أنت هنا

إخوة يسوع من هم ؟؟؟

 

 

إعداد الأب أنطونيوس ( كريم خوري )

 

عبارة أخ אח في التعبير اليهودي قد تدل علي القرابة الشديدة كما تدل علي الأخ ابن الأب أو الأم أو كليهما. والأمثلة علي ذلك كثيرة منها:

1)* ما قيل عن إخوة بين يعقوب وخاله لابان

يقول الكتاب عن مقابلة يعقوب وراحيل (فكان لما أبصر يعقوب راحيل بن لابان خاله وغنم لابان خاله، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر. وسقي غنم لابان خاله. وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكي. واخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها) (تكوين 29: 10-12). مع أن أباها هو خاله، وقد تكررت عبارة خاله في هذا النص مرات كثيرة.

وهنا استعملت كلمة أخ للدلالة على القرابة الشديدة.

وبنفس الأسلوب تكلم لابان مع يعقوب لما سأله عن أجرته، إذ قال له (لأنك أخي تخدمني مجانًا. أخبرني ما أجرتك) (تكوين 15:29) وهكذا قال لابان عن يعقوب أنه أخوه مع أنه أبن أخته. 

1)* مثال آبرام ولوط.

كان لوط ابن أخي آبرام (ابن هارون اخيه) (تكوين31:11). ومع ذلك يقول الكتاب عن سبي لوط مع أهل سادوم (فلما سمع آبرام أن أخاه قد سبى، جر رجاله المتمرنين) (تكوين14:14). فاعتبر أن لوطًا أخوه مع أنه ابن أخيه. ولكنها القرابه الشديدة.

وبنفس الأسلوب قيل "أخوة  يسوع" عن أولاد قرابة العذراء كما سنبين الآن .

من هم أخوة الرب:

لما ذهب السيد إلى وطنه تعجبوا قائلين: أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم؟ وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا؟) (متى13: 54-56) (مرقس 6: 1-3).

والقديس بولس الرسول يذكر أنه رأي (يعقوب أخا الرب) (غلاطية9:1). ويعقوب هذا يسمونه يعقوب الصغير (مرقس 40:15). لتمييزه عن يعقوب بن زبدي ويدعى أيضًا يعقوب ابن حلفي (متى3:10) وكان من الرسل كما ورد في (غلاطية19:1).

 

والقديس متى الرسول يذكر أنه عند صليب الرب (نسوة كثيرات كن هناك، ينظرون من بعيد، وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى، وأم ابني زبدي (متى27: 55،56). 

فمن هي مريم أم يعقوب ويوسى هذه؟ هل هي مريم العذراء؟ وهل يعقل أن العذراء أنجبت كل هذه المجموعة الكبيرة من الأنبياء؟!

أنها مريم زوجة حلفي أو كلوبا، التي قال عنها يوحنا الرسول (وكن واقفات عند صليب يسوع: أمه، وأخت أمه: مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية) (يوحنا25:19)- قارن مع (متى27: 55، 56). 

مريم أم يعقوب ويوسي كانت مع مريم المجدلية عند صليب المسيح (متى27: 55، 56). وهما نفسهما: مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي كانتا واقفتين وقت الدفن  (تنظران أين وضع) (مرقس 47:15). وهما أيضًا أحضرتا حنوطًا بعدما مضي السبت (مرقس 1:16). وهما أيضًا كانتا واقفتين عند الصليب مع مريم أمه وهما اللتان قصدهما يوحنا الإنجيلي بقوله (وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. 

إذن اخوة الرب يسوع هم أولاد قرابة العذراء، انها مريم زوجة كلوبا أو حلفي أم يعقوب ويوسى وباقي الأخوة.

أما عن الخلاف بين أسم حلفى وأسم كلوبا -  فيقول القديس جيروم: من العادة أن يحمل الشخص الواحد أكثر من أسم؛ فرعوئيل حمو موسى (خروج 18:2). يدعي أيضًا يثرون (خروج18:4). وجدعون يدعي يربعل (قضاة 32:6). وبطرس دعي أيضا سمعان وصفا، ويهوذا الغيور دعي تداوس (متى 3:10). واضح إذن أن أم مريم أم يعقوب ويوسى ليست هي مريم العذراء ولم يحدث مطلقًا أن الكتاب دعاها بهذا الأسم.

 

ملاحظات

1)* من غير المعقول أن يكون لمريم أم المسيح كل هؤلاء الأبناء ويعهد بها الرب علي الصليب إلي يوحنا تلميذه. لاشك أن أولادها كانوا أولي بها لو كان لها أولاد..

2)* نلاحظ في أسفار يوسف ومريم في الذهاب إلي مصر والرجوع منها، لم يذكر اسم أي ابن لمريم غير (يسوع) (متى2: 14، 20، 21). وكذلك في الرحلة إلي أورشليم وعمره 12 سنة (لوقا 43:2). 

3)* وليس صحيحًا ما يقول البعض أن (أخوة يسوع) هو أبناء ليوسف من أمراة أخري ترمل بموتها. فالكتاب يذكر أن مريم أم يعقوب ويوسى كانت حاضرة صلب المسيح ودفنه كما ذكرنا (مر47:15). 

4)* وهناك نص كتابي واضح في نبوءة حزقيال يؤيد دوام بتولية العذراء. لقد رأي حزقيال النبي بابًا مغلقًا في المشرق. وقيل له (هذا الباب يكون مغلق لا يفتح ولا يدخل منه أنسان. لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا) (حزقيال 2:44). 

إنه رحم العذراء الذي دخل منه الرب، فظل مغلقًا لم يدخله ابن آخر لها.