أنت هنا

                                                                                                                                                                                                                                         

 الأحد الذي بعد الصليب، السابع عشر بعد العنصرة     

صلاة الأنديفونا

أيُّها المسيحُ الإله، الجالسُ مع الآبِ والرُّوحِ القُدُس، إنَّكَ لمَّا مدَدْتَ يَديكَ على الصليب، إجتذبْتَ العالَمَ أجمعَ إلى معرفتِكَ، فأنِرْنا اليومَ بضيائِه، وقدِّسْنا بقوَّتِه، وأيِّدْنا بارتفاعِه، وأهِّلْنا لمجدِكَ الإلهيّ نحنُ المُتَّكِلِينَ عليكَ.

        لأنَّ لكَ أن تُخلِّصَنا، أيُّها المسيحُ الإله، وإليكَ نرفعُ المجدَ وإلى أبيكَ الأزليّ وروحكَ القدُّوس الصَّالحِ والمحيي، الآن وكل أوان وإلى دهر الدَّاهرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن الثامن

انحَدَرْتَ منَ العلاءِ أَيُّها المُتحنِّن، وقبِلتَ الدَّفنَ ثلاثةَ أَيام، لكي تُعتِقَنا منَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجدُ لك.

نشيد عيد رفع الصليب \ باللحن الأول

خلَّصْ يا ربّ شعبَكَ وبارك ميراثَك. مانِحًا العالمَ السّلام. واحفظْ بصليبِكَ رعيَّتَكَ.

نشيد شفيع الكنيسة

 

قنداق الختام – رفع الصليب المقدس\ باللحن الرابع:

يا مَن رُفِعَ على الصَّليبِ طوعًا، أيُّها المسيحُ الإله، إِمنَحْ رأْفَتَكَ لشعبِكَ الجديدِ الملقَّبِ باسمِكَ. فَرِّحْ بقدرَتِكَ عبيدَكَ المؤمنين. مانحًا إيَّاهم الغلبةَ على مُحاربيهم. لِتَكُنْ لهُم نُصرَتُكَ سلاحَ سلامٍ. ونصرًا ثابتًا

 ( نبدل النشيد المثلث التقديس بالنشيد التالي):

لصليبِكَ يا سَيِّدَنا نَسجُد. ولقيامَتِكَ المُقدَّسةِ نُمجِّد

مقدمة الرسالة { للأحد الذي بعد عيد الصليب ( غلاطية 2 : 16 -21)}

اللازمة: ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربّ، لقد صنعتَ جميعَها بحكمةٍ  

 الآية: بارِكي يا نفسِيَ الرَّبّ، أَيُّها الربُّ إِلهي، لقد عَظُمتَ جدًا

فصلٌ مِن رِسالةِ القدِّيس بُولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ غَلاطِية

 يا إخوَة، لِعِلْمِنا بأَنَّ الإِنسانَ لا يُبَرَّرُ بِأَعمالِ النَّامُوسِ بَل إنَّما بالإِيمانِ بيسوعَ الْمَسيح، نحنُ أَيضًا آمَنَّا بالمَسيحِ يَسوع، لكَي نُبَرَّرَ بالإِيمانِ بالمَسيحِ لا بأَعمالِ النَّامُوس. إذْ لَنْ يُبرَّرَ بأَعمالِ النَّامُوسِ أحَدٌ مِن ذَوي الجَسد * فإِن كُنَّا ونَحنُ طالِبُونَ التَّبريرَ في المسيحِ، نُوجَدُ نحنُ أَيضًا خَطَأة، أَفَيَكونُ المَسيحُ خادِمًا لِلخطيئة؟ حَاشَا! * فإِن عُدتُ أَبني ما قد هَدَمتُ، جَعَلتُ نَفسي مُتعَدِّيًا * لأَنِّي بالنَّاموسِ مُتُّ لِلنَّامُوس لكَي أَحيا للَّه. إنّي مَصلوبٌ معَ المَسيح * وأنا حَيٌّ، لا أَنا بَعدُ، بَل إنَّما المسيحُ حَيٌّ فيَّ. وما أَحياهُ الآنَ في الجَسدِ إِنَّما أَحياهُ في الإِيمانِ بابنِ الله، الذي أَحَبَّني وبَذَلَ نَفسَهُ عَنّي.

هللويا

إستَلَّ السَّيفَ وسِرْ إلى الأمام، واملِكْ في سبيلِ الحقِّ والدَّعةِ والبِرّ، فتهدِيكَ يمينُكَ هديًا عجيبًا

أحبَبتَ البِرَّ وأَبغضتَ الإثم، لذلكَ مسحَكَ اللهُ إلهُكَ بدُهنِ البَهجةِ أَفضلَ من شُركائِكَ

فصلٌ شريف من بشارة القديس مرقس البشير (8:34- 9: 1)

