أنت هنا

 

من انت أيها الكاهن؟

روحانيَّة الكاهن في رتبة الرِّسامات المقدَّسة

 

بقلم الاخ ناصر شقور     

 

رُتَب الرِّسامات المقدَّسة، برنامج عمل كهنوتي متخصِّص، يشمل مختلف خدمات الكاهن، وصفاته الرُّوحيَّة الضروريَّة، لخدمة شعب الله والمجتمع.

في رتبة رسامة القارئ يُصلِّي الرَّاسم لأجله، طالباً له وقائلاً :"إنتخب عبدك وقدِّسه. إمنحه أن يدرس ويقرأ أقوالك الإلهيَّة بكلِّ حكمةٍ وفهم، واحفظه في سيرةٍ لا عيبَ فيها".

وفي رتبة رسامة الشمَّاس المساعد (الإيبوذياكون) يُصلِّي الرَّاسم لأجله بهذه العبارات: "إحفظ عبدك في كلِّ شيىء غيرَ ملوم. إمنحه أن يُحبَّ جمال بيتك، ويقف أمام أبواب هيكل قُدسِكَ، ويُضيىء مصباح مسكن مجدك. أغرسه في كنيستك المقدَّسة مثل زيتونةٍ مثمرة، ليُثمر ثمر البِرّ. أوضحه في وقت حضورك عبداً كاملاً، ليتمتّع بجائزة الذين أرضوك".
وفي رتبة رسامة الشمَّاس الإنجيلي، نجد هذه الصِّفات المطلوبة من الكاهن: "أن يحمل سرّ الإيمان بضميرٍ نقيٍّ. أن يدبِّر مهام الدَّرجة الممنوحة له. وأظهره عبداً كاملاً. إملأه من كمال الإيمان والمحبّة والقوَّة والقداسة. بحلول الرُّوح القدس المحيي".

صلوات رتبة الرِّسامة الكهنوتيّة هي برنامج روحي راعوي لخدمة الكاهن. إنَّه يتقبَّلُ بدايةً نعمة الرُّوح القدس العظيمة. فهي "النِّعمة الإلهيَّة التي تشفي المرضى وتكمِّل النَّاقصين". وهي كفيلة السِّيرة النَّقية والإيمان الثابت، بحيث يكون الكاهن عبداً كاملاً مُرضياً الله في كلِّ شيىء، سالكاً سلوكاً لائقاً بالكرامة الكهنوتيَّة العظيمة.

وفي صلاةٍ أخرى يطلب الأسقف الرَّاسم للكاهن هذه النِّعَم والمواهب قائلاً: "إملأ عبدك الذي ارتضيت بأن يدخل في الدَّرجة الكهنوتيَّة من موهبة روحك القدُّوس، لكي يصير أهلاً لأن يقف بلا عيبٍ أمام مذبحك. ويكرز بإنجيل ملكوتك. ويخدم كلمة حقِّك. ويُقدِّم لك قرابين وذبائح روحيَّة. ويجدّد شعبك بنعمة المعموديَّة. حتى يلاقي هو أيضاً ابنك الوحيد إلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح في مجيئه الثاني. وينال من لدن صلاحك أجرة التَّدبير الحسن، في ما يختصُّ بدرجة الكهنوت".

وما أجمل الصَّلوات التي ترافق الرِّسامة الأسقفيَّة. إنَّها حقَّاً برنامج روحي إداري أسراري راعوي نسكيّ، ومدرسة كمال وقداسة. وهذه هي الأدعية التي يرفعها البطريرك الرَّاسم ومعاونوه لأجل الأسقف الجديد: "شدِّد بحلول روحك القدُّوس، وقوَّته، ونعمته هذا الأسقف المنتخَب. إنَّه يدخل تحت نير إنجيلك، وفي كرامة رئاسة الكهنوت. قوِّه كما قوَّيت رسلك القدِّيسين والأنبياء، وكما مسحت الملوك، وقدَّستَ رؤساء الكهنة. أظهر رئاسته خاليةً من كلِّ عيب، مزيَّنةً بكلِّ وقار. إجعله قدِّيساً ليستحقَّ أن يتضرَّع لأجل خلاص شعبك، فتصغي إليه".

وفي الصَّلاة اللاحقة، نجد مجموعةً أخرى من الصِّفات والفضائل والتَّوجيهات والأدعية.

"إجعل هذا المرتسم أن يكون قيِّماً على نعمة رئاسة الكهنوت. إجعله يقتدي بك أيُّها الرَّاعي الحقيقي، باذلاً نفسه عن خرافك. إجعله يا رب مرشداً للعميان، نوراً للذين في الظَّلام، مؤدّبًا للجُّهّال، معلِّماً للأحداث، مصباحاً للعالم، يُثقِّفُ النُّفوس المؤتمن عليها في الحياة الحاضرة. أعطه أن يقف أمام مذبحك بلا خزي، وينال الأجر العظيم الذي أعددته للمجاهدين في تعليم إنجيلك".
وفي تسليم الراسم العصا الرعائية للأسقف المرتسم جديداً يقول له:" خُذْ هذه العصا لترعى بها رعيَّة المسيح التي اؤتمنتَ عليها. ولتكن لك نحو الطَّائعين عصا رعايةٍ وحماية. وللعُصاة عصا إرشادٍ وتقويم (أو عصا إرهاب وتأديب بحسب النصّ القديم).

إنَّ هذه الصَّلوات، هي الأساس لكلِّ ما، يتعلّق برسالة الكاهن في كلِّ درجات الكهنوت، وقد سمعها الكهنة يوم رسامتهم المقدَّسة. فلتكن موضوع تأمُّل للجميع، ولتكن مرجعًا روحيًّا في سموِّ الخدمة الكهنوتيَّة المقدَّسة.