أنت هنا

                                                                                                             

 

 

 

                                                                                                         

الأحد الرابع بعد العنصرة       28 حزيران 2020

نقل رفات القديسين الصانعي العجائب الزاهدين في المال كيروس ويوحنا

 

نشيد القيامة \ باللحن الثالث

لِتفرَحِ السَّماويّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عزاً بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بكرَ الأموات. وأنقذَنا من جوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

نشيد شفيع الكنيسة :

 

قنداق الختام\ اللحن الثاني:

يا نصيرة المسيحيِّينَ التي لا تُخْزى، ووسيطتَهُمُ الدَّائمةَ لدى الخالق. لا تُعْرضي عن أَصواتِ الخطأَةِ الطَّالبينَ إليكِ. بل بما أنكِ صالحة، بادري إلى معونتِنا، نحنُ الصَّارِخينَ إليكِ بإيمان: هَلمّي إلى الشَّفاعة، وأسرِعي إلى الابتهال، يا والدةَ الإله، المحاميةَ دائماً عن مكرِّميكِ.

مقدمة الرسالة: { رومة 6: 8 -23   الأحد الرابع  بعد العنصرة }

اللازمة: رَنّموا لإلهِنا رَنّموا، رَنّموا لملكِنا رَنّموا

الآية: يا جَميعَ الأُممِ صَفِّقوا بالأيادي، هلِّلوا لإلهنا بصَوتِ الابتهاج

فصلٌ من رسالة القديس بولس إلى أهل رومة

   يا إخوَة، بعدَ أَن أُعتِقْتُم منَ الخطيئةِ استُعبِدتُم للبرّ* أقولُ كلامًا بَشريًّا مِن أَجلِ ضُعفِ جَسَدِكم. فكما جعَلتُم أَعضاءَكم عَبيدًا للنَّجاسَةِ والإثمِ للإثم، كذلكَ الآنَ اجعَلوا أعضاءَكم عَبيدًا للبِرّ للقداسة* لأنَّكم حينَ كنتم عَبيدًا للخَطيئةِ كنتم أَحرارًا مِنَ البِرّ* فأيُّ ثمَرٍ حصَلَ لكم حينئذٍ منَ الأمورِ التي تَستَحيونَ منها الآن؟ إنَّما عاقبَتُها الموت* وأَمَّا الآنَ وقد أُعتِقْتُم منَ الخطيئةِ واستُعْبدتُم لله، فتَحوزونَ ثمرَكم للقَداسَة، والعاقِبةَ حياةً أَبديَّة* لأَنَّ أُجرَةَ الخطيئةِ مَوتٌ. وأمَّا مَوهِبةُ اللهِ فحياةٌ أبديَّةٌ في المسيح يسوعَ رَبِّنا.

هللويا:

- عليكَ يا ربُّ توكَّلتُ فلا أَخزى إلى الأبد، بعَدلِكَ نَجِّني وانتشِلني

- كُنْ لي إلهًا مُحاميًا وبَيتَ مَلجَاءٍ لخلاصي

فصل شريف من بشارة القديس متى البشير

{الأحد الرابع بعد العنصرة متى 8: 5-  13}

في ذلكَ الزمان، لمَّا جاءَ يسوعُ إلى كفَرناحومَ، دنا إليهِ قائدُ مِئةٍ وسألَهُ قائلاً: "يا سيِّدي، إنَّ غُلامي مُلقىً في البيتِ مُقعَدًا يُعذَّبُ بعَذابٍ شديد". فقالَ لهُ يسوع: "أنا آتي وأَشفيهِ". فأجابَ قائدُ المِئَةِ وقال: "يا سيِّدي، لستُ أهلاً أن تدخُلَ تحتَ سَقفي، ولكنْ قُلْ كلِمَة لا غَير فيَبرأَ غلامي. فإني أنا أيضًا إنسانٌ تحت سُلطانٍ، ولي جُندٌ تحتَ يَدي. فأقولُ لهذا اذهَبْ فيَذهَب، ولآخرَ ائْتِ فيأتي، ولعَبْدِي اعمَلْ هذا فيَعمَل". فلمَّا سمِعَ يسوعُ تعجَّبَ وقال للَّذينَ يَتبَعونهُ: "الحقَّ أقولُ لَكُم إني لَمْ أجِدْ مِثلَ هذا الإيمانِ حتى ولا في إسرائيل. وأنا أقولُ لكُم إنَّ كثيرينَ يَأتونَ مِنَ المَشارِقِ والمغارِبِ، ويَتَّكِئُونَ معَ إبراهيمَ وإسحقَ ويَعقوبَ في ملَكوتِ السَّماوات. وأمَّا بَنو الملَكوتِ فيُلقَونَ في الظُلمةِ البَرَّانيَّة. هناكَ يكونُ البُكاءُ وصَريفُ الأسنان". ثم قالَ يسوعُ لقائدِ المِئة: إذهَبْ، وليكُنْ لكَ كما آمَنت". فشُفِيَ غُلامُهُ في تلك السَّاعة.