قالَ الربّ: "مَن أَرادَ أَنْ يَتبَعَني، فَلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صليبَهُ، ويَتبَعْني. لأَنّ مَن أَرادَ أَن يُخلِّصَ نَفسَهُ يُهلِكُها. ومَن أَهلَكَ نفسَهُ مِن أَجلي ومِن أَجلِ الإِنجيلِ فذاكَ يُخَلِّصُها. فَإنَّهُ ماذا يَنفَعُ الإنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نفسَهُ؟ أَم ماذا يُعطي الإِنسانُ فِداءً عن نَفسِهِ؟ لأنَّ مَن يَستَحي بي وبكلامي في هذا الجيلِ الفاسِقِ الخاطِىء، يَستَحِي بهِ ابنُ الإِنسانِ أَيضًا متى أَتى في مَجدِ أَبيهِ معَ الملائكَةِ القدِّيسين". وقالَ لهم: "الحَقَّ أَقولُ لكُم: إِنَّ بعضَ القائمينَ ههُنَا، لا يَذوقونَ الموتَ حتَّى يَرَوا مَلكوتَ اللهِ آتيًا بقوةٍ".

النشيد لوالدة الاله  (بدل:  إنه واجب...)  \ باللحن الثامن:

         يا والدةَ الإِله. أنتِ الفردَوسُ السِّرّي. لأَنَّكِ أنبتِّ بلا فِلاحة. المسيحَ الذي غَرَسَ في الأرض شجرةَ الصليبِ الحاملةَ الحياة. فالآن. إذْ يُرفَع. نسجُدُ له. وإيَّاكِ نُعظِّم.

ترنيمة المناولة: قد ارتسمَ علينا نورُ وجهِكَ يا ربّ، هللويا

بعد المناولة: (عوضا عن" لقد نظرنا...") نرتل: خلَّصْ يا ربّ شعبَكَ ...

تأمل في الانجيل

إن ربنا يسوع المسيح في إنجيل اليوم، إنجيل الأحد بعد الصليب. يتحدانا الى العمق: قائلاً " من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. هذا التحدي هو على عدة مستويات: على المستوى الشخصي -لي شخصيًّا. وعلى مستوى العائلة عائلتي المكونة من زوج وزوجة وأولاد، وعلى مستوى الرعية وعلى مستوى الكنيسة نحن ككنيسة. هل نحن حقيقة وعمليًّا لا نستحي بيسوع وبكلامه؟  هل نحن في العالم ولسنا من العالم؟ أم أصبحنا جزءًا من العالم.

بالنسبة للديانات الأخرى ألم تصبح مسيحيّتنا ديانة في عداد ديانات العالم؟  هذه الديانات تبرهن عن حيوية مميزة حتى إنها تقتنص لنفسها أتباعًا من أبنائنا وبناتنا. والرعية والكنيسة هل ما زالت تقدِّم الخدمة الرسولية على أساس الكرازة بالمسيح وأياه مصلوبًا وأن الكنيسة هي واحدة، ومقدسة، وجامعة ورسولية؟

لقد أصبحت الكنيسة اليوم ترى أن القيم الروحية آخذه في الانحطاط وعلى المتديِّنين أن يتناسوا خلافاتهم ويتحدوا دفاعًا عن هذه القيم. ولكن ما هي هذه القيم الدينية الأساسية؟ إذا حللنا هذه القيم فلن نجد أيًّا منها مختلفًا في أساسه عما تذيعه العلمنة في أحسن أحوالها وتقدمه للناس: الأخلاق؟ الاهتمام بالحقيقة؟ الأخوة البشرية؟ التعاضد؟ العدالة الاجتماعية والسياسية؟.إن أهل هذا العالم يفوق اهتمامهم بهذه القيم أكثر، ويتفوق على الهيئات والمؤسسات الدينية مثلاً على مستوى المدارس، ما هو الفرق الأساسي عمليًّا بين المدارس غير المسيحية والمدارس المسيحية وقد غيّرت حتى اسمها إلى مدارس أهليّة؟. وعلى مستوى العائلة، أليست القيم " للسعادة الزوجية" هي نفسها في الكنيسة وفي العالم؟ أليس هذا دليل استسلام؟ فالاستسلام يقوم لا على التخلي عن قانون الايمان والتقاليد والرموز الليترجية، بل على قبول أن وظيفة الكنيسة هي مجرد تقديم خدم دينية حتى القداس أصبح عالة، ومساعدة الناس -شؤون اجتماعية وتأمين وطني-. لا فرق أكانت المساعدة مساعدة في بناء الشخصية أو في راحة البال. هل سيستمر هذا الانحدار في التخلي المباشر عن الدين او فهم الدين كبذل للعالم الذي كف عن اعتبار الله مرجعًا له ولنشاطه.

ماذا يتوق المسيحيون اليوم من الدين؟ إن دور الكنيسة بكل مستوياتها حتى مستوى الشخص هو أن على كل مسيحي أن يحمل صليب المسيح ويكون مرسلا إلى العالم في فرح وسلام، ويكون شاهدًا على أنه نظر النور الحقيقي، وأنه أخذ الروح السماوي، وأنه وجد الايمان الحق، وأن يشهد للحب الإلهي.

ماذا بالفعل أنوي عمله؟ ماذا على الكنيسة وعلى كل مسيحي أن يعمل في هذا العالم؟ ما هي خدمتنا المسيحية؟ حتى لا يستحي بنا ابن الانسان في مجد أبيه...

إعداد : ناصر شقور    nasershakour@gmail .com