أنت هنا

تاريخ النشر: 
الخميس, مارس 19, 2020 - 11:17

ترى كيف حالهم؟

الاب ميشيل طعمة

 يا  رب،  نحاول في زمن الصوم  المبارك أن نتأمل  ونفكر  في البائس  والمسكين  "أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ." (إش 58: 7)،  ونتذكر  الدول  الفقيرة في بلدان أفريقيا  التي  عانت  وما زالت  تعاني  لعقود من الزمن، من فقر مدقع، وأمراض  مستعصية، والعالم  لم يحرك ساكنا  تجاه هؤلاء المساكين الّذين  لا يملكون  المال  ولا  تقنيات  تكنولوجية  ولا  غذاء  ولا   دواء  يسكن جراحات اجسادهم المتقرحة،  ، قلقهم من الآتي، آلامهم ، وحزنهم سوى  الصلاة التي هي سلاح فعال  لهم  في وقت  الشدة.

 ترى كيف حالهم؟ هل سألتم عن حالهم ؟ هل  ما زالوا  في خواطرنا وفي هاجس  فكرنا  او في صلاتنا؟ أم أضحوا في عالم النسيان؟ هل صلينا  في الماضي  من اجلهم واقتنيناهم شفعاء لنا  يوم الضيقة  كما  فعل  الآباء القديسون الّذين كانوا يحملون العالم المتألم في صلاتهم رغم كل ضعف وألم ألمّ بهم.

هل كنا نسال عنهم  في صلاتنا  كي  يسألوا  عنا  هم  ايضا  في صلاتهم؟ ترى  هل  كنا  نشاركهم الألم ؟

إنها لفرصة  لكي نحاسب ضمائرنا  على ما نمر به من احساس بالوحدة والخوف  من مواجهة  الضمير الغائب  المتجاهل واللامبالي  للاخرين

اليسوا  هم لعازر  المعان  من الله؟ ومن  لم يكن لعازر باي حال يكون؟!

انها فرضة  كي نقتني  لعازر   ونراجع  ضمائرنا  ونفكر  بكل الظروف  التي  يمر  بها  العالم  بغض  النظر عن النتيجة بغض  النظر  عن  الخوف  الذي  يعتري الكثيرين  منا.

انها  فرصة  التائب  الذي يتجرد من لامبالاة الغني تجاه  لعازر، فرصة كي  يحملهم اكثر فاكثر في صلاته قبل  نفسه. 

فرصة لك كي تعوض  لهم الحب  المفقود  في ذاتك حيالهم،

 

فرصة  ان تصلي اليوم  لأجلهم وأنت الفقير والمحتاج للصلاة  منهم،

 

فرصة كي  تطلب  من  الرب  معجزة لشفاء حالهم  قبل  ان تطلب من أجل  ذاتك،

 

 فرصة  لكي  تقول  للرب : يا  رب  آن الأوان  كي تكون  أنا  الآخر  وانتفض من الأنا وانفض  غباره عني  وعن عائلتي وعن مجتمعي.

فيا ابن الله  يا  ربّ   البرايا  بأسرها ومعتق  الخليقة من أسر الخطيئة  يا مانح كل ذي  جسد عافيته وكل   نفس سلامها  وكل  روح نقائها امنح عالمك روح تواضع ونفس تائبة  وجسد يمجدك اتمّ تمجيد، شافياً  يا  سيد كل مريض  متالم  من ألمه وبائس من بؤسه  ومستضعف من مضطهِديه  ومظلوم من ظالمه. آمين

 

وسوم: