أنت هنا

تاريخ النشر: 
الجمعة, أبريل 3, 2020 - 00:18
 

هل يعاقب الله الإنسان؟

 

 

عظة اليوم بعنوان: لقدس الاب رامي حجار

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين

قبل الإجابة على هذا السؤال، في البداية علينا أن ندرك من هو الله ومسيرة العلاقة بين الله والإنسان منذ العهد القديم. أوّلًا الله بفيض محبّته خلق الكون كلّه وبالأكثر ميّز الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله عن باقي الخليقة وذلك لمحبّته له ثمّ أعطاه أن يسود على كلّ الأرض. الله لم يضع فخًّا لآدم وحواء بل حذّرهم إذا أكلتم من شجرة معرفة الخير والشرّ فموتًا تموتون فلم يسمعوا. أيضًا قال لقايين إنتبه فالخطيئة رابضةٌ عند الباب، لكنّ قايين رفض أيضًا أن يسمع لله ووقع في الخطيئة وقتل أخيه لكنّ الربّ حماه بوضعه علامةً عليه لكي لا يقتله أحد. ثمّ صنع الله عهدًا مع ابراهيم وعمل بكلّ وعوده من أرض وميراث، ثمّ مع الشعب اليهوديّ الذي وعدهم بالتحرير من العبوديّة فحرّرهم. ثمّ وعدهم بأرض الميعاد فأدخلهم إليها رغم أنّهم صنعوا لهم آلهة بينما كان موسى يجلب الوصايا العشر التي تساعد الشعب اليهوديّ على خلاصه. ثمّ ظلّ هذا الشعب يعيش في الخطيئة رغم إرسال الله للعديد من الأنبياء. والكثير والكثير من الأمثلة في العهد القديم حيث خطأ الإنسان الى الله بينما الله جدّد العهد والوعد معه بالخلاص.
قمّة هذه المحبّة تحقّقت في إرسال الله لابنه الوحيد. هكذا أحبّ الله العالم حتى إنّه أرسل ابنه الوحيد لا ليدين العالم بل ليخلّص به العالم (يو 3 : 17). "فالعميان يبصرون والعرج يمشون والبرص يُطهَّرون والصمّ يسمعون والموتى يقومون والمساكين يتلقّون البشارة." (مت 11 : 5) إذًا الله يحبّ الإنسان ويريد خلاص هذا الإنسان لا أن يبيده. قال يسوع لا يحتاج الأصحّاء الى طبيب، بل المرضى، ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطأة الى التوبة(مر 2 : 17). لو كان الوباء والمرض عقاب من الله على الخطأة، فلماذا شفى يسوع العديد من العشارين والزواني والوثنيّين والبرص. نعم يسوع أتى ليشفي الخطأة لا ليعاقبهم، لم يأتِ ليدين زكّا العشار أو متى العشار، لم يأتِ ليرجم الزانية بحسب الشريعة بل قال من منكم بلا خطيئة فليرجمها بأوّل حجر ثمّ قال لها إذهبي ولا تعودي بعد الى الخطيئة ، فلم يدِن الزانية بل خلّصها. والكثير والكثير من العجائب والشفاءات التي صنعها يسوع ليعرف العالم أنّ الله يحبّ الإنسان ويريد أن يخلّص هذا الإنسان. ثمّ نرى الأعمى منذ مولده عندما سأل التلاميذ يسوع " من أخطأ أهذا الرجل أم والداه حتى وُلدَ أعمى؟ فأجابهم يسوع لا هذا الرجل أخطأ ولا والداه لكن لتظهر أعمال الله فيه (يو 9 : 2).
لمّا حلّ ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبنّي (غل 4 : 4). إذًا نحن أصبحنا أبناءً لله، فهل من أب يتمنّى الشرّ لابنه، هل من أب يقتل إبنه. فالله قد يسمح بأن يُجرَّب الإنسان كما حصل مع أيّوب لهدفٍ أسمى، ولكن ليس الله الذي يجرِّب الإنسان. فلو كان الله يعاقب الإنسان على خطاياه بإرساله الأمراض والأوبئة لما بقي أيّ إنسان حيّ على الكرة الأرضيّة كلّها. "فإذا وقع أحدٌ في محنة فلا يقل هذه محنٌة من الله لأنّ الله لا يمتحنه الشرّ ولا يمتحن أحدًا بالشرّ " (يع 1 : 13). فلا نخف لأنّ الله قد خلّصنا بموت ابنه على الصليب، وسينقذنا الآن من هذا الوباء الفتّاك، فقط آمنوا وثقوا أنّ الله معنا فاعلموا أيّها الأمم وانهزموا.
بنعمة الآب والابن والرّوح القدس الإله الوحد. آمين