أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, أبريل 26, 2020 - 21:16

اللقاء الخامس لسيادة المطران يوسف متى في راديو مريم الناصرة

تأملات روحية في زمن الخمسين

 
 
يتابع سيادة المطران يوسف متى لقاءاته مع المستمعين عبر راديو مريم الناصرة والحديث عن الزمن الخمسين، مع الزميل نبيل أبو نقولا.
قال سيادته، تحدثنا عن أحد القيامة، أحد توما وأحد حاملات الطيب، وأحد المخلع وأحد السامرية.. وفي الزمن الخمسين أعطانا يسوع حياة جديدة بأسلوب جديد وطريقة حياتية لنتمكن من بلوغ التغيير الحقيقي الذي يريده منا. والكنيسة تزودنا بالإنجيل ونعمة الأسرار لتساعدنا بهذا المجال.  
وأضاف رأينا ما جرى بأحد السامرية، وهذا يشبه حياتنا، والتي نحن مدعوون فيها للقاء يسوع ونعيش الحياة الحقيقية للكتاب المقدس، ويعطينا مجالا لمحاسبة الذات ونعود إلى طريق الإنجيل التي يجب أن نسلكه.
يلي ذلك أحد الأعمى، وفيه عدة أمور تاريخية ولاهوتية ترتبط بسفر التكوين. لأن الأعمى ولد أعمى منذ ولادته. وهذا يعني أنه لا أمل بشفائه ولا أن يرى النور. وهذا يشبهنا إلى حد بعيد، بالإعاقة، والتي يحولها يسوع إلى مجد، وحضور الله الخالق في هذا الأعمى، فهو خليقة الله، ويسوع أعدّ له الدواء، وخلق نظام رؤيا جديد لم يكن موجودا، وبالتالي يخلق الإنسان من جديد، فهو الخالق، هو الكلمة. وقدرة يسوع تظهر في حياة الأعمى، فيعطيه البصر والبصيرة. وهكذا يمكننا أن نضع حياتنا بين يدي الله الخالق الذي هو يسوع. 
ومضى سيادة المطران متى قائلا: نعرف أن عقاب الله على الخطيئة هو المرض، ولكن يسوع يغيّر هذه الفكرة، وأن العقاب ليس من الله، والمرض يصيبنا لأن طبيعتنا البشرية لها دور، وتؤثر علينا سلبا. وهكذا نرى البرص الذين عاشوا بعيدا عن المجتمع، في القدس، وألا يدنو منهم أحد، ولا يتعاملوا مع أحد، وهم يعيشون بالحرمان، وهكذا فالمرض ليس من الله، لأن الله يريد خلاص الإنسان لا أن يقتله، فقد نهى عن ذلك تماما. وها هو يسوع يعطيه الشفاء، والحياة الجديدة. هذا شرط أن نوافق على إحداث التغيير الذي سيؤثر ويغير بحياتنا. ويجب ألا ننتظر الصعوبات، والأمراض والحروب كي نتوجه إلى يسوع، لأن هذا سيكون إيمانا مبنيا على مصلحة وطلب مكافأة، وهذا يبلغ حد الاستهزاء بيسوع. ولذا يجب أن ننتبه إلى النعمة التي حصلنا عليها من يسوع. يجب ألا ندخل الصعوبات كي ننتبه إلى الله، فهو حاضر بالخير دائما.  
والإنسان الذي يواجه عدم الفهم، والجهل وعدم القراءة هو كالعمى. وهكذا اليهود لم يروا المسيح، ولم يعرفوه ولم يقبلوه. أرادوه ملكا يحررهم، ويخلصهم من الاحتلال. ولكن عندما رأوا أنه يغير النظرة والمفهوم اليهودي، جاء القرار بأن كل من يعترف بيسوع يُخرج من المجمع، لا سيما أنه كان معارضا للفريسيين والكتبة ورؤساء الكهنة، وهم غيروا التزامهم بالعهد. والناس كانوا خائفين من هؤلاء الرؤساء، وقال أبواه إنه بالغ يمكنكم أن تسالوه. واليهود تعاهدوا أن كل من يعترف بيسوع على أنه المسيح، يحرم ويصبح خارج المجمع، وخارج الرؤيا الخلاصية.
اليهود أرادوا مسيحا على هواهم، وليس كما يريد الله، وبحسب عقلياتهم. وهكذا يجب أن نكون نحن المؤمنين بحسب إرادة الله، ونقول نعم ليسوع أنت الذي أعطيت نورا لحياتي حتى أبلغ الخلاص. فقد قال أنا الطريق والحق والحياة، وأنا نور العالم.