أنت هنا

تاريخ النشر: 
الجمعة, يوليو 1, 2022 - 14:38

اختتم السينودوس المقدس لأساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الذي انعقد في روما، باتخاذ سلسلة قرارات وتوصيات. وقد شارك سيادة المطران يوسف متى الجزيل الاحترام، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، في أعمال السينودوس، وفور عودته إلى البلاد أجرى عضو لجنة الإعلام الأبرشي، نايف خوري، اللقاء التالي مع سيادته:
- سيدنا، الحمد لله على السلامة، بعد مشاركتكم في أعمال السينودوس المقدس. لماذا انعقد السينودوس في روما؟
- تمّ انعقاد السينودوس في روما نظرًا للأوضاع التي يعرفها العالم والتي تسود لبنان، فقد تعذّر وصول كافّة الأساقفة المنتشرين في العالم إلى بيروت، وخاصة من الأراضي المقدسة. وهذه الأوضاع اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية، الأمر الذي حال دون مشاركة الأساقفة في لبنان. ولذا تم اختيار روما لسهولة الوصول والإقامة، والتي تكلّلت بزيارة خاصة لقداسة البابا فرنسيس.
- كانت الزيارة لقداسة البابا موفقة، وأعطى بعض التوجيهات للسينودوس.
- صحيح، كان اللقاء أكثر بحضور غبطة أبينا البطريرك وقداسة البابا، وأنا شخصيا شاركت بهذا اللقاء. وتبادلنا الحديث عن أهمية الحضور المسيحي في الأرض المقدسة، وخاصة تلك البلاد التي شهدت حضورًا للسيد المسيح. وتطرق الحديث مع قداسته عن الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في الأرض المقدسة، سوريا، لبنان، العراق، الأردن وفلسطين. وأعطى شهادة للحياة المسيحية، وقال إن هذه الشهادة التي يعيشها المسيحيون في الشرق لا تقل أهمّية عن شهادة المسيحيين الأوائل التي اتسمت بالجهاد والقداسة والدم للسيد المسيح. وعلى صعيد آخر شجّع قداسته انتخاب عدد من الأساقفة الجدد الذين هم على قدر المسؤولية الذين اختارهم الله لها. وأبدى قداسته اهتمامًا بمسألة الشرع الخاص، الذي كان مطروحا للتداول في جدول الأعمال، واتخذنا قرارات بالموضوع، ثم سيتم تحويل هذه القرارات بعد إتمامها إلى قداسة البابا لكي تصبح نافذة المفعول رسميًا.
- ما هي أبرز النقاط التي ناقشتموها في السينودوس، واتخذتم فيها القرارات؟
- كان هناك ثلاثة مواضيع أساسية على جدول أعمال السينودوس، وهي انتخاب عدد من الأساقفة الجدد لخمسة كراسي أبرشيات شاغرة، مثل الأرجنتين، صور في لبنان، مصر وغيرها. وأعلن قداسته فورًا عن تعيين الأب جان ماري شامي، أسقفًا لأبرشية جنوب مصر والسودان وجنوب السودان. وموضوع آخر هو الشرع الخاص، الذي يجتاز مراحل التجديد بعد مرحلتين اجتازهما من قبل في 2004 وبعدها في 2010. ونحن بصدد توسيع الإضافات، وأجرينا تعديلا لنحو نصف القوانين في الشرع الخاص، وسننجز هذه التعديلات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. وتمّ بهذا المجال انتخاب لجنة من أعضاء السينودوس لمعالجة قوانين الشرع الخاص، وتتألف اللجنة من سيادة المطران إيلي بشارة حداد، مطران صيدا، والمطران جوارجيوس إدوار ضاهر مطران طرابلس في لبنان وأنا.
- نبارك لك انتخابك في هذه اللجنة الأسقفية الهامة. كيف ستنعكس مقررات السينودوس على الأبرشيات المختلفة للكنيسة؟
- نعم هناك موضوع كان على جدول الأعمال، وأعتقد يجب أن ينعكس على كافة الأبرشيات، وهو موضوع التنشئة الإكليريكية. وذلك على ضوء الهبوط أو الضعف في الدعوات الكهنوتية، وأن تكون هناك مقررات للتنشئة العامة الخاصة بكنيستنا وهويتها وروحانيتها، فيتم تعميمها على مستوى البطريركية في العالم. كانت هناك عدة محاولات لتنظيم هذه التنشئة عن طريق الاطلاع على ترجمات أجنبية، وقد نعتمد على بعضها ونجري لها تعديلات وإعدادات تتناسب مع مجتمعاتنا.
- قضية التنشئة كانت مقتصرة على الربوة في لبنان.
- صحيح، ولكن لاحظنا ضعفًا في عدد الدعوات الكهنوتية حتى أصبح عدد الإكليريكيين شخصين أو ثلاثة يعيشون ويتعلّمون في صرح كبير مثل الربوة، هذا عدا عن مصاريف السكن الباهظة والأوضاع غير المستقرة في لبنان. ولذا تم نقل بعض الإكليريكيين إلى حريصا، وفتح مركز تنشئة إكليريكي في الشام، وتم توجيه عدد من الدعوات إليه.
- ما هو الوضع في بلادنا، خاصة أنك، سيدنا أعلنت عن فتح مقر تنشئة جديد؟
- مشكلتنا في الجليل، قائمة نظرًا لقلة الدعوات الكهنوتية عامّة، وصعوبة التواصل مع لبنان أو سوريا. ولذا تقرّر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الزووم. ونحن افتتحنا في حيفا مركزًا جديدًا لتنشئة الشباب المتزوجين، وقد التحق بهذا المركز خمسة من الشباب المتزوجين، يتعلمون مدة عامين بعض المساقات اللاهوتية والليتورجية، والمعلمون هم كهنة من أبرشيتنا. وقد اجتاز هؤلاء الإكليريكيون الفصل الدراسي الأول وانتقلوا إلى الفصل الثاني. ونصلّي لكي يزداد العدد وينمو. لأن المجال مفتوح لكل من يهمّه الأمر.
- ماذا بشأن إكليريكية بيت جالا؟
- المركز في حيفا قائم عدا عن إكليريكية بيت جالا، وروما. فعندنا خمسة شباب، ثلاثة منهم يتعلمون في بيت جالا، واثنان في روما. إضافة إلى خمسة شباب متزوجين في حيفا. ويقع هذا المركز فوق المحكمة الكنسية في شارع عين دور بجوار كاتدرائية مار إلياس.
- من هم المعلمون في هذا المركز؟
- المعلمون هم كهنة من الأبرشية، من ذوي الاختصاص في المجالات المختلفة والمتعلقة بالكهنوت. ونستضيف كهنة من كنائس أخرى لهم اختصاصات مميّزة الذين يضيفون من معلوماتهم وعلومهم للإكليريكيين.
- كلمتك سيدنا في ختام هذا اللقاء؟
- نحن بحاجة دائمة إلى الدعوات، فالعمل كثير ولكن العملة قليلون. ونسأل رب المجد كي يرسل عملة إلى حقل الرب. ولا بدّ إلا أن نذكر ثلاثة كهنة أجلاء سبقونا إلى الحياة الأبدية، وهذا ترك أثرًا ملحوظًا على خدمة الرعايا، ونشكر الله لأننا قمنا بسيامة ثلاثة كهنة جدد، ونحن بحاجة إلى المزيد..
- ربنا يبارك ويزيد، نشكرك سيدنا على هذا اللقاء المميز.
- شكرًا لك.