"

المرض والشفاء

نحتفل اليوم  في الانجيل بحادثة شفاء وبتذكار نقل رفات القديسين الشهيدين الصانعي العجائب والزاهدين في المال القديسين كيروس ويوحنا. بنفس الوقت تقدم العلم في المجال الطبي كثيرا ولكننا ما زلنا تحت تأثير وباء الكورونا فما هو الموقف من هذه الأمور؟

إن ربنا يسوع المسيح قد تجسد وصار مثلنا ما عدا الخطيئة، وأصبحت لديه تجربتنا الإنسانية التي جاء ليشفيها، لذلك فإنه شفى "كل مرض وكل علة في الشعب". ومن ألقابه الطبيب الحقيقي. وقد بُهر القديس لوقا الطبيب بما قد قام به ربنا من شفاء للنفس والجسد. فوصف الكثير من أعمال الشفاء في انجيله. واستعمل الكثير من الوصف الطبي حتى في كتابه "أعمال الرسل". وكذلك كان للرسل دور هام في شفاء النفس والجسد.

الكنيسة استمرت بهذه المهمة، أي الاهتمام بكل ضعف في الشعب من المرض الروحي والمرض النفسي والمرض الجسماني.  وقد قامت بذلك بعدة أساليب فمن جهة طلبت منا نحن المؤمنين المبادرة، وأوضحت كيفية التصرف في حال المرض فنرى أن القديس يعقوب الرسول يقول لنا: " هل فيكم مريض؟ فليدعُ كهنة الكنيسة ليصلوا عليه وليمسحوه بالزيت باسم الرب".

كذلك وضعت الكنيسة صلوات خاصة في كتاب الافخولوجيون، ليتم تلاوتها في المناسبات وعند الاحتياجات والضعف والعلل والمرض.

ومن الناحية الطقسية: أولا: وضعت تذكارات كثيرة للقديسين الذين عملوا لشفاء المرضى وهم صانعي العجائب الزاهدين في المال. فمثلا هذه قائمة جزئية من تذكارات القديسين: استشهاد القديسين كيرس ويوحنا في 31 كانون الثاني، ونقل رفاتهما في 28 حزيران. والقديسين قزما وذميانوس في 1 تشرين الثاني. والقديس العظيم في الشهداء والشافي بندلايمون في 27 تموز. والقديسة في الشهيدات انسطاسيا المنقذة من السحر والسم 22 كانون الأول. وأبينا البار شمشوم مضيف الغرباء في 27 حزيران. والقديس الشهيد تريفون في ا شباط. والقديس الشهيد فوتيوس في 12 آب. والقديس الشهيد ذيوميذوس 16 آب. والقديس الشهيد ثلالاوس في 20 أيار.

ثانيا: وضعت الكنيسة رتبة تقديس الزيت التي تتلى في الأسبوع العظيم المقدس.

ثالثا في كل قداس في الجزئ الأول منه في تحضير القرابين يرد ما يلي: "يقطع (الكاهن) جزءا آخر (من القربان) ويضعه عند الرقم 12 مبتدءًا به الصف الثالث قائلا: "والقدِّيسين الصانعي العجائب والزَّاهدين في المال. قُزما وداميانوس، وكيرس ويوحنا، وبندلايمون القديسين الزاهدين في المال ". الهدف من ذلك، هو  ما يقال في بداية الصلاة " لإكرام وتذكار" أي نحن نكرمهم ونتذكرهم، ونطلب شفاعتهم خاصة في حالة المرض والوبائ كالكورونا.

مع تطور العلوم خصوصا العلوم الطبية شجعت الكنيسة بناء المستشفيات، والعمل في المجال الطبي، ورأت أن من يمارس الطب والتمريض يقوم برسالة مسيحية حقة ويجسِّد عمل ربنا يسوع المسيح. ومع التقدم الطبي الأخير رأت الكنيسة أنه هنالك حاجة للتشديد على المبدأ ليس بالطب وحده يحيا الانسان أيضًا "ليس كل ما استطيعه يجوز لي" بل هنالك حاجة ماسة لاحترام الكائن البشري الذي هو على صورة الله، واحترام حياة الآخرين، والانتباه لنتائج تصرفاتنا وما نستطيع القيام به. وهكذا أصبح لدينا ما يسمى بالأخلاقيات الطبية والبيواتيكا.

اليوم في فترة الكورونا، تدعونا الكنيسة لتحمل المسؤولية تجاه من حولنا فلا نكون وسيلة لنقل الوباء وتعريض حياتهم للخطر. من هذا المنطلق يجب على المؤنين لبس الكمامات، على الكهنة الانتباه لعدم الاكتظاظ في الصلوات، للحفاظ على البعد الاجتماعي. يمكن أن يتم هذا بإضافة قداديس حسب الحاجة للحافظ هذا المبدأ.  فبدل قداس واحد، فليكن قداسان. وفي الرعايا الكبيرة بدل قداسان فليكن ثلاثة او أربعة قداديس. فالمسؤولية الرعائية تتطلب ذلك. ونصلي لتمر هذه الفترة بسلام وتشفى نفوسنا وأجسادنا 

 

ناصر شقور             [email protected]