أنت هنا

 

 الشفاعة/التوسط ...

 

الحلقة الاخيرة 

تحدثنا عن كلمة شفاعة ومعناها. تكلمنا عن مفهومها في العام وفي الخاص، خصوصاً في الكتاب المقدس. رأينا امثله من الكتاب. ويبقى ان نرى انواعها الموجوده في الايمان المسيحي والمؤسس على كلام الله - اي الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

١) الشفاعة الكفارية (كفاره-تكفير).
هذا النوع هو من الله، واكمله بيسوع المسيح لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح (1تي2: 5). لذلك يشدد اشعيا في كتابه عن كفاره السيد بقوله: "انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (إش53: 12). "فرأى انه ليس إنسان وتحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده" (اش59: 16).

يوحنا ياخذ هذه الصوره ويقول بيسوع: "يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا وان أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (1يو2: 1). اما بولس العارف الكتب فهم المعنى من اشعيا وثبّت النبوه في المسيح وقال: "الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (رو3: 25). "الذي اسلم من اجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25). كما ويربط بولس الكفارة بسبب. والسبب هو الخطيئة وثمره الخطيئة الموت: "من أجل ذلك كإنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).

٢) الشفاعة التوسلية (توسل-صلاة لأجل).
وهي صلاة القديسين من اجلنا نحن البشر. هي علاقة تواصل بين اشخاص عاشوا ايمانهم بالمسيح واستحقوا القداسة، وهم الان معه في الملكوت، ويساعدوننا لنصل نحن الى حالهم، لان المسيح قال: حيث اكون انا هناك يكون خادمي ايضاً. (يوحنا ...).

الشفاعة التوسلية في العهد القديم.
هنالك عدة مراجع كتابية تبين التواصل بين اشخاص لاجل منفعة ما، او خلاص....

1. صلاه ابيمالك كانت قويه عندما كانت مصحوبة بصلاة إبراهيم إلى الله والقصة مسرودة في سفر التكوين الفصل (20).
فقال الله لابيمالك في الحلم "أنا أيضًا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا وأنا أيضًا أمسكتك عن أن تخطئ إلي، لذلك لم ادعك تمسها فالآن رد امرأة الرجل فانه نبي فيصلي لأجلك فتحيا وان كنت لست تردها فاعلم انك موتا تموت أنت وكل من لك.... فاخذ ابيمالك غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاها لإبراهيم ورد إليه سارة امرأته وقال ابيمالك هوذا ارضي قدامك اسكن في ما حسن في عينيك فصلى إبراهيم إلى الله فشفى الله ابيمالك وامرأته وجواريه فولدن لان الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت ابيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم".

2. شفاعة إبراهيم من اجل سدوم وعموره التي يسكن فيها لوط وفي التكوين (18).
"فتقدم إبراهيم وقال أَفَتُهْلِك البار مع الأثيم عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة أَفَتُهْلِك المكان ولا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم حاشا لك أديان كل الأرض لا يصنع عدلا فقال الرب إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم".

3. رفض الرب صلاة أصحاب أيوب بسبب أنها لم تكن مصحوبة بصلاة أيوب (اي42:  قبولها بعد ذلك بسبب أيوب.

4. تشفع موسي بإبراهيم واسحق (خر 32: 11-13).

5.و صلى اسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته (تك 22: 21)

5. الملائكة تشفع من أجل سلامة العالم. "فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة فأجاب الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب وكلام تعزية فقال لي الملاك الذي كلمني ناد قائلا هكذا قال رب الجنود غرت على أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة" (زك12:1و13) فنجد أن خلاص اوروشاليم كان نتيجة لصلاة الملائكة.

6. تصريح الهي بان القديسين يقفون أمام الرب للشفعة ولكثرة شرور هذا الشعب فان الرب لن يسمع لصلواتهم "ثم قال الرب لي وان وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من أمامي فيخرجوا" (ار15: 1).

6. "كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ثم صلى أيضًا فأعطت السماء مطرا وأخرجت الأرض ثمرها" (يعقوب 5: 17).

والعديد العديد من الشفاعات - التوسلات امام الله لأجل آخرين في حاجة لرحمة الله او تدخل منه لاجل الخلاص.....

الشفاعة التوسلية في العهد الجديد.
اول من صلى لاجل الاخر كان السيد المسيح، عندنا قال لبطرس قبل الآمة: "لقد صليّت لاجلك لئلا يفتر ايمانك، وأنت متى رجعت فثبّت اخوتك". (لو 32/22).

يقول بولس: "مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لأجل جميع القديسين (أف6: 18). وصلاة الإيمان، عند بولس، تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خطية تغفر له (يع5: 15). فاطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس (1تي2: 1).

ولما اخذ السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ5: .

فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت إلى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما أبصرت بطرس جلست (أع 9: 40).

من اجل ذلك نحن أيضًا نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من الله قبلتموها لا ككلمة أناس بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضًا فيكم انتم المؤمنين (1تس2: 13).

شفاعة القديسون بعد انتقالهم للسماء.

" أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله أحياء" (مت 22: 32). "ليس هو اله أموات بل اله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيرًا" (مرقس 12: 27)، "وليس هو اله أموات بل اله أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20: 38). فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة باعتبارها كنيسة واحدة، جسد المسيح الحي، بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على الأرض وهم الآن أحياء بأرواحهم في الفردوس، والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة. وقد ظهر "موسى وإيليا" في لوقا 29:9-31 مع السيد المسيح وتكلما معه، وقد كانوا راقدين منذ زمن...

بعض المراجع الكتابية حول قوه الشفاعة او التوسّل بين الناس، وبين الناس والله لاجل آخرين ( أحياء كانوا ام أموات).

١) حتى عظام القديسين، أو بعض آثارهم، فيها قوة إلهية ويمكن أن يصدر عنها معجزات: (2مل20:13، 21؛ أع15:5، 16؛ 11:19، 12).
٢) الله إله أحياء وليس إله أموت: (مت32:22؛ لو29:9-31).
٣) القديسون لهم دالة عند الله أيضًا بعد انتقالهم للسماء: (تك11:25؛ 5:26؛ خر11:32-13؛ تث9:7؛ 1مل11:11-13؛ 31-34؛ 2مل23:13؛ 34:19؛ 2أخ42:6)
٤) الصلة بيننا وبين القديسين لا تنقطع بعد انتقالهم للسماء، لأنهم لم ينفصلوا عن جسد المسيح: (2تي16:1-18؛ لو37:20، 38).
٥) القديسون الذين انتقلوا والملائكة في السماء يعرفون أحوالنا على الأرض: (1صم16:28؛ 2أخ12:21-15؛ لو7:15، 10؛ 29:16؛ 1كو12:13؛ رؤ9:6-11)
٦) لملائكة يعرفون صلواتنا، لأنهم يحملونها إلى عرش الله: (مت10:18؛ أع4:10؛ رؤ8:5؛ 4،3:8).
٧) الملائكة يساعدوننا في جهادنا حتى نرِث الخلاص: (تك9:16؛ 7:24؛ 1:32، 2؛ 16:48؛ خر19:14، 20؛ مز7:34؛ زك1:3، 2؛ عب14،13:1).

شكراً على صبركم. تابعونا بحلقات اخرى حول مواضيع تخص ايماننا المسيحي...

بقلم سيدنا  يوسف متى Iousef Matta