصل القداسة الحقيقية، وهي أن نكون بعلاقة عميقة وشخصية ومميزة مع الله تعالى، وهو مصدر حياتنا. 
ومضى سيادة المطران متّى يقول إن الرسالة لهذا اليوم تدل على أن هؤلاء القديسين هم شهود بالإيمان، ويدعونا لنتمثل بهذه الشهادة كي ننظر إلى رئيس إيماننا وهو يسوع المسيح. ويعود الإنجيل ليذكّرنا بالاعتراف بيسوع وإيماننا الذي يترجم إلى أعمال وشهادة واعتراف بأن السيد المسيح هو المخلص، هو البداية والنهاية في حياتنا. كما يدعونا إلى التخلي عن كل ما يعيق ويشوه صورة الله فينا.
والمسيحية تعطينا مسيرة القداسة التي يمكن أن تكون بعدّة أشكال، ليس فقط عن طريق حدوث العجائب، رغم أن العجيبة هي ثمرة القداسة، لكن القداسة هي بعلاقتنا العميقة والثابتة بالله ويسوع المسيح. وأضاف سيادته، صحيح أننا نكرّم هذا القديس أو تلك القديسة، ونخصص له مساحة التكريم الكافية، ولكن ألا ننسى أن الأساس في القداسة هو يسوع. فالقديس هو الذي يجعل الله مبدأ حياته، فيكون الله حاضرا بكماله، ويعمل من خلال هذا الشخص أو القديس. والقديس حتى لو أنه ميت لكن الله حاضر فيه، ويمكنه أن يتصرف بإرادة الله. 
وأشار سيادة المطران متّى إلى أن القداسة قد تظهر في الأعمال الصغيرة أيضا، عن طريق عيش العطاء والمحبة فأنت تعيش الله. ويقول يسوع إن أعمال الرحمة التي يجب أن نفعلها يجب أن تكون من منطلق عيشنا للفضيلة. ولذا ليس من الضروري أن يموت الإنسان كي يصبح قديسا، بل يمكن أن يمارس المرء القداسة في الحياة على الأرض ويعيش كلمة الله بالشكل الصحيح، ويكون واثقا ثقة تامة بيسوع، ومنفّذا لوصاياه انطلاقا من محبة يسوع. وبالقداسة يصبح الإنسان كائنا إلهيا، بالرغم من الضعف البشري. لذا يقول القديس بولس "لست بعد أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ. إن عشت فأنا للمسيح، وإن متّ فأنا للمسيح". وعندما تعيش كلمة يسوع يكون الله حاضر فيك، وأنت تعيش القداسة.
ويخلص سيادته إلى القول إن المسيحية هي مشروع قداسة، وأنت كمؤمن قد دُعيت إليها، لتكون مع الله وتعيش شهادة ليسوع المسيح.