أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, أبريل 5, 2020 - 20:23

 

التعليم عن بعد في مدرسة مار الياس الأسقفية في حيفا

 

 

تعمل المدرسة الأسقفية مار إلياس في حيفا في هذه الأيام وفق منظومة التعليم عن بُعد، وذلك أسوة بكافة المدارس الثانوية في البلاد، على أثر إقفال المدارس، وبقاء الطلاب والمعلمين في المنازل. إلا أن مدرسة مار الياس بشكل خاص، عَرَفَت أنَّ التحديّات التي سَتواجهها ستكون أكبر من المدارس الكنسية الأخرى، فهناك عددٌ لا بأس به من طلّاب المدرسة، الذين لا يمتلكون حتّى حاسوبًا في البيت، بالإضافة إلى أنّ الطلّاب مرتبطون بشكل خاص بمعلميهم، بحيث يرتبط تقدّمَ الطلاب بعلاقتهم الخاصة بالمدرسين.

وتدارس معلمو المدرسة في كيفية تجاوز هذه القضية، كي يستطيعوا أداء رسالتهم التربوية، بأسرع وقت، واختاروا التطبيق الملائم للطلاب، لكي يتابعوا دراستهم عن بُعد. وبدأ المعلمون بتطبيق البرنامج الملائم بإرشاد المربي شربل اندراوس مدير المدرسة، وجرى التواصل بينهم وبين الطلاب عن بُعد، وأخذوا يقدّمون الدروس المباشرة مع الطلاب "أون لاين"، ولاقى هذا التطبيق تجاوبا واسعا من الطلاب وترحيبا منهم، الأمر الذي يؤكد أنه لا بديل للقاء الطلاب بالمعلم في سبيل تقدّم السيرورة التربوية، والقيام بالمهام المعطاة للطلاب، ودروس البث المباشر للوزارة. وهذا من شانه أن يجعل المعلم هو الشخص الأساسي والمركزي بحياة الطالب.

وقام طاقم الهيئة التدريسية في مدرسة مار الياس الأسقفية – حيفا، بواجبهم التربوي والتعليمي خير قيام، إذ لم يتوانوا قط عن تلبية الدعم المعنوي، النفسي والتربوي للطلاب، فأقاموا أيضاً مجموعات صفّية مع المعلمين عبر الواتساب للتواصل المباشر، كما دأب المعلمون والمربّون على التواصل الدائم اليومي مع الطلاب وذويهم، عن طريق الرسائل والمكالمات الهاتفية، لحَث الطلاب على المشاركة الفعلية والفعّالة بهذه السيرورة.

وعقدت الهيئة التدريسية اجتماعا بمناسبة انتهاء التعليم في الفصل الدراسي الثاني، بحضور عدد من الطلاب، أشار فيه المربي شربل اندراوس، مدير المدرسة إلى ضرورة الوَحدة والتعاضد في هذه الأزمات. ثمَّ رفع الجميع صلاة مشتركة وموحدة وضعها مدير المدرسة، على ضوء الطلب من الله القدير أن يرحم البشرية وينقذها من وباء كورونا المتفشي في العالم. وفيما يلي نص الصلاة:

اللّهُمَّ يا مَنْ أَبْدَعَ بِخَلْقِهِ الكَوْنَ والانسان، يا مَنْ تَرْحَم مُحِبّيك وَعَابِديك، نَطْلُبُ مِنْكَ،

 نَحْنُ مُعَلِّمُي وَطُلّابَ مار الياس الأُسْقُفِيَّة - حَيْفَا، مُسْلِمُين وَمَسِيحِيّين، أَنْ تَرْحَمَ وَتَرْأَف بِعَبِيدِكَ الخَطَأَة وَالضُّعَفَاء، وَتُنْقِذَ العَالَمَ مِن هذا الوَبَاء بِأَسْرَع وقت، وَأَنْ تَمْنَحَ السَّلَامَ، الصِّحَّة، العَافِيَة وَالْأَمَان لَنَا، لِعَائِلَاتِنا وَلِلْبَشَرِيَّة جَمْعَاء.

لِأَنَّكَ إِلَهٌ مُحِبٌّ وَحَنُون، وَلَكَ يَلِيقُ كُلَّ مَجْدٍ، إِكْرَامٍ وَسُجُود، الآنَ وَكُلَّ أَوَانٍ وَإِلى دَهْرِ الدّاهِرين. آمين.